H6>الإمام يروي شعر في الحلم والجهل والصديق والسر :

عن موسى ابن محمد المحاربي ، عن رجل ذكر اسمه : عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أن المأمون قال : هل رويت من الشعر شيئا ؟


فقال : قد رويت منه الكثير .

فقال : أنشدني أحسن ما رويته في الحلم فقال عليه السلام :


إذا كـان دوني من بليت بجهلـه ___
أبيـت لنفسـي أن تقابـل بالجهل

وإن كان مثلي في محلي من النهى___
أخذت بحلمي كي اجل عن المثـل

وإن كنت أدنى منه في الفضل وال____
حجى عرفت له حق التقدم والفضل




قال له المأمون : ما أحسن هذا ؟ هذا من قاله ؟ فقال عليه السلام : بعض فتياننا .


قال : فأنشدني أحسن ما رويته :


في السكوت عن الجاهل ، وترك عتاب الصديق .


فقال عليه السلام :



إني ليهجـرني الصـديق تجنبا
فـأريـه أن لهجره أسبابا


وأراه إن عاتبتـه أغـريتـه
فأرى له ترك العتاب عتابا

وإذا بليت بجاهـل متحكـم
يجد المحال من الأمور صوابا

أوليته مني السكوت وربما كان

السكوت عن الجواب جواب








فقال له المأمون : ما أحسن هذا ؟ هذا ما قاله لا ، هذا من قاله.


فقال عليه السلام : بعض فتياننا .




قال : فأنشدني أحسن ما رويته في :


استجلاب العدو حتى يكون صديقا .


فقال عليه السلام :



وذي غلـة سالمتـه فقهرتـه
فأوقرته مني لعفو التجمـل

ومن لا يدافع سيئات عدوه بإح

سانه لم يأخذ الطول من عل

ولم أر في الأشياء أسرع مهلكا

لغمر قديـم من وداد معجل





فقال له المأمون : ما أحسن هذا لا ، هذا من قاله .


فقال عليه السلام : بعض فتياننا .


فقال : فأنشدني أحسن ما رويته في كتمان السر .


فقال عليه السلام :



وإني لأنسى السـر كيلا أذيعه
فيا من رأى سرا يصان بأن ينسى


مخافة أن يجـري ببـالي ذكره

فينبذه قلبي إلى ملتـوى حشـا


فيوشك من لم يفش سرا وجال

في خواطره أن لا يطيق له حبسا







فقال له المأمون : إذا أمرت أن تترب الكتاب كيف تقول ؟


قال عليه السلام : ترّب .


قال : فمن السحا . قال : سح .


قال فمن الطين ، قال : طيّن .


فقال : يا غلام ترّب هذا الكتاب وسحّه وطيّنه , وامض به إلى الفضل بن سهل ، وخذ لأبي الحسن ثلاثمائة ألف درهم







شعر في الأجل والإعذار والسخاء والزمان والاغترار والعفة:

الإمام يروي شعر في الأجل والآخرة : عن ابن هشام ، عن ابن المغيرة قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول :


إنـك في دار لها مـدة
يقبل فيها عمل العامل
ألا ترى الموت محيطا بها
يكذب فيها أمل الآمل
تعجل الذنب لما تشتهي

وتأمل التوبـة في قابل

والموت يأتي أهله بغتة ما
ذاك فعل الحازم العاقل






يقول ( عليه السلام ) :

اعذر أخاك على ذنوبه
واستر وغط على عيوبه

واصبر على بهت السفيه
وللزمان على خطوبـه
ودع الجواب تفضـلا

وكل الظلوم إلى حسيبه