فارس حس بإحراج اكثر.. تنحى عن باب التهويه.. طلعت رؤى وبسرعه.. كانت من داخلها خايفه موت.. تذكرت موقفها .. وحالتها حاله من الفشيله..
وهو قلبه صار يدق بسرعه.. وده يقول ليها لا تخافي .. وده يحسسها بالأمان.. وده ووده.. بس ويش بيده..
دخل لأمه.. باس راسها .. وقعد جنبها.. حط ايده على فخذها.. وعينه بعينها.. وقال..
ــ امااه.. بعد يومين على خير .. بروح المغرب..
ام حسين تغيرت ملامح وجهها.. حطت ايدها على خد فارس وبنبره متكسره:
ــ ما بمنعك يا ولدي .. هذا ابوك ومهما سوى له حق عليك انك تطيعه.. روح الله ييسر لك امرك ولا تحاتيني اني ويا هالطيبين من عرفتهم ما شفت الا كل خير وسعاده.. لا تطول يا خلف اللي راحو ولا عودو.. وترجع بالسلامه لي يارب..
مسك فارس كف امه .. باسها وضم كفها الى صدره.. و ضمته لصدرها وصارت تمسح على راسه ,, كان مختنق ووده يصيح.. بس ماسك روحه ما يبغاها تتأثر وتصير تحاتيه..
وهي دمعتها انسلت .. وبملفعها مسحتها .. وتنهدت من قلبها ..
ــ عين الله تحرسك يا بعد روحي..
وفي الظهر قعد رائد من النوم.. طلع على باب البيت.. لقى فارس توه راجع من برى..
رائد : ــ هلا,, وينا طلعت عني يا خاين.. كان قعدتني من النوم اتمشى وياك..
فارس ساكت .. بس اكتفى بإبتسامه..
رائد وهو يتثاوب : ــ ويش عندك .من صباحة الله خير .؟؟ وين رحت؟؟؟ اشوفك فاضي منت حامل شي ..
فارس بإرتباك.. : ــ رحت احجز لي كرسي بالطياره .. بروح المغرب بعد يومين..
رائد قطع التثاؤب وفتح عينه : ــ كح كح .. سويتها.. من صجك يعني .. بترووح..
فارس ابتسم بهداوه وحرك راسه ايماء .. ايه..
رائد ما تكلم ولا كلمه.. فتح باب البيت حد ما عنده وكان حديد.. صفق بالجدار ودخل البيت..
صوت صرير الباب وهو يرتد .. خلى قلب فارس يرتعش ,, مسك مقبض الباب.. وسكره.. وقعد على العتبه من برى.. وكفه على شعره.. اصابعه تتخلل خصلاته.. ويضغط ويمسح.. حاسس بتوتر .. بخوف .. ما يدري .. هل اللي يسويه هو اللي مفروض يستوي .. لو لا... صار يتمتم بينه وبين روحه:
ــ ويش تبغى فيني الحين يا يبه ..؟؟ ليش الحين ...؟؟؟
هدووء بين الطرفين.. لا حوار ولا أي شي .. فقط السلام ومع السلامه.. لمدة يومين.. واليوم الثالث في الصباح .. خلاص بدى فارس يسلم على الجماعه.. ويسألهم الدعاء بيروح يلتقي بأبوه.. بعد غياب 23 سنه..
سلم على الكل.. الا رائد...ما شافه لأنه تعمد يطلع من الفجر ..
فارس حس بغبنه.. وينهو اعز ناسه.. ماجى يسلم عليه.. ولا هو راضي عليه..
ضم امه ام حسين .. وطلب منها طلب .. طلب ملفعها.. اللي على راسها,, كان عندها كذا واحد.. فصخته وتحجبت بالمشمر .. اخذه.. شمه .. وضمه لصدره..
ــ حق تصيري وياي وين ما اروح...
صاحت ام حسين .. : ــ ويلي ياولدي .. يا بعد ابوي ..
حضنته .. وطلع حرته وصار يصيح..
صارت تعصره بالقوه.. كنها بتفارقه.. كنها بتفقده.. كنه بيروح ولا بيرجع..
الموقف كان مؤثر بالمره .. اجبر الجميع يصيحو وياهم..
فكو حضنهم.. والتفت فارس الى فاضل وبصوت مبحوح :
ــ عمي .. سلم على رائد.. سلام كثير .. ومهما كان.. غالي بقلبي وما انساه..
ولأول مره.. يلتفت بعفويه لرؤى ..
ــ انتبهي لروحش خيه.. وديري بالش على الغالي ...
رؤى كانت تصيح.. زادت بالصياح يوم خصها بوداع,,
وصل التكسي .. طلع فارس .. وسكر الباب,, حس برعشه تسري بجسمه كله.. وخوف من المجهول.. ركب .. وكله امل قبل لا يمشي يجي رائد ويشوفه على الأقل حتى لو ما سلم عليه و من بعيد .. والتكسي يمشي .. ورقبته ملتفته ورى لعله يلمحه.. بس للأسف ,, خابت اماله..
اصابع.. تخللت الضريح الشريف ,, وبحرقه ودموع.. سند راسه عليه..
ــ يا سيدتي ومولاتي يا زينب .. يا غريبة كربلاء .. يالفاقده .. اسأل الله بحقش و بحق غربة اخيك.. انه يوفق الغالي ويرجعه لينا بالسلامه..
دموعه انهمرت.. ما كان وده يتصرف هالتصرف يخلي حبيب قلبه ورفيق دربه يروح ولا يودعه.. بس غصب عليه..
فارس في المطار .. وجواله في ايده.. يترقب مسج .. في قلبه امل ان رائد يذكره..
نرجو الإنتباه.. الرجاء من المسافرين على متن الخطوط السوريه لمملكة المغرب التوجه على البوابه رقم .. والإستعداد لركوب الطائرة .. مع تمنياتنا لكم برحله ممتعه..
ضغط فارس على جواله .. اللي ما رن .. قفله.. وتوجه للطائره.. وركبها بالصلاة على محمد وال محمد..واقلعت الطائره...
رجع رائد البيت.. دخل .. سلم.. لقى ابوه زعلان منه..
ــ ويش فيك على فارس .. حرام عليك.. يسلم عليك .. وكان عنده امل قوي انه يشوفك..
رؤى بنبره حزينه : ــ حتى اني وصاني اسلم عليك..
رائد كشر حواجبه والحزن طغى في عيونه.. ما تكلم ولا كلمه.. ودخل الغرفه وسكر الباب عليه..
زهرا لابسه عباتها ورايحه المجلس بتروح ويا ام حسين الحرم...كان تلهيها شوي ..
وعلى ارض المغرب بعد سويعات .. حطت رجل فارس .. كان ضايع .. ومتشتت.. وما يدري ويش يسوي.. طلع الورقه اللي ارسلها له ابوه وفيها العنوان..
وركب تكسي ..
ــ لو سمحت وصلني الى ..
الا المغربي يرد عليه وفارس ما فهم منه ولا كلمه.. عطاه الورقه يقراها كان يعرف المكان.. بس للأسف طلع الرجال ما يقرأ..
ويش يسوي .. نزل وراح ركب تكسي ثاني.. وطلب منه يوصله.. ونفس الحاله.. رد عليه السواق رد عجيب غريب ما فهم منه الا كلمتين
إشمال وإجنوب .. والحمدلله فهم فارس السالفه ان المكان الي عايش فيه ابوه كبير ومقسم لقسمين شمالي وجنوبي .. فكمل الوصف للسواق وطلع ابوه في الحي الشمالي .. وانطلقو للحي الشمالي ...
وصل البيت لقى الباب مسكر .. طق الجرس .. لا حياة لمن تنادي.. صار يطالع الورقه.. نفس الوصف ونفس البيت.. كان البيت كبير وواسع وفخم.. مبني على طراز اندلسي مغربي ومره روعه.. صار يتأمله وفي قلبه غصه .. تذكر حال بيتهم هناك.. وهذا ابوه ساكن في غربه وفي افخم الأماكن..
تعب وهو واقف ولا حياة لمن تنادي.. طق جرس الجيران.. فتحت له بنت صغيرونه الباب ..
فارس : ــ وين البابا..
البنت راحت تركض داخل وطلعت له امها ..
ــ نعم..
فارس :
ــ الله ينعم عليش .. مو هذا منزل محمد الـ...
واشر على البيت..
ابتسمت المره: ــ بصح هذي الدار حقته.. << بصح = صحيح
فارس : ــ ما حد فتح لي .. وينهم..؟؟
المره : ــ مين انت ..؟؟
فارس : ــ انا ابن محمد ..
المره ابتسمت وصارت ترحب فيه ..
ــ مراحب اهلا وسهلا .. انت محمد فارس الـ .... يا زينه.. زينه آجي هنا سربي .. << سربي = بسرعه.. ,,, آجي هنا = تعالي هنا..
زينه : ــ نعم
المره : ــ هذا ابن جارنا المرحوم محمد الـ... اخيرا وصل..
فارس سمع المره تقول المرحوم وانصعق ..
ــ مين المرحوم.. ابوي .. ااا.. ليش ..؟؟ مات ..؟؟
المره مندهشه..
ــ ايواا من شي شهر.. علاش معندكش علم ؟؟.. << علاش = ليش..
فارس وشوي وينهار : ــ لااا..
المره حست عليه.. ودخلته البيت وقعدوه وجابو له ماي ..
: ــ كفاش ما صار عندك علم وانت ابنه.. << كفاش = كيف..
فارس وهو مبهوت : ــ ماادري ..
زينه : ــ يا امي .. انا بعرف كل اشي .. قال لي المرحوم عن التفصايل ..
وشنو كان لما سحرته مرتوه .. وبعدته عن اهله وابنه.. يا امي نسيتي ان السحر ما انفك الا بموتها .. لكنو مرض بعدها.. المهم انا اللي بعرف كل اشي وراح اتكفل بكل اشي..<< شنو كان = ويش صار
فارس وابدا مهو في دنياه :
ــ ليش مين انتي؟؟
تابع>>>
المفضلات