ــ امااااااااااااااااااااااه..
ــ عبدالله .. وي على عمري ويش فيك... ويش صاير لك... وليش كذا متشابق مع مين...
وتضمه لحضنها .. وهو يشاهق .. مو قادر... يحس بحرقه في قلبه .. الم .. صغير ما بلغ 10 سنوات.. اولاد الحرام يسووا فيه فعلتهم الشنيعه.. !!

ما ينسى حضن امه اللي ضمه وصار يحس بالنار تكوي جسمه من الحره ...

شوي يرجع به من الماضي للحاضر.. لمسة يد على راسه .. اللي كان منحني ومضموم بكفوفه ودمعه انتبه لها طاحت من عيونه بين رجلينه..
رفع راسه لقى رائد .. وفي عينه دمعه .. ويسأل بخوف..
ــ فارس ويش فيه...
عبدالله بلا وعي وبعفويه ضم رائد بالقوه وصار يصيح.. بشدة...
ــ يارب ما يصير فيه .. اللي صار فيني.. يارب دخيلك..

رائد مو قادر يشوف هالموقف .. مو قادر يتحمل شكل عبدالله المنهار .. خايف .. ياربي ويش صاير لهالدرجه السالفه قويه. وويش اللي صار فيك يا عبدالله ولا يصير لفارس..؟؟ .. صار كلما عبدالله يبكي هو معاه..

طلع الدكتور من الغرفه.. عبدالله تلقاه بلهفه.. لهفة ما جته الا يوم تلقى الدكتور اللي صدمه بوفاة امه المرحومه ,, وبكل خوف ورعب يسأله..:
ــ هاا .. ويش فيه ..
ــ لا الحمدلله جت سليمه.. دا تعرض للتحرش بس.. بس ما صارش حاجه.. الحمدلله.. اصله مصدوم نفسيا بس .. عطيناه ابرة مسكنه وان شاء الله حيبأى كويس..
عبدالله دموعه تناثرت على خده شلال .. رفع ايده .. الحمدلله يارب... وصار يضحك والدمع يسبق الضحكه..

رمى نفسه على الكرسي .. سند راسه على الجدار .. وغمض عينه.. وتهادت له صورة امه المرحومه.. اللي ما درت بالهم اللي اعتلاه.. ما درت ويش سووا اولاد الحرام عديمين الإنسانيه بولدها.. كتم الجرح بقلبه وداراه سر دفين ليوم موته...

اطلق زفرة من قلب ... سالت معها دمعه حاره على وجنته...

ــ الله يرحمش .. والله احتاجش..
رائد مذهول مو فاهم... ومستعجب من وضع عبدالله ودموعه اللي ما توقفت ..
عبدالله ذاك الإنسان القوي اللي ابتسامته مضرب المثل يشوف دمعاته.. لاا .. مستحيل .. اكيد شي قوي ...
عبدالله مد كفوفه على وجهه مسح دموعه وابتسم .. وحاول يغير الوضع الأليم..
ــ هاا رائد ويش فيك...
ــ على ويش تصيح.. فارس فيه شي..؟؟
ــ ااه.. الحمدلله لا مافي شي...
ــ اجل لويش تصيح؟؟
ــ بس تذكرت امي المرحومه
ــ الله يرحمها...
وسكت رائد ما حب يكثر اسأله .. حس بفطنته المعتاده ان عبدالله مو قادر ولا هو قد حمل يجاوب على اسئلة وايد..

راح عبدالله يكلم الدكتور.. يسأله عن فارس.. قال الدكتور ان فارس يحتاج له يوم على الأقل في المستشفى..
طلع عبدالله ويا رائد .. ركبوا السياره.. وفي باله يضرب فكر..
ــ شلون الحين اخبر جدته...
رائد قطع الصمت على عبدالله..
ــ اذا رحت بيت فارس.. انا بنزل معاك..
عبدالله ابتسم,,
ــ ان شاء الله..
وصلوا.. طفى عبدالله السياره.. صار يطالع في الزرنوق.. قلبه يدق.. الحين بدخله.. بطق باب باب.. وين بيت فارس الــ... ,, وبعدين شلون اكلم جدته.. ويش اقول... ؟؟
رائد فتح الباب.. وصار يطالع في عبدالله ,, وبكل قوة قال له كلام .. رن في اذون عبدالله .. كلام يطلع من واحد اكبر من هالعمر.. كلام لو عبدالله في وضع غير هالوضع كان صفق لرائد وصفر له اعجاب...
ــ شد حيلك وقوي نفسك.. وهذا القدر مكتوب ما منه هروب.. واحنا نحب فارس ولازم نصير جنب اهله في هالوقت.. اذا منت قادر تقول لجدته انا بقول ليها..
عبدالله مو مستوعب .. رائد يقول ... ...احنا ... احنا... نحب فارس...
يــــــــــــالله ... فرح عبدالله من قلب .. فتح باب السيارة...
ــ يــــالله مشينا...
دخلوا الزرنوق... وعرفوا بيت فارس.. من خرابيش صبيان نحوس برشه على جدار البيت القديم... كاتبين مجموعه مسبات لفارس .. وشكله فارس شاخطهم بقطعة فحم.. بس مبين اثرهم..
مد ايده عبدالله للباب .. وطقه بهداوه.. ورغم هداوة الطقه.. هز صداها الباب القديم...
شوي .. صوت جدة فارس..
ــ ميـــــن...
عبدالله تبلعم مو عارف ويش يقول ..
ــ احم.. اا
رائد رد عليها..:
ــ انا خوي فارس..
ــ هلا امي.. تمبى فارس.. فارس ياعيني مو هنا..
عبدالله جته غصه.. كيف بيقول ليها...
رائد تماسك ورد عليها..
ــ لا اماه.. بقول لش شي عن فارس...
تغيرت نبرة ام حسين
ــ عن فارس.. وي على عمري .. ويش فيه.. دقيقه بفتح الباب...
لبست الشيله ... وعلى صوت صرير الباب وهو ينفتح... عبدالله حس رجوله مهي شايلتنه... اول مره يحس بالضعف بعد ما تغلب عليه ودفن همه في قلبه.... ومع انه فارس شغلته الحمدلله بسيطه.. بس اللي صار قلب عليه المواجع..
اللي صار .. رجعه عبدالله المصدوم.. المنكسر .. رجعه عبدالله ابو 10 سنوات .. مو الرجال ..
تنحنح ...بصعوبه..
ــ احم.. يالله يالله..
ــ يا رجى الله... مين انت...
رائد سبق عبدالله دخل وسلم على ام حسين.. ووقف على الباب ..
ــ هذا اخوي الكبير.. ما بندخل اماه بس بنقول لش حاجه..
ام حسين بخوف اول مره تشوفهم .. خبرها فارس المسكين ما عنده صداقات .. الا للمصالح يجوه اذا بغوا شي ..
ــ ويش امي .. ويش صاير...؟؟
رائد خانه الكلام.. سكت... عبدالله مسك نفسه:
ــ خالتي ام حسين.. فارس ولدش انضرب بـالســ ..
ما مداه بيكمل كلامه,,, لطمت ام حسين صدرها و صرخت..
ــ وي ... ولدي ...ويش فيه... مين ضربه انتقم الله من اللي اذاه..
ورفعت شيلتها وصارت تصيح...
عبدالله مو قادر.. صار يهديها بالصلاة على محمد وال محمد..
ــ اللهم صلي على محمد وال محمد.. ويش فيه ولدي ..
ــ لا تخافي خالتي بس انضرب ووديته المستشفى.. يوم بس ان شاء الله وبيطلع..
صارت ام حسين تصيح وتنيح.. وهم يهدوا فيها .. وكلما هدوا زادت:
قعدت على الرض تضرب على رجولها.. وهي تهز,,
ــ ولدي هذا,, مالي غيره.. بقايا اهلي.. ويلي عليك يابعد عمري.. ويلي يا ضناي يا ولد ضناي.. اااه... اذى الله من اذاه...
رفعت راسها ومسكت ساق عبدالله بالقوه .. وهي تصيح..
ــ وديني له .يا ولدي وديني...
عبدالله ما قدر .. قعد .. باس راسها.. شالها... حسبة امه.. المواجع صارت تتسابق عليه بالذكريات الموجعه...
ــ امااه.. قومي .. اوديش .. امشي يللا..
لبست عباتها.. طلعت من البيت بدون ما تقفله.. ويش تقفل.. ما في شي يستاهل تقفل عليه البيبان.. طلعت مهي قادره تمسك نفسك .. تمشي وايدها تتسند على جدران البيت.. عبدالله مسكها.. وصار يكلمها :
ــ اماه.. هدي وصلي على محمد.. ما صار الا الخير..
ــ ااه.. اللهم صلي على محمد وال محمد.. يا ولدي متأكد ما صاد ه ضر .. ما صاده شي قوي ..
ــ لا اماه ما صاده شي بس ضرب لا تخافي..
ــ اجل لويش في المستشفى يوم.. داخله عليك بالله ومحمد وعلي.. علمني اذا شي جاايد...
ــ لا والله ابد مافيه شي لا تخافي اوديش له .. الحين وتتطمني ..
فتح رائد باب السياره الوراني وركب عبدالله ام حسين...

تابع >>