بيت رملى على الساحل
==============
ظروف طارئه تحدث له..تمنعه من التواصل او التواجد ..يحزن لانه سيبتعد ولو لايام قليله عن مكانه الذي يعتاد على ارتياده ..يتألم لانه سيغيب عن من يحتلون حيزا كبيرا لديه..اناس يحترمهم ويقدرهم ويعزهم..ويبادلهم شعورهم هذا..فلطالما خرجت من افواههم عبارات التقدير والاخوه والاعتزاز به..فيغيب وهو متاكد بأنه سيعود بأسرع ما يمكن..ويستمر بمصارعة الظروف لقهرها والعودة الى مكانه العزيز الذي يجمعه بهؤلاء الناس
تمضي الساعات وهو في ذكراهم وفي ذكرى المكان ..يتخيل امورا جميله تجعل قلبه يتطاير فرحا..ويشكر الله لانه كان عضواً في هذا المكان الذي يجمعه بكل عزيز
وتمضي الايام ..وهو غارق في بحر الاحلام الورديه..وتتلون صور ومشاهد امام عينيه المغمضه بانه مفقود من ذلك المكان..وان الكثير شعر بغيابه..وان السؤال عنه لم ينقطع..اكيد لم ينقطع.. لم لا؟؟..فتلك المشاهد تتلون عنده لانها ليست بغريبه ولا مستحيلة .. فلمَ لايسألون عنه وهو من كان مستمرا بالسؤال عنهم وعن احوالهم..لم لا يفتقدونه وهو من كان يتفقد الكثير..كيف لا يخلو مكانه في ذلك المكان وهو من كانت لديه بعض البصمات..اليس من المنطق انه يحصد ما زرعه ..فــ لكل زرع حصاد وهاهو اليوم الذي سيحصد فيه زرعه


مسكين يا انت..فها هي لحظات عودتك قد تجلت خطواتها..هاهو الاحباط الذي سيُقدم اليك في طبق من ذهب ..هنا فقط ستعلم ان ما زرعته لم يكن زرعا مثمرا ..فـ في لحظة عودتك ستعلم ان بصمتك هي بصمه فارغه من غير معنى ولا لون ولا اي تأثير ..بصمه ذابت واختفت بين الزحمه


حان الوقت..عاد وهو محملا بأشواق كبيره ..عاد ولديه الكثير ليقوله..عاد وهو مستعد لينصت لمن يعبرون له عن مدى اشتياقهم وكم افتقدوه..عاد ليرى مكانه موجود في قلوبهم ..عاد وهو متهيا ليحصد ثمرة زرعه..عاد ليرى تطبيق فعلي لمعزته لديهم..عاد وهو يرى كل الوان الطيف الجميله
فتح ابواب المكان على مصراعيها ..رآهم من بعيد متواجدين..ولكنهم لم ينتبهوا لمن يقف عند الباب..وتهيأ لمفاجاتهم بعودته..فــ اطلق صرخات عاليه مليئه بالسعاده تعلن عن عودته ..لكنه لم يستطع ان يشد انظارهم نحوه..مد يديه ليسلم بها على من ضن انهم سيكونون حوله ..فلم يلمس سوى الهواء الذي يلف المكان.. المكان الخالي المزدحم ..يتلفت بنظراته في ارجاء المكان ..يفتح جميع الابواب لعله يرى ما يسره..ينادي باعلى صوته ..هاقد عدت لكم..ولكن صدى الصوت لا يأتي بصوته وانما بأصواتهم المشغوله عنه..المكان مزدحم بهم ..متواجدين حوله ولكنهم لا يشعرون حتى بوجوده..يهتف بعودته فينظرون له بنظرات التعجب الداله..ولمَ تصرخ؟؟..ينظر الى حاله نظرة اشمئزاز ..ما الذي يجري الا يروني ..الم يسمعوا ندائي..الم تصلهم فرحة اشتياقي لهم..الم يشعروا بغيابي..ماذا..ما الذي اتقوله..كيف لم يشعروا بغيابي؟؟
يكرر سؤاله عدة مرات..واخيرا يستسلم لهذا الامر الذي لا مفر منه..نعم فــهم لم يشعروا بغيابي
اختفت الالوان الجميله..وتراجعت مخيلته الفاشله..ورمى ادوات الحصاد..واعترف انه زرع نبته لم يكن لها ثمراً..وان كان لها ثمرا فكانت ثمرة شوك.. المته وجرحت مشاعره

لاتحزن يا انت ..وتمسك بالواقع..ولا تتخيل امورا لا تحصل.. ولا تعطي نفسك مقدارا لايقدره غيرك ..واعلم ان الكثير من العبارات سهلة النطق لكنها صعبة التطبيق لدى الكثير..فلا تصدق كل من يقول انه يغليك ويعزك ويقدرك..بل من يطبقها ويعطي برهانا عليها..واكتفي بمن اثبتوا بمكانتك وحافظ عليهم..فهم كنزك وان كانوا قلائل..ولا تلوم غيرك.. فــ انت من بنيت قصرا من الرمال..على الساحل..وهاهو اعصار جونو ..جاء ليهدم ما بنيت
^__^