اقدم لكم الجزء الثاني من حوار صريح مع ابليس
الشيخ : ثم جاء أمر السجود لآدم تكريما له واعترافا بمقامه الرفيع ..
إبليس : أمر السجود جاء من قبل إذا قال الله :" وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين "
الشيخ : دعني اكمل " فسجد الملائكة كلهم إلا ابليس أبى ان يكون من الساجدين قال يا إبليس مالك ألا تكون من الساجدين قال لم اكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون "
إبليس : كما اني قلت له :" انا خيرٌ منه خلقتني من نار وخلقته من طين " وقلت : يارب اعفني من السجود لآدم وانا اعبدك عبادة لم يعبد كلها ملك مقرب ولانبي مرسل ولكن الله تعالى قال لي :"لاحاجة الى عبادتك إنما اريد ان اُعبد من حيث اريد لامن حيث تريد , وقال : " فأخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين " فقلت : يارب انت العدل الذي لا يجور فما جزاء عبادتي إياك ؟ فقال لي : سل ماتريد , فنظرت لآدم نظرة اودعتها كل بغضي وحقدي وقلت : لا يوُلد له مولود إلا ولد لي مثله وان اجري منهم مجرى الدم في العروق وان تجعل صدورهم اوطانا ومساكنا لي ثم لآتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وشمالهم , فقال لي : لك ذلك , فقلت : رب فأنظرني الى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم .
فأستدرت لأخرج من الجنة ومازلت انظر في وجه آدم وقلت : رب بما اغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم اجمعين إلا عبادك منهم المخلصين وقال هذا صراط علي مستقيم إن من عبادي ليس لك عليهم من سلطان إلا من اتبعك من الغاوين وإن جهنم لموعدهم اجمعين ..
وبدأت بالخروج وعاهدت نفسي حينها واقسمت بربي : وعزتك وجلالك وعظمتك لا افارق ابن آدم حتى تفارق روحه جسده .. فقال الله : وعزتي وجلالي وعظمتي لا احجب التوبة عن عبدي حتى يغرغر بها , وخرجتُ من الجنة مطروداً من رحمة الله وسميت من اليوم بإبليس !!
الشيخ : افهم من كلامك أن إبليس ليس اسمك الحقيقي انما كان لك اسم غيره ؟
إبليس : سميت من ذلك اليوم بإبليس اي العاصي اليائس من رحمة اللله والرجيم اي المضروب المرجوم بالحجارة والمطرود من السماء ورحمة الله واما اسمي الحقيقي فهو الحارث وكنيتي ابا مرة .
الشيخ : ماكان موقف آدم إزاء ما جرى ؟
إبليس : لما اعطاني الله ما اعطاني من القوة قال آدم : يارب سلطت إبليس على وُلدي واجريته منهم مجرى الدم في العروق واعطيته ما اعطيته فمالي ولوُلدي ؟ قال الله : " لك ولُولدك من هم بحسنة ان يعملها كتبت حسنة ومن هم بحسنة بحسنة يفعلها كتبت له عشر حسنات ومن همَ بالسيئة ان يعملها لا اكتب عليه ومن عملها كتبت له سيئة واحدة , قال آدم : يارب زدني , قال الله : التوبة مبسوطة الى ان تبلغ النفس الحلقوم , قال آدم : يارب زدني , قال الله : اغفر ولا ابالي , قال آدم يارب حسبي .
الشيخ : وماذا عن الملائكة اما كان لهم موقف ؟
إبليس : وكيف لايكون !! فقد استعظموا في البداية عصياني ورفضي السجود لآدم وهم اللذين كانوا يحسبوني منهم ولم يعلموا أني من الجن , ثم اشفقوا على بني آدم ورقت قلوبهم وقالوا : يالهنا كيف يتخلصون من إبليس مع كونه مستوليا عليهم من بين ايديهم وخلفهم وعن إيمانهم وشمالهم ؟ فقال الله لهم : بقى لعبدي جهتان : الفوق والتحت , فإذا رفع يديه إلى فوق في الدعاء على سبيل الخضوع , ووضع جبهته على الأرض على سبيل الخشوع غفرت له ذنب سبعين سنة .
الشيخ : وكيف تربصت بآدم بعد طردك في ذلك اليوم ؟
إبليس : منذ يوم الخميس الذي صادف طردي والي لا يفارقني ابداً استعلت نار غضبي على آدم وعلى سيليه ,. وبدأت أتحين الفرص له واتبع اموره الى ان خُلقت حواء الى ان ناداه الله " يا آدم اسكن انت و زوجك الجنة فكُلا حيث شئتما ولاتقربا من هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فقلت لنفسي : أتى المحظور ! وإن خطيئتهما لا تكون إلا فيه .. لأوسوس لهما .
الشيخ : وكيف وسوست لهما وهما في الجنة وانت مطرود منها ؟
إبليس : كنت اعلم اني لا اقدر على الدخول الى الجنة بنفسي ولكني وقفت قريبا منها حتى رأيت الحية , فقلت لها : ادخليني للجنة وانا اعلمك الإسم الأعظم فقالت الحية : الملائكة تحرس الجنة فيرونك ! فقلت لها : إن انا دخلت في فمك واطبق علي استطعت إدخالي , ففعلت ولذلك صار السم في فمها الى مكان جلوسي فيها !
الشيخ : ودخلتك الجنة ؟!
إبليس : وهي تظن اني سأعطيها الأسم الأعظم الذي لوكان عندي لما احتجت إليها اصلا !
الشيخ : يالك من مخادع
إبليس : حتى رأيت آدم وحواء فقلت لهما وكأنها هي التي تخاطبهما " مانهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين "
او لاتحسبان ان تكونا من الخالدين او ملكين ؟! فهذه شجرة الخلد ؟! ان الله لايريد كما معه في الخلد وانما يريد ان يختص بها لوحده فقط , ثم مالضرر في ان تأكلا منها مادامت النتيجة الخلد في الجنة ؟! ثم انكما إن لم تأكلا منها ستخرجان من الجنة عاجلا .
الشيخ : ايها الرجيم وصدقاك ؟!
إبليس : ولمَ لا وقد اقسمت لهما بالله وبالإيمان الغليظة العظيمة أني لهما من الناصحين وماكانا يظنان ان هناك من يجرأ على القسم بما اقسمت به ويكون كاذبا وما ان مدا ايديهما الى الشجرة حتى تطاير ماعليها من الحُلي والحلل وبقيا عريانين " فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليها من ورق الجنة ونادهما ربهما ألم انهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين فوضع آدم يده على عورته والأخرى على رأسه وكذلك فعلت حواء كما هو شأن العراة وقالا ربنا ظلمنا انفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع الى حين قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون
نلتقي في الجزء القادم ..
وبالتوفيق للجميع
ونسألكم الدعاء






رد مع اقتباس
المفضلات