النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: العجب ماحق الاحسان

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    عضو فيروزي الصورة الرمزية نور الهدى
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    البحرين
    المشاركات
    11,187
    شكراً
    103
    تم شكره 88 مرة في 63 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1417

    العجب ماحق الاحسان

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا محمد وال بيته الطيبين الطاهرين


    العجب ماحق الاحسان


    إنّ من الملفت أن عليا عليه السلام في كتابته لولاته على البلدان، أن يوصيهم بوصايا تمس عالم الأرواح.. وقد جرت عادة السلاطين أن يوصوا الولاة بما يعود إلى مملكتهم من الناحية المادية: كسباً للضرائب، وإحلالاً للأمن، وبشكل موجز تيسير الأمور بما يصب لمصلحة السلطان.. ولكن الغريب - وطبعا ليس بغريب على علي (ع) وهو إمام الموحدين- أنه لما ولى الأشتر على مصر أوصاه بوصايا نفسية، وجعل علم الأخلاق والمناقب جزءاً من مهمات هذا الوالي الذي سجل اسمه في التاريخ، حيث يقول له (ع): (إياك والإعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منها)!.. فقد أوصاه بأن يتعالى على حالة الذاتية وحب الأنا، لأننا نعلم بأن الإنسان في كثير من الأوقات تتحول بعض المحبوبات لديه إلى آلهة تعبد من دون الله تعالى، فكل ما يلهيك عن ذكر الله عز وجل فهو إله يُعبد، وكل ما تتوجه إليه أيضاً هو إله يُعبد.. ولهذاورد ما مضمونه: أنه من أصغى إلى ناطقٍ فقد عبده، فإن كان ينطق عن الله فقد عبدالله، وإن كان ينطق عن إبليس أو الشيطان فقد عبد إبليس .
    فإذن إن الإمام عليه السلام يحذر الأشتر من أن يعجب بنفسه، وخاصةً في مواقع المسؤولية، ولهذا الإمام يقول: (وحب الإطراء).. أي يا مالك!.. أنت في موقعٍ من الممكن أن يطريك الآخرون.. وخاصةً إذا كان والياً من قِبل علي، وكان ملتزماً بلوازم الإمارة الإسلامية، فمن الطبيعي أن يطرى الرجل، ولهذا يقول عليه السلام: وحبالإطراء.
    والمصيبة هي أن الإنسان الذي يُعجب بنفسه عادةً يكون من العاملين، لأن غير العامل ليس له ما يعجبه، فهو يعيش حالةالمقت لنفسه.. ولكن الإنسان العامل هو في مظان العجب؛ ليقول إمامنا عليه السلام في آخر توصيته: (ليمحق ما يكون من إحسان المُحسن).. أي أن إحسان المُحسن يمحق من خلال هذه الحالة من الإعجاب بالنفس.. ولو التفت الإنسان إلى حياته، لرأى عندما ينظر وراءه من سنوات الغفلة، ومن ساعات السهو والشهوة والمعاصي -على الأقل فيما بعد أيام البلوغ- فانه سيلاحظ كثيرا من التقصير العمدي وغيره الرافع بدوره لحالة العجب.. فمن منا كان ملتزماً أشد الإلتزام في سنوات بلوغه؟!.. فتكفي هذه القطعة من التاريخ الأسود، أو ما يشبه ذلك، لأن يعيش حالة الندامة و لخجل دائما بين يدي الله عز وجل.
    وأخيرا - وكما نعلم – إن الأمور بخواتيمها، فمن لا يعلم حسن خاتمته فلا ينبغي أن يُغش بما هو فيه من الحالة الإيجابية الحسنة، فكم خُتمت الحياة بخواتيم سيئة كما نعلم في تاريخ المنتكسين!..
    التعديل الأخير تم بواسطة نور الهدى ; 06-02-2007 الساعة 02:17 PM
    مشكورة روح وريحان على التوقيع
    سلمت يمناك عزيزتي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ليس العيب أن ...؟؟!! ولكن العيب أن ...؟؟!!
    بواسطة دموع الماضي في المنتدى منتدى المواضيع المكررة والمحذوفة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-02-2009, 04:34 PM
  2. الزهراء(ع)في بيت الاحزان؟؟
    بواسطة آهات حنونه في المنتدى كربلائيات ( كربلاء " الطف " )
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 02-26-2009, 04:09 PM
  3. لايق عليها البيض والسمر
    بواسطة احلى كلام الحب في المنتدى منتدى الشعر والنثر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-27-2009, 09:01 AM
  4. ليس العيب أن ...؟؟!! ولكن العيب أن ...؟؟!!
    بواسطة شاري الطيب في المنتدى منتدى المواضيع المكررة والمحذوفة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-07-2008, 03:25 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •