بسمه تعالت قدرته
مامعنى كون الله سميعا بصيرا؟
إن جميع علماء الاسلام يذكرون الله تعالى بصفات (( السميع)) و (( البصير)) وذلك لتكرر هذه الصفات في القرآن الكريم
ولكنهم اختلفوا في تأويلها.
اعتقد المحققون بان كون الله سميعا وبصيرا لا يتعدى احاطته وعلمه بالمسموعات والمبصرات ولأن لهاتين الكلمتين مفهومان يستعملان للتغير عن قوة سمعنا وبصرنا فلذلك يتبادر الى الذهن عضوا الاذن والعين ولكن من البديهي أنهما عندنا تستعملان لوصف الباري سبحانه وتعالى تتجرّدان عن مفاهيم الالات والادوات والاعضاء الجسمانية لان ذاته المقدسة اسمى واجل من الجسم والجسمانيات.
وهذا ليس تعبيرا مجازيا طبعا وإن سميناه مجازيا فهو مجازي ما فوق الحقيقة. لأنه يعلم ويحيط بالمسموعات والمبصرات وهي ماثلة بين يديه تعالى بحيث يسبق ويفوق كل سمع وبصر لذا فقد ورد وصفه تعالى في الادعية بأسمع السامعين وأبصر النا ظرين
ولكن جماعة من قدماء المتكلمين أعتقدوا بأن صفتي السميع والعليم تختلفان عن صفة (( العلم))
وهؤلاء لا بذ لهم من اعتقاد بأن صفتي السميع والبصير من الصفات الزائدة على ذات الله. وهذا يعني الاقرار بتعدد الصفات الازلية وهو نوع من الشرك والافيكون الله سميعا بصيرا لا يمكن ان يكون سوى علمه بالمسموعات والمبصرات.
وفي البحار عن الامام الصادق عليه السلام عن أحد اصحابه قال له: ان رجلا ينتحل موالاتكم أهل البيت عليهم السلام يقول: ان الله تبارك وتعالى لم يزل سميعا بسمع وبصيرا ببصر وعليما بعلم وقادر بقدرة
قال : فغضب الامام ع ثم قال:
(( من قال ذلك ودان به فهو مشرك وليس من ولايتنا على شيء إن الله تبارك وتعالى ذات علاّمة سمعية بصيرة قادرة))
المصدر كتاب مائة وثمانون سؤالا وجواب اية الله الشيخ مكارم الشيرازي
المفضلات