نتوكل على الله ونواصل معكم سويا تفسير السوّر القصار من كلام الله جل وعلا في كتابه العزيز والقران المجيد , ولازلنا نبحث في معنى آية البسملة التي هي ابتداء الاعمال وافتتاح الخير والبركة قبل الافعال , وقلنا ان :
الرحمة الرحمانية : تشمل عامة العباد ومنهم الكافر والمؤمن , وتخص الحياة الدنيا فقط , وتنقطع عند قبض الروح من قبل بارءها ..
الرحمة الرحيمية : وتشمل المؤمنين فقط في الدارين الدنوي والاخروي , وهذا مايعبر عنه بكتابة الخطابات بـ ( سعادة الدارين ) اي الرحمة الرحيمية , لانها متعلقة بالمؤمنين في الحياة الدنيا , وتمتد معه الى مابعد قبض روحه وعروجها الى خالقها , اذن الرحيمية ممتدة مع العبد الصالح ترافقه في حله ورحاله , وهذا يتمثل لنا باعمالنا الصالحة ودرجة تقربنا من الله جل وعلا .
وكان السؤال الذي ختمنا به اخر حلقة هو : هل هناك رحمة رحيمية في يوم القيامة لغير المؤمنين .؟
هل يستفيد غير المؤمن من رحمة الله يوم القيامة .؟
ج \ كلا .. لاتوجد رحمة رحيمية في الحياة الاخرة لغير المؤمنين , لانه لاتوجد رحمة رحمانية بعد ذلك , حتى ينشمل الكافر وغيره فيها . اين المفر , الهي ان كنت لاترحم الا المطيعين فمن للعاصين , وان كنت لاتقبل الا من العاملين فمن للمقصرين , الهي ربح الصائمون , وفاز القائمون , ونجى المخلصون .... الخ الدعاء .. وما تقدم هو التفسير الباطني لهذا الجزء من دعاء الافتتاح ... لاحظ عزيزي القارئ , هذا التناغم وهذا الترابط بين روايات الائمة بالدعاء والمناجات وبين آيات القرآن الكريم , فأي رحمة هذه التي حصرها بـ ( إلا المطيعين ) اي عبادك الصالحين , ونحن نتوسل وندعوا لاخرتنا وليس لدنيانا , اكيد الرحمة الرحيمية , لانها تمتد من الدنيا الى الاخرة مع المؤمنين , ونحن بحاجتها في يوم القيامة عند الحساب للعبور على الصراط ..
نستنتج من هذا الكلام أن الرحمة الرحيمية هي التي توصلنا للشفاعة , ونيل رضا الله عز وجل ورسوله واهل بيته عليهم السلام , وستأتينا تفسير الشفاعة والصراط من ضمن الآيات اللاحقة ان شاء الله تعالى ..
وهذا ماورد في الروايات عن ائمة اهل البيت ع :
(( لاينال شفاعتنا مستخفاً بالصلاة ))وقد طرح احد الاخوة الله يحفظهم قبل فترة هذه الرواية ونقل وجوها لتفسيرها , وهناك وجوه اخرى ادق بالمعنى , ومنها ماذكرناه انفاً





رد مع اقتباس
المفضلات