سيهات نظرة تاريخية:
مدينة عريقة في تاريخ منطقتنا، ساهمت بشكل كبير في الأحداث التي مرت على تاريخ القطيف الأم، وكما أن هناك كثيرا من المعارك التي خاضتها الشعوب والحضارات التي استوطنت المنطقة على أرضها، (كما سوف تعرفه في الصفحات القادمة)
وعرفت سيهات في التاريخ القديم بعدة أسماء، من هذه الأسماء (أفأن) كما ذكر المسعودي في كتابه التنبيه والأشراف ص 341، وكانت تعرف بشميمة، وكما كانت تعرف بـ (سوهات) أي الأرض التي ينشر عليها السمك، وعرفت فيما بعد بـ (سيهات) وهو الاسم الحالي الذي عرفته به، وأرخت حوادثها وثقافتها ورجالها به وكما عرفها وتحدث عنها المؤرخ الغربي المشهور (لوريمر) في كتابه دليل الخليج العربي، الجزء السابع، ص 432 بقوله: تبعد مسافة ميلين إلى الجنوب الشرقي من قرية عنك عند الطرف الجنوبي، وعلى ساحل الواحة الفعليّة، وسيهات بلدة مسورة فيها 600 منزل، منها حوالي 200 كوخ مقامة خارج السور، ومعظمها أبنيّة مبنية من الحجارة، وهذه بلدة مزدهرة، تعتمد على الزارعة بالدرجة الأولى، فيها بساتين نخيل وأرض زراعية على جانيها الشمالي والغربي، ويروي أراضيها نبع كعبه، ويملك سكانه أيضا 30 زورقا لصيد اللؤلؤ. ولأهل البلدة شيخهم الخاص بهم، يمارس سلطات تنفيذية (مطلقة) على البلدة.
بعدها الجغرافي:
تقع على الساحل الخليجي بين مدينتين كبيرتين هما الدمام والقطيف على خط طول 50 درجة ودائرة عرض 26 درجة، ومن الجهة الشمالية تقع مدينة عنك، ومن الجهة الشرقية ساحل الخليج العربي، ومن الجهة الغربية مساحات شاسعة من البساتين والنخيل.
السكان:
تعود جذور تاريخ سكانها إلى القبائل العربية التي استوطنتها قديما ولا سيما قبيلة عبدالقيس الذي تمكنوا من فرض سلطتهم وعاداتهم وتقاليدهم على أهل المنطقة في ذلك الوقت، فنمى أهلها على الصلاح والكرم وحسن الأخلاق وعراقة النسب والحسب، وإن كانت في بعض تركيبتها مزيج من سائر أقطار العالم العربي والخليجي، ففيها نسبة من الأجانب الذي اتخذوها أرض استيطان، فاختلطوا مع أهلها وأصبحوا جزء لا يتجزأ منها، وقد قدرت بعض الدراسات تعداد سكانها بـ ( 22.500) نسمة في عام 1405هـ،
بعدها الجغرافي:
تقع على الساحل الخليجي بين مدينتين كبيرتين هما الدمام والقطيف على خط طول 50 درجة ودائرة عرض 26 درجة، ومن الجهة الشمالية تقع مدينة عنك، ومن الجهة الشرقية ساحل الخليج العربي، ومن الجهة الغربية مساحات شاسعة من البساتين والنخيل.
السكان:
تعود جذور تاريخ سكانها إلى القبائل العربية التي استوطنتها قديما ولا سيما قبيلة عبدالقيس الذي تمكنوا من فرض سلطتهم وعاداتهم وتقاليدهم على أهل المنطقة في ذلك الوقت، فنمى أهلها على الصلاح والكرم وحسن الأخلاق وعراقة النسب والحسب، وإن كانت في بعض تركيبتها مزيج من سائر أقطار العالم العربي والخليجي، ففيها نسبة من الأجانب الذي اتخذوها أرض استيطان، فاختلطوا مع أهلها وأصبحوا جزء لا يتجزأ منها، وقد قدرت بعض الدراسات تعداد سكانها بـ ( 22.500) نسمة في عام 1405هـ، يوضحها فيصبح تعدد السكان الحالي على حسب إحصاءات وزارة الصحة بـ (45.145) نسمة ولم يشمل هذا التعداد من يتلقى العلاجات في المستشفيات الخاصة، أو بعض الأسر أو الأفراد الذين لم يكونوا هناك في حال أخذ الإحصاء، وإلا فعدد سكانها أكثر من هذا بكثير.
وهم يتوزعون على عدة مناطق من بينها: الحارات الثلاث: الديرة والنقا الغربي والطف. وكانت الديرة نواة هذه المدينة والأسبق من حيث التأسيس وقد أهلها لذلك طبيعة أرضها الجبلية وسهولة البناء عليها.
أما الآن ففي سيهات ما يزيد عن 16 حيا سكنيا وعدد من المخططات يمكن ترتيبها حسب عمرها الزمني كالتالي:
الديرة – الخصاب – الحالة – النقا الجنوبي – النقا الغربي – السوق – الولاب – الطابوق (مدينة العمال) – الطف – الفردوس – السلام – النمر الجنوبي – الدخل المحدود (الفلاح) – النمر الشمالي – الجمعية ..
وما زالت مدينة سيهات تمتلك أراض واسعة مها ما هو مخطط وجاهز للعمران، ومنها ما هو مخصص للأغراض التجارية والزراعية.
التركيبة السكانية:
تتكون تركيبة مدينة سيهات السكانية من عدة عوائل منها ما وجد منذ أن كانت ومنهم من نزح إليها من خارج المملكة، ومنهم من استوطنها من البحرين بعد الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تاريخ الخليج العربي
سيهات والبعد الثقافي:
لعب الشيخ جعفر ابن الشيخ محمد آل أب المكارم (قدس سره) دورا كبيرا في تنمية الحس الثقافي والعلمي والأدبي، فإذا عاد من البحرين يقوم بنشاطاته العلمية والثقافية في سائر أنحاء قرى المنطقة، وكانت له اهتمامات كبيرة على صعيد الرحلات التوجيهية بالخصوص مدينة سيهات، فيستقر بها عدة أسابيع يقوم خلالها بالتوجيه والتثقيف والأصلاح، فانعكست هذه المواقف التربوية والثقافية منه على أهلها.
وجاء من بعده إبنه الشيخ علي (يرحمه الله) الذي سار على غرار منهج أبيه في العلم والتربية والثقافة.
وقد كان لبعض رجالات العلم والفضيلة اهتمامات بهذه المدينة، من ضمن هؤلاء الذين اهتموا بها كثيرا الشيخ محمد أمين زين الدين العراقي، الذي كانت له رحلات سنوية يقوم بها إلى البحرين وسيهات، يقيم فيها فترات طويلة يسعى جاهدا بكل قوته للتثقيف والتوجيه والإصلاح، فكانت له مجالس وندوات ومحاضرات في العلوم الإسلامية بما فيها الأخلاق وتعلم الأحكام الشرعية..
ومن ثم كانت للشيخ الخاقاني (قدس سره) متابعات ثقافية وندوات علمية، فكانت نهضته التغيرية في هذا البلاد نهضة ثقافية وأخلاقية عالية تركز جلها في التصدي لكافة المجالات وانحراف العقول بسبب التيارات الإلحادية والفكر الماركسي والقومي، فكانت مسؤليته أكبر بكثير من مسؤليات الآخرين من الموجهين العاملين في الحقول الإسلامية، فاستطاع أن يكوّن جيلا ثقافيا واعيا لما يدور حوله في مدينة سيهات.
الكتاتيب:
لما لهم من أهمية كبرى في حياة المنطقة على الصعيد الثقافي والعلمي والتربوي، بل أن الفضل في الحفاظ على الموروث يعود إليهم.
سيهات والبعد السياسي:
ساهمت مدينة سيهات قديما في حروب القرامطة، فقد ذكر المؤرخون أن بعض معاركهم كانت في ساحة تسمى بـ (أفان) وهذه القرية حاليا موقعها الجغرافي هو سيهات الآن.
وكما تعرضت إلى معارك ضارية في زمن الملك عبدالعزيز فقد ذكر بعض الكتب سار إبراهيم بن عفيصان مع عسكره أميرا على منطقة القطيف من قبل الملك عبدالعزيز، نزل مستوطنا عدة أيام في مدينة سيهات، وعندما سمع عبدالله بن سليمان المشهوري الخالدي أرسل عسكره إلى جنب المقاتلين مع ابنه علي بن سليمان فوقع بينهما حرب طاحنة على أثرها انهزم ابن عفيصان ونزح بعسكره إلى شمال القطيف أي نحو الظهران، ومن ثم عاود الهجوم عن طريق قرية الجارودية وذكرنا مجمل الحدث في البعد السياسي بالجارودية فراجع:
يذكر لنا التاريخ حوادث المعركة الدامية التي خاضها الملك فيصل مع زعماء قبيلة الخوالد التي استوطنت في المنطقة قديما، حيث خرجت ضد كل طامع أراد الاستيلاء على القطيف، ومن جهة ثانية كان أهالي القطيف وملحقاتها قرية الجارودية مسرحا للصراع الذي دار سنة 1208هـ - 1794م بين تلك الجبهة المدافعة عن أراضيها وبين قوات الدرعية عندما أراد الاستيلاء على القطيف، فقد أرسلت الدرعية حملة قوامها 8000 مقاتل بقيادة إبراهيم بن سليمان بن عفيصان إلى القطيف، وعندما علموا بقدومه، خرجت قبائل بني خالد بقيادة عبدالله بن سليمان المشهوري الخالدي من جهة ومن جهة أهالي القطيف حملة بقيادة أحمد بن غانم القطيفي، وتلاقوا جميعا على أرض سيهات وكانت هي الهدف الأول للإحتلال من قبل الدرعية، فانهزم جيش الدرعية ونزح إلى منطقة الظهران، حيث أخذت قوات الدرعية المنهزمة تشن غاراتها على القرى المجاورة للقطيف، فوصلت جحافلهم إلى قرية الجارودية من الجبهة الغربية المطلة عليها، فخرجت لهم حملات مكونة من أهالي القطيف ومن أهالي قبيلة الخوالد فنشب الصراع بينهما ما يقارب 12 يوما متواصلة دون نتيجة، قرر بعدها عبدالله بن سليمان المشهوري الرجوع إلى داخل القطيف، لكن قوات الدرعية تمكنت من قطع الطريق عليه مما أضطر إلى تغيير طريقه إلى وجهة ثانية حيث وصل بها إلى تاروت، أما ابن غانم فواصل صموده ضده حتى استسلم بعد أن أصيب بالخسائر الكبيرة، فتمكنت قوات الدرعية من الدخول إلى القطيف والاستيلاء عليها عن طريق بوابة الجارودية الواقعة غرب المنطقة.
معركة دارين:
اتضح أن الإمام عبدالله الفيصل قد استوعب الدرس جيدا فلم يعد خافيا أن حكم البلاد لن يستقيم له في حال انشقاق آل سعود، وإن العثمانيين الذين يعون ذلك ويعملون على ترسيخه لن يسلموا الحكم إليه إلا وفق شروط قاسية تكرس ذلك الشقاق وتعمقه، وتحكم الهيمنة العثمانية على المنطقة، كما أدرك الإمام عبدالله أهمية الأحساء والقطيف، وأن استمرار تركها بيد العثمانين يضعف الحكم في البلاد، وأن أهمية القطيف بالنسبة له العصب الاقتصادي لنجد والحجاز، وهذا الذي يجعل من أن يقدم على ارسال حملة عسكرية ضخمة إلى الأحساء والقطيف سنة 1296هـ باغت فيها القطيف التي تكن محصنة جيدا في ذلك الوقت وكاد أن يستولي عليها ولولا خذلان قبيلة العجمان التي تقاعس شيوخها عن الانظمام إليه ومسارعة العثمانيين بإرسال إمدادات الجيش من العراق، ومما يذكر هنا أن الحملات السعودية للإستيلاء على القطيف، كانت لها مداهمات كثيرة فقد جاء الأمير تركي إلى القطيف عن طريق مدينة سيهات والتي استعدت بكل قواها من جانب الأهالي لصد هذه الحملات عن الإستيلاء على المنطقة، فحدثت معركة دارين على أرضها، فكانت الغلبة للأهالي واندحر جيش الأمير تركي، وتعلل بعض الأدبيات أن سبب انهزام قوات الأمير تركي في سيهات لأن جيش عبدالله بن غانم اخلف بوعده معه، وقد ضن أهل سيهات به شرا، فقتلوه على فراشه في مدينة القطيف داخل القلعة كما ينقل ذلك الأهالي وكان ذلك عام 1249هـ.
معركة سيهات:
وتذكر بعض الأدبيات المحلية، أن سيهات على أثر الموقعة السابقة (دراين) وانسحب أهالي سيهات إلى داخل البلدة، وعلى إثر قتلهم عبدالله بن غانم، علم الأمير تركي بأمر حركة العصيان الداخلي في سيهات، واحتلال حكومة البحرين دارين وتاروت، فجهز الأمير تركي جيشا تحت قيادة ابنه فيصل فسار به حتى نزل (المريجب) وهي أحدى عيون سيهات وتقع في الجزء الغربي للبلدة، وبدأ القتال بين الفريقين فصار جيش البحرين ينزلون إلى البر نهارا للقتال ويعودن إلى سفنهم ليلا.
دام الحصار نحو أربعين يوما وعانى أهالي سيهات من جرّاء هذا الحصار معاناة شديدة، وبعدها أرسل الأهالي إلى الشيخ عبدالله حاكم البحرين أن ينقذهم من هذا الحصار، وأن يسلموه البلدة بشرط يأمنوا على أموالهم وأعراضهم وأطفالهم، فقبل ذلك ووفى لهم واستولى على البلدة، وكان أمير سيهات من قبل الأهالي.
وفي عام 1251هـ بعث الأمير فيصل دويد العبد، ومعه مائة مطية من الركاب إلى ناحية القطيف فأمرهم أن يأمروا الأهالي بالمبايعة له على الطاعة والأمان، ووفد أمير القطيف وأمير سيهات في ذلك الوقت ابن عبدالرحيم على الأمير فيصل وبايعوه على السمع والطاعة والأمان.
كما أن أهالي سيهات شاركوا القطيف الأم كافة معاركها وصراعاتها السياسية، مثل ذلك حادثة الطائرة ووقت الشربة وغيرهما، ويذكر أن سيهات خاضت معركة ساهمت بها القطيف لا سيما صراعهم مع الغزاة البدو، ومعركة (ردان) التي قتلت فيها مجموعة كبيرة من أهالي سيهات كانت شاهدا على ذلك، ولا سيما إن التدخل البريطاني لمنع الصراعات بين الأهالي والبداة كان قاسما مشتركا في بعض المعارك السياسية في المنطقة.
المفضلات