اشكر الاخت ام باسم على الطرح الرائع
ارجو ان تقبلي مداخلتي
ما المقصود بالحب
لو خضنا في تعاريفه لوجدنا اختلافاً كثيراً وذلك حسب اختلاف وجهات النظر إليه هل الحب وهم نصنعه لتستمر الحياة كما نحلم أم هو فطرة بداخل كل دابة؟! ولو كانَ كذلك لماذا نسيّره حسب الأهواء و نجد له ضوابط؟!
فإن عرفنا ما هو الحب، يمكننا آنذاك الحديث عن جدوى الحب عن طريق الانترنت من عدمه، وما نهاية هذا الحب وبماذا تتصل حباله هل هي متينة أم واهية كخيط العنكبوت ومتى نبحث عن هذا الحب؟ وكيف؟
إن الإسلام حرم كل ما يثير الشهوة والغريزة، وأمر بالمحافظة عليها وادّخارها لوقتها، ولمن يستحقها ويقدرها ويحافظ عليها، بدلاً من إتاحتها للغادي والرائح؛ ليتلاعبوا فيها فيدمروا هذه المشاعر وتلك العواطف النبيلة..
ولذلك رسم الإسلام حدودًا آمنة للشخصية الإسلامية ذكرًا كان أو أنثى، ومع هذا لم يصادر العواطف أو يمنع المشاعر؛ وإنما هذبها بآداب ربانية تجعل هذه المشاعر والعواطف عنصرًا من عناصر البناء الإيماني للمسلم بدلاً من أن تكون عنصر هدم لحياة الإنسان حيث جعل الله الخالق العليم سبلاً آمنة لإرواء الغرائز، وإشباعها في حلال فشرع الزواج وأمر بتيسيره، ومهد لذلك بالخطبة صيانة ورعاية وحماية لعواطف ومشاعر الذكر والأنثى. فهل نستبدل الذي هو أدني بالذي هو خير؟!
فالحبُّ على الإنترنت يبدأ بمجرد إعجابٍ شخصي مجهول ومن ثمّ: (الحب العذري- أعرفها كي أتزوجها- أريد التعرف عليه/عليها أكثر- إنها صداقة بريئة- نتعاون في العمل...) مداخل يتخذها الشباب والفتيات مع إدراكهما بكل تأكيد صعوبة أو استحالة الارتباط الحلال بينهما لموانع ظاهرة معلومة، وقد يكون الأمر أعظم فتزداد العلاقة وتقترب المسافات ويقع المحضور ولنفترض فرضا أنهما وفقا للزواج ولهما سوابق كيف تكون الحياة وكلٌ يقول للآخر أنت لا تعرف الحق ولا تعمل به؟!
فإذا كان هناك ذئاب بشرية لا ترحم و لا تعرف الوفاء فإنّ هناك أغنام بشرية تعرّض نفسها للذئاب وحينها نقول ( ألقاه في اليمّ ثمّ قال له إياك ثمّ إياكَ أن تبتلّ بالماءِ)
ثمّ ماذا
ولو منحنا أنفسنا لحظة تفكير ونظرةً بعيدة إلى مابعد الحب، فالعاقل من نظر في العواقب نظرة المراقب، فمن مخلفات الحب الخاوي الطبيعية حرقة قلبٍ، سهر ليلٍ, وجع رأس، وربما جنونٌ وعواقبُ أخرى وخيمة..
عاتبتُ نفسيَ لمّا رأيتُ جسمي نحيلا *** فقال قلبي لطرفي قد كنتَ أنتَ الرسولا
وقال طرفي لقلبي بلْ كنتَ أنتَ الدليلا *** فقلتُ كفّا جميعاً تركتماني قتيلا
وإذا كانت هذه الأمور مهْلَكة للإنسان فكيف نلقي بأنفسنا فيها والله تعالى يقول ( وَلَاْ تُلْقُوْ بِأَيْدِيْكُمْ إِلَىْ اْلْتَهْلُكَةْ )
وضحايا الحب كُثُرْ ومن الحق والعدل والعقل أن نعتبر بغيرنا فالعاقل من اتعظ بغيره.
تساؤلات
لماذا يلجأ البعض إلى تبادل العواطف مع من لا يعرفهم عبر الشبكة؟! وربما لا يعرف أهو من جنسه أم يتقمص ذلك لأغراض شخصية فبعض الناس ينخدع في الصوت أهو صوت إمرأة أم لا (كالخداع في المكالمات الهاتفية)
والخداع في الكتابة أسهل عبر الإنترنت. كونه أداة مجهولة للطرف الآخر.. فالجميع فيها يلعبون ألعاب خطرة إلا ما ندر.
وقد يلجأ البعض إلى تبادل العواطف عبر الشبكة لعدة أسباب في مقدمتها عدم القدرة على القيام بمثل هذه العلاقات في عالم الواقع إما على خلفية الخجل أو عدم توافر الإمكانية الاجتماعية أو من باب الفضول واستكشاف هذا العالم الجديد.
ويبقى أن الحب عبر الإنترنت يظل ناقصا ومفتقدا لأهم جوانبه إلا وهو التحقق في عالم الواقع. والحب مرهون بالصدق ومحصور في إطار الشرع.
لكن أحياناً يكون الخيال أجمل من الواقع.. نعم يكون كذلك لكن عندَ من لا قيمة له في الواقع فيستبدل الذي هو أدنى.
ويصعبُ علينا أحياناً معرفة أشخاص نراهم ونقابلهم في الواقع ولا تتضح لنا حقائقهم. هذا في حق من نراه ونقابله فما هو الحق فيمن لا نراه ولا نقابله.
فنتخبط ذات اليمين وذات الشمال ونخرج صفراً وربما - !
المفضلات