نحن قلنا ان الآية ( بسم الله الرحمن الرحيم ) مرتبطة بمعنى العمل الذي يليها , وهذا مايطلق عليه باللغة ( متعلّق ) فلو اننا نقلنا هذا الكلام الى القرآن الكريم والسوّر فيه , فيكون في سورة الفاتحة , أبتدأ الحمد لله والثناء بسم الله , وفي سورة اخرى , ابتدأ ألم () ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين بسم الله الرحمن الرحيم , في سورة البقرة , وهكذا بقية السوّر , هل أن معنى البسملة في سورة الفاتحة مثل معنى البسملة في سورة البقرة .؟
الجواب : كلا , لان الاولى تعطي معنى الحمد والثناء , والثانية تعطي الكتاب الذي لاشك فيه ولالبس بإن يهدي الى صراط الله , الاثنان مختلفان , نضرب المثال الاتي لتقريب المعنى اكثر : هل يمكن ان نجلس على مائدة الطعام لنأكل ونبتدأ الاكل بقولنا : بسم الله اركب السيارة .؟ بالتأكيد الحاضرون سوف يسخرون من هذا القول بل يتهمونه بالجنون , والعكس كذلك ..

انتباه مسألة فقهية مهمة جداً :
وعلى ما تقدم من التوضيح لبيان جزئية البسملة من سوّر القرآن الكريم فقد ذهب اغلب فقهاء مذهب أهل البيت عليهم السلام الى أن على المكلف أن يحدد السورة التي يقرأها مابعد الفاتحة في ركعات الصلاة الاولى والثانية قبل البدأ بقراءة البسملة , وان دخل المصلي بقراءة البسملة قبل ان يحدد السورة قبلاً فيجب عليه إعادة البسملة من جديد وان مضى بالقراءة متعمدا وفرغ من صلاته , فإن صلاته تعتبر باطلة وغير مجزية , وهذا الرأي المشهور ومنهم السيد الخوئي ( قده ) في منهاج الصالحين \ العبادات باب الصلاة واركانها .
واما عند السيد السيستاني ( دام ظله الوارف ) فيجوز قراءة البسملة قبل تحديد السورة في الصلاة وغيرها ...
ونحن منهجنا في الفقهيات منهج احتياط , إذا كان بدون تكلّف , وإلا رجعنا الى التقليد بأعمالنا , ولذلك نأخذ بالرأي الاول والمشهور حتى نبرأ ذمتنا , ونكون عملنا بالرأيين معا في آن واحد ان شاء الله تعالى ..

فلولا المضمون لم يكن ابتداء , ولم يكن عمل , والبسملة تكون مجرد كلام لامعنى له ولا مضمون , وعلى هذا يجب ان يحدد السورة التي يقرأها المصلي او قارئ القرآن قبل قراءة البسملة , على الرأي المشهور عند علماء المذهب الامامي ..
الى هنا أخذنا فكرة عن الجنبة الفقهية , والجنبة التفسيرية , للآية الشريفة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ...