سلاماً أبا الهادي

سلاماً أبا الهادي على قلبِكَ الذي
تناثرَ في الوادي طُيوراً و أنهُرا

سلاماً على السِنِّ الضحوكِ إذا اختفى
وراءَ التحدّي تُشعِلُ الحرفَ مِجمَرا

تناسَختَ في ُصلبِ الجماهيِِرِ هازِئاً
بمن حسِبوا صُلبَ الجماهيرِِ أبتَرا

ُتحرِّكَ في الماءِ الأجِّناتَ زارعاً
فلسطينَ في الأصلابِ عهداً مُطهَََّرا

فتنمو بطونُ الأمَّهاتِ ببيعةٍ
على العهدِ تَجنيها سِلاحاً وعسكرا

أراكَ فأسمو في قداسةِ ما أرى
كأنَّ الليالي جدّدتْ فيكَ حيدرا
كأنَّ الليالي جدّدتْ فيكَ حيدرا

************

بماذا يجيبُ العاشقونَ إذا انتهى
بك العشقُ أمسى في الأساطير ِ مُبحِرا

أقامتْ حكاياتُ البطولاتِ سورَها
عليكَ فلا ألقاكَ إلا مُسوَّرا

قفزتُ على سور ِالحكاياتِ علني
أراك طليقاً منْ هواها محررا

وجئتكَ بالنخل ِالمقاوم ِ مالئاً
مساحاتَ روحي عنفواناً ومفخرا

معي قبلاتٌ باتِّساع ِ المجرَّةِ
من الشوق ِ فامنحني جبينكَ مِحوَرا

أراكَ فأسمو في قداسةِ ما أرى
كأنَّ الليالي جدّدتْ فيكَ حيدرا
كأنَّ الليالي جدّدتْ فيكَ حيدرا
************


تجلَّيت لي في وجهِ آذارَ سُنبلاً
وفاجأتني في كفِّ أيارَ بيدرا

وكوَّرتَ آلافَ المواسِم ِعِمَّة ً
على الرأس ِ وارتاحتْ على زِندِكَ القُرى

وحفَّتْكَ من كلِّ النواحي مهابة ٌ
فما ثارَ منها إلا عزُّ وعدٍ وعنبرا

إذا سقطتْ في هُوَّةِ الجوع ِ قرية ٌ
مددتَ لها كفّيكَ خبزاً و زعترا

فقامتْ تصلّي فجرَها مطمَئِنَّة ً
و تتلو على الأمانَ مطهرا

أراكَ فأسمو في قداسةِ ما أرى
كأنَّ الليالي جدّدتْ فيكَ حيدرا
كأنَّ الليالي جدّدتْ فيكَ حيدرا
************

عباءتُكَ امتدَّتْ سُهولاً شريدة ً
وجُبَتُكَ التفَّتْ تُراباً مُهجَّرا

مشتْ خلفَكَ الوديانُ ممشوقةَ الخُطا
صعوداً على متنِ الجنوبِ منَ الذُرة

وكانَ صدى كعبيكَ في كلِّ خطوةٍ
يُطيرُ للأقصى حماماً مُبَشِّرا

ففاضتْ منَ الأجداثِ كلَّ حضارةٍ
معتقةٍ في قلبِ لبنانَ أعصُرا

أراك وراء الغيبِ تجلو خُضُمَّها
شهيداً شديداً هادياً بعدَ أشمَرا

أراكَ فأسمو في قداسةِ ما أرى
كأنَّ الليالي جدّدتْ فيكَ حيدرا
كأنَّ الليالي جدّدتْ فيكَ حيدرا
************


أتيتُكَ لمْ أثملْ بكاسي كرامةٍ
مدى العمرِ فاسكُبْ لي شهيداً مخمَّرا

هنا اللغةُ الفصحى تجاهدُ في يديْ
إذا لمعت في إصبع ٍ صارَ خنجرا

خذوا أيها الأحرارُ كلَّ أصابعي
فقد صِغتُ منها للخناجرِ متجرا

ويا أهلَ ودي أجِّروني عذابَكمْ
دعوا النبضَ يحيى لوعذاباً مُؤجَّرا

أريدُ لقلبي أن يؤدي جِهادَهُ
إذا شدَّ قوساً من هواكمُ و أوترا

أراكَ فأسمو في قداسةِ ما أرى
كأنَّ الليالي جدّدتْ فيكَ حيدرا
كأنَّ الليالي جدّدتْ فيكَ حيدرا


---------------------------

جاري البحث عن المقطع لتحميلة وأستماعه

تحياتي لك ..