القبض على العين الشاردة

**نور الهدى** · 05-31-2007, 02:33 PM

القبض على العين الشاردة

- ماذا تعني خائنة الأعين؟

هي العيون التي تخون بالحرمات وتنتهك الكرامات وتخترق بخفاء شديد حدود المحرمات وتتسلل بمكر رقيق وبطرف خفي إلى معصية الله عزَ وجلَ ، في محاولة غبية منها للكتمان وبينما هي مكشوفة الحركة ومفضوحة التسلل أمام الرقابة الإلهية الدقيقة {إنه يعلم الجهر ومايخفى}. سورة الاعلى آية 7.

وخائنة الأعين هي ماقاله الأمام الصادق عليه السلام حينما سأل عن قوله تعالى{يعلم خائنة الأعين}، فقال : (ألم تر إلى الرجل ينظر إلى الشيء وكأنه لابنظر إلبه فذالك خائنة الأعين).

القبض على العين الشاردة

إن قلت لي : شردت عيني وأتت بالمصائب!
قلت لك : ألق عليها القبض لكي لاتأتي إلبك بالقواصم بعد المصائب!

وهنا أراك تسألني : كيف ألقي القبض على عيني الشاردة؟
أقول :دقق وزد تأملاك في قوله تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون*وقل للمؤمنات يغضضن أبصارهن ويحفظون فروجهم ولا يبدين زينتهن إلا ماظهر منها) سورة النور آبه (30-31).

وإليك خمس طرق توصلك لذلك :

الطرق الأول

التفكير في العواقب المؤلمة للعين الشاردة
وفي هذا يقول أئمة أهل البيت عليهم السلام

( إياكم وفضول النظر فإنه يبذر الهوى، ويولد الغفلة).
( ليس في البدن شي أقل شكراً من العين فلا تعطوها سؤلها فتشغلكم عن ذكر الله عزوجل).
(إذا أبصر العين الشهوة عمى القلب عن العاقبة).
( من أطلق نظره أتعب حاضره، ومن تتابعت لحظاته دامت حسراته).
( من أطلق طرفه كثر أسفه).
(من أطلق طرفة جلبت حتفه).
(كم من نظرة جلبت حسرة).
(كم من نظرة أورثت حسرة طويلة).

الطريق الثاني

التفكير في جزاء الله وثوابه بالدنيا للعين الأمينة

وفي هذا وردت أقوالهم عليهم السلام:

(من غض طرفه أراح قلبه)
(من غض طرفه قل أسفه وأمن تلفه)
(من عفت أطرافه حسنت أوصافه)

كذلك، تذكر حلاوة التقوى ولذة الأنتصار على الشهوة وما أعد الله لذات بديلة في الدنيا والآخرة ،

فقد ورد في الأحاديث

( ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة ثم يغض بصره إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها في قلبه)
(من نظر إلى امرأة فرفع بصره إلى السماء، أو غمض بصره لم يرتد بصره حتى يزوجه الله عز وجل من الحور العين )

وقالوا عليهم السلام

(غضوا أبصاركم ترون العجائب) ،هي عجائب الراحة وسلامة الأعصاب ،وعجائب اللذة في الحلال، وعجائب الصحة والنشاط، وعجائب الجنة التي في النعيم( ما لاعين رأت، ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر)

وتذكر قول الله الحق ووعد الصدق الأكيد:{ وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى}

واعلم أن العين الشاردة إلى النظر الحرام في حرمات الناس بالأسواق أو الطرقات أو الأفلام وفروج المومسات ، لن تستحق النظر إلى تلك العجائب واللذات الحقيقية. وكيف تستحققها وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلاً ينظر إلى فرج امرأة لا تحل له؟! وكيف يستحقها وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم ( من ملأ عينه حرام ملأ الله عينه يوم القيامة من النار إلا أن يتوب ويرجع).

للامانه منقول

**نور الهدى** · 05-31-2007, 02:35 PM

الطريق الثالث

خلق البدائل الإيجابية

فقد قدم الدين الإسلامي العظيم هذا الحل في محاولة جادة لإلقاء القبض على العين الشاردة! ذلك كما استقيناها في الإرشادات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيت عليهم السلام تكون كما يلي:

1/ قالوا ( كل قول ليس لله فيه ذكر فلغو، وكل صمت ليس فيه فكر فسهو ،وكل نظر ليس فيه اعتبار فلهو)
فالذكر لله والفكر في الحق والعبرة من الأخطاء بدائل سليمة عن الثرثرة والخيال والهيام والنظر إلى الحرام .

2/ قالوا( النظر إلى العالم عبادة ، والنظر إلى الإمام المقسط عبادة ، والنظر إلى الوالدين برأفة عبادة، والنظر إلى الأخ توده في الله عزوجل عبادة)
فالارتباط بالعلماء الصالحين والحضور في مجالسهم والنظر في وجوههم وكذلك القادة الصالحين والوالدين المؤمنين بقصد المحبة يكتب الله لك أجر العبادة.

3/ قال النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم( يا أيها الناس إنما النظرة من الشيطان فمن وجد من ذلك شيئاً فليأت أهله)

وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام كان جالساً في أصحابه فمرت بهم امرأة جميلة ، فرمقها القوم بأبصارهم ، فقال عليه السلام (إن أبصار هذه الفحول طوامح، وأن ذلك سبب هبابها فإذا نطر أحدكم إلى امرأة تعجبه فليلامس أهله فإنما هي امرأة كامرأته)

فالبديل المطروح هنا تفريغ الشهوة في الحلال اذا ماتعرض الانسان الى الهيجان بنظرة عابرة او خطيئة بعدها ندامة.

4/ وفي الإرشاد التالي يقدم الإسلام الاشتغال بالعبادة و الصلاة ولارتباط الروحي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم . حيث قال ( إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه فليأت أهله فإن عند أهله مثل ما رأى، ولا يجعلن للشيطان إلى قلبه سبيلاً،وليصرف بصره عنها ، فإن لم تكن له زوجه فليصل ركعتين ويحمد الله كثيراً ، ويصلي على النبي وآله ، ثم ليسأل الله من فضله فإنه يبيح له برأفته ما يغنيه)
فهذا البديل المعنوي يكفل بعلاج حالة الشهوة الناجمة عن النظر الحرام ومقدماته.

الطرق الرابع

من طرق القاء القبض على العين الشاردة وإرجاعها إلى التقوى والبصيرة

أن تتذكر عظمة الله ورقابة السماء وكرام الكاتبين وحساب الآخرة ، ففي الحديث( ما اعتصم أحد بمثل ما اعتصم بغض البصر لا يغضن عن محارم الله إلا وقد سبق إلى قلبه مشاهدة العظمة والجلال)

وسئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : بما يستعان على غمض البصر ؟ فقال (بالخمود تحت سلطان المطلع على سترك) . وهو الله المطلع على كل صغيرة وكبيرة من خفايا الإنسان وظواهره.

الطريق الخامس

الإنشغال بالمطالعة وقراءة الكتب المفيدة

أو مشاهدة الأفلام الوثائقية العلمية أو الاستماع إلى محاضرات وأناشيد إسلامية وكل ما يعود على الإنسان بالخير والمنفعة

قال الإمام علي عليه السلام ( غضوا أبصارهم عما حرم الله عليهم، ووقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم ).

وأعلم بأن ( النظر سهم مسموم من سهام إبليس فمن تركها خوفاً من الله أعطاه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه)

ويتوب وعو يتذكر الحديث الآخر (النظرة سهم من سهام إبليس مسموم من تركها لله عزوجل لا لغيره أعقبه الله إيماناً يجد طعمه).

فاحذر أيها الشاب المسلم – وأيتها الشابة المسلمة – من فتنة العين والنظر، فان العين ساعي البريد ، من خلالها ترسل بنظرك إلى الممنوعات فتعود إليك بالفتن المهلكات، وتقع بها في مصيدة الشيطان ، لذلك يقول الإمام الصادق عليه السلام ( إباكم والنظرة فإنها تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة، طوبى لمن جعل بصره في قلبه ولم يجعل بصره في عينه )

وقال إيضاً: ( إباكم والنظر إلى المحذورات فإنها بذر الشهوات ونبات الفسق)

واخيراً ...علم عينيك أنها لاتستحق النظر!!

دمتم موفقين برعاية الله و بقيته