( ما زلتُ أتعذب )
قصة واقعيــــــــــة ..
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم ( يوم تأتي كل نفسٍ تجادل عن نفسها وتوفى كل نفسٍ ما عملت وهم لا يظلمون ) ..
قرر ( محمد ) أن يعرف حال صديق والده ( أيمن ) الذي توفي قبل خمسين عاماً ، فذهب إلى من يحضرون الأرواح وعرف كيفية التحضير ومتى يتم ذلك ؟ وأين ؟
على كل حال كان ( أيمن ) شخص معروف بالرزانة والتقوى ومن الموالين لآل البيت عليهم السلام ومحباً لكتابة الشعر وخصوصاً للسيدة الطاهرة زينب أم المصائب عليها السلام ..
ذهب ( محمد ) يوم الجمعة ليلاً في حوالي الساعة الثانية صباحاً إلى المقبرة لتحضير روح ( أيمن ) ومعرفة أحواله وأين مستقره الآن جحيمٌ أم نعيم .. استمر في عمل التحضير دقائق وإذا به يسمع صوت ( أيمن )
أيمن : نعم من يريدني ؟
محمد : أنا محمد يا أيمن هآ ايش الأحوال ؟
- بخير والحمد لله .
- الصراحة وديَّ أسألك ويش صار لك من دخلت القبر إلى الحين ؟
- مثل ما يقال طريقٌ موحش ومخيف أحسست بأهلي و أحبائي يحملون نعشي وينزلوني في هذه الحفرة وأنا أصرخ وابكي ولكن ما من أحد يسمع بكائي فيجيبني أو يرى شدة خوفي فيشعرني بالطمأنينة وإذا بي أسمع صوت أقدامهم تبتعد عني وتفارقني أمعنت النظر في هذه الحفرة أنها ضيقة جداً .. هيهات دقائق وإذا بالملكين فوق رأسي جاء يسألاني ولكني لم أخف منهما بل من المطارق التي في أيديهما ..
من ربك ؟ الله ربي عز وجل .
من نبيك ؟ خاتم الأنبياء والمرسلين وشفيعنا يوم الدين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .
من أمامك ؟ قائد الغر المحجلين علي بن أبي طالب ( ع) .
وهما يسألاني وأنا بسرعة البرق أُجيب حتى وصلا إلى سؤال علق لساني ولم أستطع الإجابة عليه كررا السؤال ثلاث مرات وأنا لا إجابة فرأيت المطارق فوقي وسوف ترتطم برأسي وإذا بنور ساطع يشع من جهة اليمين وصوت ينادي أهلاً بك يا أيمن وأنا أنظر ناحية النور ولكن لم أستطع الرؤيا جيداً وإذا هو فارس جميل وجهه يشع نوراً ورائحته مسكٌ وريحان تقدم نحو الملكين
- اتركوه إنه من شيعتنا ومحبينا .
فجأة اختفى الملكين وأخذ الفارس بيدي وأنا متعجب ولا أعلم من يكون سألت وأنا في غاية الحياء
- من أنت أيها الفارس الجميل ؟
- أنا ! .. أنا أميرك علي بن أبي طالب .
حينها لم أستطع الكلام وسرتُ معه مذهولاً حتى وصلنا إلى باب ضخم وكبير يقف بجانبه شخصاً لا يقل جمالاً وروعة من أميري علي (ع) إنه أبا الفضل العباس (ع) قمر بني هاشم ألقى علي التحية وأنا رددت عليه ..
العباس (ع) : أيمن عليك اجتياز هذا الباب .
أيمن : و ما هذا الباب ؟
- إنه عالم البرزخ .
أدخلني و أغلق الباب رأيت جبلاً عن يساري فعلمت إنها أعمالي السيئة وعلي هدمها الآن
سرتُ أتعذب ثعابين تأكلني .. ونارٌ تكويني .. ومخلوقات غريبة لم أرها من قبل ولكنها تشبه التماسيح تجري خلفي وتشعلني نيراناً .. وكلاباً تنهش جسدي فأذوب ويغلي دماغي ويسيل دماً وقيحاً وأنا أرى نفسي ولكني أحيا مرة أخرى وهكذا الحال .. إلى أن وصلت إلى الباب ففُتح .. خرجتُ مسرعاً وجلاً رأيت أبا الفضل العباس (ع) وبجانبه جبلاً الذي رأيته فور دخولي ولكني رأيت الجبل قد تهدم ولم تبقَ إلا ورقةً واحدة
أبا الفضل (ع) : إنك يا أيمن شتمت شخصاً في يوم من أيامك ولم يعفو عنك ويغفر لك ؟! ستدخل البرزخ مرة أخرى لتزيل هذه الورقة من ميزان سيئاتك ..
دخلتُ مرة أخرى وتعذبت ولكن أكثر وأشد ألماً من ذي قبل .. خرجتُ بعد أن فُتح الباب رأيت أبا الفضل العباس (ع) مستبشراً مسرورا ً
يا أيمن كنت تكثر علينا البكاء والعويل كنت تكتب الشعر أيضاً ولكن أكثرها لمن ؟
لسيدتي ومولاتي زينب (ع) .
إذاً تفضل هذا بابك بجوار سيدتك زينب (ع) .
ولكني للتو يا محمد سوف أدخل الباب وإذا بك قد استدعيتني ؟
محمد : يا إلهي إذاً في أمان الله يا أيمن أرجع وأدخل على سيدتك إما نحن فسوف نكون اللاحقون بكم إن شاء الله .
رجع محمد وهو يتمتم حزناً وألماً لدنيا زائلة حسابها عسير ومشوارها طويل ..
آه خمسين عاماً يا أيمن وأنت تتعذب وللتو سوف تدخل الجنة ..
دعاء ( اللهم اجعل الموت خير غائب ننتظره واجعل القبر خير بيتٍ نعمره واجعل ما بعده خيراً لنا منه اللهم إليك عجت الأصوات بصنوف اللغات تسألك الحاجات وحاجتي إليك أن تذكرني عند طول البلاء إذا نسيني أهل الدنيا والفناء ) ..
حكمة :
ابن آدم إنما أنت بين راحلتين مطيتين يوضعانك ، يوضعك الليل إلى النهار والنهار إلى الليل ، حتى يسلمانك إلى الآخرة فمن أعظم منك يا ابن آدم خطرا ؟!
المفضلات