عيناك
أنفاسُُ
تنذر الهواء الغياب.
فيما أغمض الطرف
انتظاراً
لصدمة التدفقِ
ميتاً
في الفرح

كل شئ على مقربة منهما
الماء
والهواء
الجسدان في المواجهة
لكن أحدهما لا يرى الآخر .

لم يكن أحد سواه
هناك
يقظاً ومنتبهاً
الجسد الذي شربتُ منه
حتى سَكِرتُ
لايزال غارقاً في امتلائه .


كنتُ نائماً علي كفيك
مبحراً في نعمة جودك
وكنتِ تغرسين ضلوعك في ضلوعي
تبنين بيتاً ووقتاً
تزينين فرحاً
وتنضجين خبزاً
كنتُ وكنتِ بانتظارٍ
لقادم يكون .

أنادي عليَّ
ولا خطو أو جدار يمكن أن أعرفني فيه
أنادي عليَّ
حتى إذا ما رد عليّ بعض صوتي
حططتُ على بقايا متناثرة
لأطراف جسدٍ خمد لتوه
وروح لاتزال عالقة
وصدى أحرف تتلاشى
عرفتُ ..
لا صوت
يعلو وجودك .

يملأ بوجهه ما بين ذراعيك
فرحك الذي تغلقين عليه عينيك
يضرب بجناحيه في الليل والنهار
في البر والبحر
في الحضور والغياب
يبحث عن أرض لأطرافه
التي تلدها أنفاسك
أرض عطشى
لفرح ميت .

أضحك على خوفي
أضم يديّ إلي صدري
أربط قلبي
أواري رجفتي
لهفتي في الارتماء علي ركبتيك
وأضحك ..
على عطشي يتحايل للقبض
على ماء كفيك
أضحك ..
ولا أجرؤ على الشراب
دافعاً بقدمي في الأرض
وبعيني إلي الطريق
لو أن أحداً يمر
يأخذ بعيني بعيداً عنك
أو يصلح ما يتكسر فيّ
لو أنني أستطيع احتضان وجهك
أشعل نوره في جسدي
لو أن عمقك ليس غريقاً
لو أجرؤ علي الموت ...

تفتح بابها
تدعوني لأقبل العتبة
وتنادي علي حواسها
هلم إليّ
حتى إذا تدفق فرحها
صار صوتها يملأني
( ادخلْ )
أدخل
أدخل حتى انتهى بي إليّ ..