ــ اذا الأقدار خذت منا حبايبنا.. نردد ااه.. يا قسمتنا والنصيب
واذا العين تعبت من مدامعنا.. نعاتبها يستاهل دمعش الحبيب
صعب ننسى ونبعد وان تجاهلنا.. ترد الذكرى ترجعنا قريب
وما نملك الا االصبر والله يساعدنا.. هو الشافي للهم والطبيب
2005
مع صوت تلاطم الأمواج.. رائد ينشد هالإنشوده.. ممزوجه بالأهات...
فارس واقف بجنبه ومحوطنه بذراعه .. وسرحانين مع العمق الأزرق..
يرجع بهم الزمن تسع سنوات ورى.. يتذكروا .. كيف صاروا ينتظروا حبيبهم وصديقهم واخوهم الكبير.. كيف الخوف اكل قلبهم يوم عدى النهار ولا رجع.. يتذكروا لهفتهم ودموعهم اللي ذرفوها بحراره وهم يسمعوا خبر الرحيل..
خبر رحيل عديل الروح.. عبدالله..
اوقات كانت صعبه ومره.. عبدالله ذاك الإنسان الرائع اللي مخبي ورا ابتسامته قصة حزن دفينه .. تعب فضول رائد يبغى يعرفها ولا قدر.. عبدالله اللي تمثلت فيه كل الصفات الحلوه .. من مرؤة واخلاق وشهامه قليله ممن كانوا في سنه..
بعد ما رحل .. خلف وراه هموم واحزان...
ابو عبدالله راح لواحد من اولاد اخوه يحبه ويزوره وايد.. يوم درى به صار وحداني .. ترجاه يعيش وياه..
علي وامين انسجنوا فتره من الزمن .. بتهمة تعاطي خمور ..
وابو مصيبه اعدموه ..
رائد كان بوده هو اللي يعدمه.. هو اللي يفنيه .. سلب منه اغلى انسان.. الإنسان الوحيد اللي علمه اشيا كثيره بالحياه.. واولها الصبر على فقد الأحباب..
يتذكر وهو واقف ورا الزجاج.. ينظر لعبدالله الطريح على فراش الموت.. ينازع سكراته لحظه بلحظه.. يتذكر دمعاته المنسكبه.. يتذكر كيف كان مع فارس مثل جسد واحد يحاتي فقد الروح.. اللي سلمت امرها لله وودعت..
طبق عبدالله اجفانه.. وطارت طيور السعاده من اعشاش الطفلين.. ودعتهم هاجرتهم فرقا بدون رجعه..
رائد ارتمى على عبدالله وفارس بجنبه.. مسكوه ثنينهم .. لا ااا.. لا يروح.. كل شي الا الفراق .. هذا اخونا ..
يتذكروا لحظاتهم معاه.. ايامهم الحلوه .. الحوادث اللي صابتهم.. كل ذكرى يتردد وراها صدى الأاااه..
كان هاليوم يوم ذكرى رحيله.. تعودوا رائد وفارس اللي ما فارقوا بعضهم من بعد رحيل روحهم.. وظلوا جسد واحد.. كل واحد فيهم يعد الثاني روحه.. وطيف عبدالله ما فارقهم ولا لحظه...
نفس المكان اللي قعد فيه عبدالله مع رائد.. رائد يطالع بحسره مكان الكرسي اللي كان محفور عليه اسم عبدالله ومهند.. حتى الكرسي ودع.. واستبدلته البلديه بكراسي جديده..
رمى نفسه على بديل كرسي اعز ناسه.. بس هالمره حفر عليه هو بنفسه.. اسمه واسم فارس وبينهم اسم عبدالله .. تسند ورفع راسه للسما ...
ــ ااه.. رحمة الله عليك يا اخونا...
فارس بعده واقف يتأمل البحر .. يحس وده يصرخ.. الدنيا تغيرت والحال صعب.. اعز ناسه امه وتركته من صغره .. ويتبعها اخوه ورفيق عمره .. يحس انه هو السبب.. يحس عبدالله راح فداه.. مسك فارس راسه بكفينه وهو ضاغط عليه..
مسح بأصابع شعره.. وذرف دموعه .. ما مسحها تركها توصل لشفافه تذوق ملوحتها وحس بحرارة الفرقا... ومزود همه جدته الغاليه ام حسين.. مرضت وصابها خرف .. صارت ما تقدر تتحرك مثل لول .. وصار هو المتكفل فيها وبرعايتها.. خايف في أي لحظه يصحى الصباح وما يلقاها..
تعب من الم الفراق .. وبكل لحظه يتمنى شبح الموت يخطفه مع احبابه..
ــ ااااه.. استغفر الله ياربي ..
مسح دموعه .. وتوجه لرائد .. جلس بجنبه.. رائد وهو مغمض:
ــ سنيييين مرت .. وعدت.. وذكراه في القلب .. والله لأخر لحظه في حياتي ما انسى ذكرى هاليوم..
فارس:
ــ أيـــــه يا خوي.. الله يرحمك.. في قلبنا عايش .. عبدالله ما مات..
رائد التفت لفارس.. صار يتأمله.. وهو مبتسم.. يحسه جزء منه...
فارس ساعتها عمره 21 سنه تخرج من الثانويه وما جاب نسبه من الضغط والهم اللي عايشنه وقاعد يدور على وظيفه ... ورائد 18 سنه بثالث ثانوي .. سنين عدت بسرعه ما تلحق ومضت في طرفة عين...
رائد:
ــ اليوم بيرجع عمي سراج من استراليا ..
ــ ايه عمك اللي سافر يدرس بعثه من سنين .. ويش يسوي هناك..
ــ والله تزوج لبنانيه كانت تدرس وياه واشتغل هناك.. وظل عيشته هناك.. بس شي .. سمعت ابوي يقول ولده عمره 7 سنوات ويتكلم لبناني زي امه وانجليزي
ــ افااا ما يعرف قطيفي ..
ــ هههههههه أي والله افااا.. حلاته اذا جا اقول له .. دخلك رمزي ما بدك تلعب معي..
ــ بفففف هههههههه ورمزي بعد..
رائد يبتسم بمسخره..
ــ اللبنانيه حابه رمزي ...
ــ عجيييب قليل بالقطيف رمزي .. هذا اذا في..خخخ
ــ ههههه وربي مو راكب .. رمزي سراج.. ما ادري كيفا صاير .. اهوو على كيفهم ..
ــ أي والله منت خسران شي..
ظلوا عالبحر يسولفوا ويتذكروا ايامهم الخوالي مع عبدالله.. هاليوم يوم ذكرى الفرقا وكل سنه ما ينسوه...
ــ امااااه ابغى الوح الكوافيل <<<< 18 سنه عمرها وللحين رائها الحلوه..
ــ لويش الكوافير...
ــ شوفي حواجبي حشيش تخووف..
ــ والله ما عندش سالفه.. صايرين خيووط.. رحم الله ايامنا كانت البنيه ما تحف الا اذا عرست..
ــ اماااه لول انتون غيل.. الحين يتلعبوا علي اذا حواجبي كذا الأسبوع الجاي حفلة التخلج ماني ابغى اصيل نظيفه...
وتمد برطمها شبر وهي تتمسخر:
ــ صايله كني لائد بهم.. بس لائد وجهه شوي يبين انه صبي من اثل الحلاقه..
ــ زين رجعة اخوش من برى خليه يوصلش..
ــ ولويش مو ابوي..
ــ ابوش بيرجع من العمل تعبان.. واخوش ما وراه لا شغله ولا عمله .. قاهرني وحارق قلبي بدل لا يقابل كتبه السنه اخر سنه له..
ــ يقول يداكل خلاص لا تحلقي قلبش .. عقلة في لاسه يعلف خلاصه..
ــ أي والله بس لا يخلص علينا هو... وراه مستقبل بيفتح بيت .. ويلي كل ليلة اني واي ابوش نحاتي فيه .. ويش بنسوي اذا ما جاب مجموع..
ــ لا ان شالله بيجيب.. اعلفه اني اخوي شاطل.. صدقيني احيانا ما اعلف مسائل في اللياضيات يعلمني اياهم..
ــ يالله ياكريم يوفقكم وينجحكم .. ويبرد قلبنا بكم..
ــ يالله يا كريم .. يعني انتظل لائدوه لين يجي ...
ــ اليوم بيجي عمش سراج دريتي..
رؤى عن المرايا تحوس بحواجبها..
ــ ايه دليت..
ــ بيقبعوا وايد حووس بتروحي الكوافير خلاص..
ــ ههههههه زين.. اماه تذكري شكله اخر مره كان ويانا ..
ــ هههههه يعني مو مره من زماان
ــ ايه والله اتخيل صال غيل..
ــ والله من زمان.. من اول ما تخرج من ثانوي.. راح يدرس .. عمش وابوش لاهيين كل في مشاغله.. لين يوم كلمهم قال وياه بالجامعه هناك لبنانيه من الجنوب .. بيتزوجها .. وتزوجها .. وتخرج واشتغل هناك.. سنين والله .. تقريبا في الثلاثينات هو الحين.. وجاب رمزي..
ــ هاا.. لمزي .. خخ .. عجييب ... لبنانيه قلت يمكن طوني .. جوني..
ــ ههههههه خبالتش قالوا لش مسيحيه .. من الجنوب شيعيه ..
ــ ويش دلاني خخ..
ــ ياعلي يا رؤى يبغى لش تقري تهتمي تتثقفي.. منتين شاطره الا بهالبشره وهالشعر .. ومخش قوطي فاضي..
ــ امااه لا تسخلي علي .. والله اعلف بس كنت امزح وياش..
ــ ههههههههههه لا تصيحي وتطب دمعتش الساكبه ادري بش تمزحي بس ابغى احرق اعصابش
رؤى ماده البرطم :
ــ ايه فكلت بعد تفكليني هبله وما اعلف شي..
ــ لا ما شالله عليش بنيتي قمر وعقل كامله مكمله والكامل الله
رؤى فردت البوز شبرين..
ــ ويي الله يخلي لي احلى ام في الدنيا..
ــ يالله يبلغني فيش يا كريم
ــ لااا.. اول شي اتخلج من الجامعه واشتغل وتالي يبلغش..
ــ اخخ منكم من بنات.. بنشووف ..
تابع >>
المفضلات