أخذنا طريقة كتابة آية البسملة , على رأي العلماء من الفقهيين واللغويين , وطرحنا الاشكال في كتابة ( بإسمه تعالى ) بهذه الكيفية ( بسمه تعالى ) فيعلل العلماء ان كتابتها بحذف الالف ليس له مبرر او مُسوّغ , لكون الالف حذفت في الآية لكثرة الاستعمال , ولكن في ( بإسمه نستعين , بإسمه تعالى ) لامبرر لكثرة الاستعمال , وعلى هذا يعتبره العلماء غلط املائي وفيه اشكال شرعي ,إلا اذا كان المقصود منه الصفة فقط وليس حقيقة الاسم كما في قولنا ( بسم النور ) او ( بسمك الوضاح ) فتصبح مجرد القول باسم الصفة لاغيرها , فلا اشكال في ذلك . وسنأتي الى تفصيل ذلك لاحقاً , ومن هذا توضح لنا الروايات المتواترة عن النبي ص واهل البيت ع أن ( كل أمر لايبتدأ بإسم الله فهو أبتر ) والابتر معناه غير مبارك وقليل الخير , وعلى هذا الاساس بَنى العلماء رأيهم على كثرة الاستعمال ...

إسم : إن الاسم باللغة العربية يدل على شيء او مسمّى , أي يستخدم للدلالات , وكل إسم يدل على مدلول له ( وسنشرح المدلولات المنطقية والفلسفية في نهاية تفسير الاية لمن أراد التوسع بالموضوع ) .
وكلمة ( إسم ) حسب رأي العلماء .. قد يكون مشتق من _ السمّو , الرفعة _ مثل : فلان منزلتهُ سامية , بمعنى رفيعة وعالية ..
وقد يكون مشتق من .. السِمة او العَلامَة , مثل : فلان سِمتهُ البياض والحمرة , اي علامته ابيض أحمر ,, وهذا هو المعنى الدقيق لكمة ( إسم او الاسم ) وهناك معاني اخرى مثل : صفة , خاصية .. وغيرها , وهذه المعاني تقريبية وليست المعنى
الدقيق ..
ويقول العلماء ايضاً : ان أصل كلمة ( إسم ) هو ( الوسم ) والوسم هو العلامة , كما في قوله تعالى ( سيماهم في وجوههم من اثر السجود ) وفي آية اخرى ( تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر ) ونفهم من هاتين الايتين الشريفتين ان السمة هي العلامة , فأصل الكلمة ( الوسم ) حذفت الواو وعُوض عنها بالهاء او التاء المربوطة في نهاية الكلمة فأصبحت (السِمَة ) ويدل على ذلك الشيء المسمّى , وهذا مختصر مفيد .

اللهِ : لفظ الجلالة , إسم علم للذات الالهية المقدّسة , واسم العلم معناه , أن اسم ربّ العالمين هو ( الله ) كما في تسميتنا لأبناءنا واولادنا الله يحفظهم ( زيد , عَمْر , علي ... الخ ) فربّ العالمين إسمه ( الله ) وكما أن ( زيد وعَمْر وغيرهم ) أسماء اعلام , كذلك ( الله
) أسم علم أيضاً , والاسم يدل على حقيقة الشيء او ذاته او ماهيته , ونقرب المعنى بالمثال التالي :
عندما نقول : ( لاإله إلا الله ) هذه الجملة هي كلمة توحيد في الفقه الاسلامي , ولكن عندما نقول هكذا : ( لا إله إلا الخالق , او , لا إله إلا الرحمن ) فهل هذه كلمة توحيد تعتبر في الفقه الاسلامي .؟
الجواب : على رأي العلماء الاعلام , لاتعتبر كلمة توحيد ,
وليست كلمة توحيد , بل يعتبرونه مجرد كلام , لماذا .؟
يقولون : ان كلمة الخالق او الرحمن , عامة وشاملة , وقد تشمل الانسان مثلا : خالق المذياع , خالق الثلاجة , وغيرهما , كما في قوله تعالى ( تبارك الله أحسن الخالقين ) وجاءت بصيغة الجمع , بمعنى تطلق هذه الكلمة ( الخالق ) على غير الله تعالى , وكذلك الرحمن , الانسان قد يكون في بعض الاحيان مشمول بهذه الصفة كأن يتصدق او يعطف على الكبير والصغير ويحترم الاخرين ويؤدي التزاماته الدينية , فينال صفة الرحمان كذلك , إذن نحن لم نحدد في عبارة ( لاإله إلا الخالق او الرحمن ) لانه لايدل على حقيقة اسم متفرد مدلول عليه ....