اللهم صلي على محمد وآل محمد والعن اعدائهم من الاولين للاخرين ليوم الدينالمسألة الرابعة : كشف بيتها ( عليه السلام )
مظلومية الزهراء-لسيد علي الميلاني
وكشف القوم بيت فاطمة الزهراء ، وهجموا على دارها ، وهذا من الأمور المسلمة التي لا يشك ولا يشكك فيها أحد حتى ابن تيمية ، ولو أن أحدا شك ، فيكون حاله أسوأ من حال ابن تيمية ، فكيف لو كان يدعي التشيع أو يدعي كونه من ذرية رسول الله وفاطمة الزهراء ؟
ورووا عن أبي بكر أنه قال قبيل وفاته : إني لا آسى على شئ من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن ووددت أني تركتهن ، وثلاث تركتهن وددت أني فعلتهن ، وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول الله . وهذا حديث مهم جدا ، والقدر الذي نحتاج إليه الآن : أولا : قوله : وددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شئ وإن كانوا قد غلقوه على الحرب .
ثانيا : قوله : وددت أني كنت سألت رسول الله لمن هذا الأمر فلا ينازعه أحد . أترونه صادقا في تمنيه هذا ؟ ألم يكن ممن بايع يوم الغدير وغير يوم الغدير من المواقف والمشاهد ؟ وأما هذا الخبر - خبر تمنيه هذه الأمور - ففي : تاريخ الطبري ،
وفي العقد الفريد لابن عبد ربه ، وفي الأموال لأبي عبيد القاسم بن سلام المحدث الحافظ الكبير الإمام ، وفي مروج الذهب للمسعودي ، وفي الإمامة والسياسة لابن قتيبة ( 1 ) .
ولكن هنا أيضا يوجد تحريف ، فراجعوا كتاب الأموال ، فقد جاء فيه بدل قوله : وددت أني لم أكشف بيت فاطمة ، هذه الجملة : وددت أني لم أكن فعلت كذا وكذا . يحذفون الكلام ويضعون بدله كلمة : كذا وكذا ! ! أتريدون أن ينقلوا الحقائق على ما هي عليه ؟ وممن تريدون هذا ؟ وممن تتوقعون ؟ .
أما ابن تيمية ، فلا ينكر أصل القضية ، ولا ينكر تمني أبي بكر ،
وإنما يبرر ! ! لاحظوا تبريره هذه المرة يقول : إنه كبس البيت لينظر هل فيه شئ من مال الله الذي يقسمه ليعطيه للمسلمين ! ! وكذلك يفعلون ! ! وكذلك يقولون ! ! ذكرنا مسألة فدك ، وإحراق البيت ، وإسقاط الجنين ، وكشف البيت وهجومهم على البيت بلا إذن وأنهم فعلوا ما فعلوا ! !
قضايا أخرى وبقيت أمور أتعرض لها باختصار :
الأمر الأول : إن فاطمة سلام الله عليها ماتت ولم تبايع أبا بكر ، ماتت وهي واجدة على أبي بكر ، وهذا موجود في الصحاح وغيرها ، وقد قرأنا نص الحديث عن عائشة .
أترون أنها ماتت بلا إمام ؟
ماتت ولم تعرف إمام زمانها ؟
وماتت ميتة جاهلية وهي التي فضلوها على أبي بكر وعمر ؟
وهي التي قالوا بأن إيذاءها كفر ومحرم ؟
ماتت بغير إمام ميتة جاهلية ؟
أيقولها أحد ؟
فمن كان إمامها ؟
الأمر الثاني : إن عليا ( عليه السلام ) لم يؤذن أبا بكر بموت الزهراء ، ولم يخبره بأمرها ، ولم يحضر لا هو ولا غيره للصلاة عليها .
وأنتم تعلمون أن الصلاة على الميت في تلك العصور كانت من شؤون الخليفة ، ومع وجود الخليفة أو أمير المدينة لا يحق لأحد أن يتقدم للصلاة على ميت إلا بإذن خاص ، ولذا لما دفنوا عبد الله بن مسعود بلا إذن وبلا إخبار من عثمان ، أرسل عثمان إلى عمار بن ياسر وضرب عمار لهذه الغاية ، ولهذا السبب ، وله نظائر كثيرة . فكان عدم إخباره أبا بكر للحضور للصلاة رمزا وعلامة لرفض إمامته وخلافته . ولكن القوم يعلمون بهذا ، القوم يعلمون بأن عدم صلاة أبي بكر على الزهراء دليل على عدم إمامته ، فوضعوا حديثا بأن عليا أرسل إلى أبي بكر ، فجاء أبو بكر وجاء معه عمر وعدة من الأصحاب وصلوا على الزهراء ، واقتدى علي بأبي بكر في تلك الصلاة ، وكبر أبو بكر أربعا في تلك الصلاة ! ! لاحظوا الكذب !
أنقل لكم هذا النص : قال الحافظ ابن حجر العسقلاني بترجمة عبد الله بن محمد بن ربيعة بن قدامة القدامي المصيصي : أحد الضعفاء ، [ هذا الشخص أحد الضعفاء ] أتى عن مالك [ مالك بن أنس ] بمصائب منها : عن جعفر بن محمد . يتقولون على أهل البيت ويضعون الأخبار عن أهل البيت أنفسهم ! وكم له من نظير ، ولي مذكرات من هذا القبيل ، إنهم كثيرا ما يضعون الأشياء عن لسان أهل البيت ، عن لسان أمير المؤمنين وأبنائه ، وعن لسان ولده محمد بن الحنفية
ينقلون كثيرا من الأشياء ، عندي مذكرات في هذا الباب .
وهذا الخبر : عن جعفر بن محمد يرويه عن أبيه الباقر عن جده قال : توفيت فاطمة ليلا ، فجاء أبو بكر وعمر وجماعة كثيرة ، فقال أبو بكر لعلي : تقدم فصل ، قال لا ، لا والله لا تقدمت وأنت خليفة رسول الله ، فتقدم أبو بكر وكبر أربعا. هذا من مصائب أمتنا ، أن لا تنقل القضايا كما هي ، وتوضع في مقابلها موضوعات .
الأمر الثالث : وكان دفنها ليلا بوصية منها ، لتبقى مظلوميتها على مدى التأريخ ، وخطاب أمير المؤمنين رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عند دفنها يكشف للتاريخ جوانب كثيرة من المصائب والحقائق ، وحقيق على كل مؤمن أن يراجع تلك الخطبة لأمير المؤمنين عند دفن الزهراء سلام الله عليها .
يقول ابن تيمية في مقام الجواب : كثير من الناس دفنوا ليلا . ولكن فاطمة أوصت أن تغسل ليلا وأن تدفن ليلا ، وأن لا يخبر أحد ممن آذاها .
ونسال الله ان يرزقنا شفاعه فاطمة عليها السلام والثبات على ولاية امير المؤمنين




رد مع اقتباس
المفضلات