عبدالله وقف السياره وبسرعه نزل ... حتى ما انتبه لرائد.. انه وياه,,
رائد فهى وهو مكانه .. وبنفس الوقت خايف من الموقف والناس المتجمعه و محمق وشاب حريقه على تطنيش عبدالله ونزوله يركض ..


ويدخل عبدالله بين التجمع.. فارس حاط وجهه بين ركبه وقاعد على الأرض وبسطته منفره ومبعثره.. اللي حول فارس يحاولوا فيه يشيلوه يحركوه وهو معاند .. وجهه بين ركبه.. ومنكمش مو راضي يتحرك.. وكل من قرب منه صرخ عليه
ــ وخـــــــــــــــــروا عني..
عبدالله سأل المتجمعين
ــ ويش صاير؟؟
قالوا له فارس مو عوايده يتأخر على السوق .. ومن شي ساعه جت سيارة ما يعرفوها لمين.. فيها صبيان ثنين .. طلعوا فارس ورموه بالسوق على هالحاله هو وبسطته...
عبدالله راح لفارس.. حرك فيه::
ــ فارس.. فارس.. انا عبدالله.. ويش فيك...
فارس لا شعوري رفع راسه.. وطاح بحضن عبدالله يصيح بحرقه والم..
وصار يصارخ :
ــ خلهم يوخروا.. كلهم... ما ابغى احد.. لا احد يتفرج..
عبدالله صار يكلم المتجمعين يرحمو بحال هالصبي المسكين ويلبوا له طلبه.. الكل تفرق وراح لبسطته.. ما بقى الا واحد... اللي هو رائد.. متكتف ويطالع فارس وهو بحضن عبدالله وشابك فيه وشوي يشق دراعته من ظهرها ..
مسكة فارس .. مسكة واحد خايف.. عبدالله مو عارف ويش يسوي.. رفع وجه فارس من على حضنه .. وضمه بين كفوفه.. لاقاه مبكس ومتورم.. وعيونه بحر من الدموع... واللي طيح قلبه وجاب له رعب مو طبيعي.. ان ثياب فارس كانت مشققه.... رجع ضمه اله عوره قلبه عليه ... وصار يكلمه..
ــ فارس .. فارس مين سوى فيك هالعمل..
فارس ما يرد وزايد بالضغط على عبدالله ..
عبدالله مو قادر ...
ــ فارس من مين .. من ابو مصيبه...؟؟
فارس يزيد حدة بالصراخ... الناس قامت تطالع ... عبدالله ما عجبه الوضع .. حمل فارس للسياره... سدحه ورى على الكرسي.. وركب السياره .. التفت للكرسي اللي جنبه.. لاقى رائد مو موجود... طالع من النافذه وشاف رائد واقف محله اللي كان فيه من شوي .. بنفس الوضعيه ومتكتف وابد ما التفت.. عبدالله صار ينادي ..
ــ رائد .. رائد..
رائد طناش لا حياة لمن تنادي.. صار يحرك رجوله يلعب بالرمل على الأرض ويشوت في الحجر...
عبدالله محمق على حركة رائد اللي ما يقدر وضع فارس.. صار ينادي وابد رائد طناش...
وصل عبدالله حده.. نزل من السياره.. مسك رائد من كتوفه.. وهزه..
ــ ويش فيك اناديك ولا ترد..
رائد نفض ايد عبدالله...
عبدالله... لااااا.. الظاهر بيمصخها السيد رائد,.. ويمسكها من ايده .. ويسحبه للسياره وهو يصرخ عليه..
ــ الدلع الزايد بطله.. ماله داعي ما تشوف الصبي وحالته..
رائد يحاول يسحب ايده من كف عبدالله بس مسكة عبدالله وضغطه كان اقوى,, لدرجه انه يبين اثر اصابعه...
ركبه السياره.. وسكر الباب .. ركب عبدالله.. ومشوا من السوق.. وهم بالطريق عبدالله كل شوي يلتفت لفارس ورى اللي كان مهلوك .. وحالته حاله... وقلبه خايف موت عليه.. شكله وثيابه مشققه.. يخوف.. يقلب الفكر .. يارب مو شي قوي.. يارب بس وجهه المتأذي مو شي ثاني ...
عبدالله متوتر.. مو عارف يسوق.. التفت لرائد لقى شي زاد همه هم.. رائد دمعته طايحه على خده.. ومكشر حواجبه ومتكتف بالقوه.. ومره لا احد يكلمه...
تنهد عبدالله من قلب.. ويش يسوي بعد...؟؟!!
وصلوا المستشفى.. نزل عبدالله وحمل فارس.. وفتح باب رائد يبغاه ينزل .. ورائد لا قاعد... مو راضي يتحرك.. عبدالله حمق وطاااااااااخ.. يكفخ الباب ويقفل السياره .. طبعا النافذه مفتوحه.. وبغضب:
ــ الوضع وحالة هالمسكين ما تسمح للعتب الحين.. اتمنى تفهم و تقدر الوضع...واذا حبيت تطلع .. اطلع من النافذه...
وراح بيدخل المستشفى..
دخل به قسم الطوارئ.. وراح يكلم الطبيب اللي بيكشف عليه...
ــ السلام عليكم دكتور..
ــ اهلا وعليكم السلام...
ــ انا مع هالولد.. دكتور طمني عليه..
ــ الحمدلله دي شوية كدمات وان شاء الله كم مرهم وعلاج وراح يخفوا..
ــ دكتور انا خايف لا يكون صابه شي ثاني..
ــ شي ثاني .. زي ايه مسلاً..
ــ والله مو عارف يادكتور.. بس ملابسه مشققه.. ويصارخ بشكل هستيري..
ــ الله الله يا ساتر.. ما تأولش انو تعرض لحاجه كدا والا كدا لا سمح الله..
ــ دكتور انا خايف لا يكون من جد...
ــ هو في ايه.. انت جبتو منين..
عبدالله حكى للدكتور القصه بالمختصر << نشب فيه . في ايه .. وفي ايه.. ويبغى يتسلى بقصه...المتفرغ..!!
ــ الله الله الله.. يا ساتر.. لا ميكونش اللي فبالك حصل.. عموما حنعمل له فحوصات وراح نعرف ان شاء الله..
ــ يارب ما يكون شي من اللي فبالي..
عبدالله متأزم .. يطالع فارس اللي غايب عن الدنيا.. من جد هالفارس دخل روح عبدالله .. حسه مثله..
نفس المعاناه..
نفس الحكايه ..
نفس الصبر...

يتبع >>>