ندخل الآن في كيفية قراءت آية البسملة ...
هناك اختلاف عند العلماء الفقهيين واللغويين حول الوقوف والوصل في الكلام , بالتحريك والسكون , ولكن الرأي المشهور والذي عليه اغلب العلماء يقول :
ان العرب لاتقف في كلامها وحديثها على متحرك , ولاتوصل الكلام بالساكن .
فمثلا : لايقولون اثناء قراءتهم للبسملة ( بِسمْ اللهْ الرحمنْ الرحيمْ ) , او يقفون ويسكتون على متحرك مثال : ( بسمٍ اللهِ ) ويقف بعد لفظ الكسرة في اخرة لفظ الجلالة .
فإن اردوا الوقوف في اخر الكلمة , فإنهم يرفعون الحركة ( الضم والفتح والكسر ) ويضعون محلها ومكانها السكون ( بسم ِ اللهْ , الرحمن ِ الرحيمْ .. وهكذا ) اينما يريد ان يقف بالكلام يعمل السكون , وهذه بعض من قواعد اللغة العربية , وهي لغة اهل السماء والتوحيد .
تكلمنا عن شرح آية البسملة المختصر المفيد , وبدأنا بكيفية قراءتها نحواً وفقهاً , ووصلنا الى الوقوف بالكلام , متى وكيف , واليوم نكمل قراءتها بوصل الكلمات مع بعضها ان شاء الله تعالى ..

يقول العلماء اللغويين والفقهيين : ان العرب اذا ارادوا ان يوصلوا الكلام فلا يُسكّنوا أواخر الكلمات , إلا اذا ارتبطت بالضمائر او كانت فعل أمر او يتعذر من ظهور الحركة , وغيرها ...
واذا كان حرف ساكن في اخر الكلمة , والتقت بحرف ساكنٍ في بداية الكلمة التي تليها فيكسرون آخر الكلمة , ومثال ذلك :
(( قَالَتِ الْأعْرَابُ آمَنَّا )) كُسِرت التاء في الفعل ( قالَ ) ( تْ ) لانها ساكنة والتقت بهمزة الوصل ( آلْ ) واللام الساكنة , فيتعذر على الموصل بالكلام نطقهما , ولذلك حركوا التاء وانقلبت حركتها من ساكن الى مُنكسر .. هذا ولم ندخل في تفاصيل الحروف الشمسية والقمرية التي تكتب ولاتلفظ , لانه موضوع طويل ونكتفي بما يفيد التفسير فقط ..
نرجع الى قراءت البسملة : فلا يمكن على رأي اغلب العلماء ( اي الرأي المشهور ) ان نلفظ آية البسملة بتسكين أواخر كلماتها عند الوصل والإسترسال بالقراءة , كما لايجدون في تقطيعها كلمة كلمة اي مبرر ومسوغ , إلا ما كان لديه العذر الشرعي , كأن لايجيد نطق اللغة العربية مثلا , او فيه مرض بالنطق , عافانا الله ,, وهنا الشيء بالشيء يذكر ..
كان مأذن النبي محمد ص وهو بلال الحبشي ( رحمه الله تعالى ) لايستطيع نطق حرف ( الشين ) وينطقه ( سين ) فكان عندما يأذن يقول ( أسهدُ ان لا إله إلا الله ) فاشتكت قريش عند رسول الله ص بأن يكون المؤذن منهم وعربياً حتى يلفظ الاذان والشهادتين بصورة سليمة .. فردهم النبي ص بقوله ( إن سين بلال عند الله شين ) ( بعد انتم شنو ضاركم , اذا هي عند الله مقبولة , انتم شكو بعد , هذه افعالنا فقط المظاهر , وتأتي الى البواطن تجدها خالية خاوية , وبالخصوص في هذا الزمان , اليوم مصيبتنا مصيبة , تجده يصلي على اتم وجه وبالاحكام والقواعد بالقراءة والحركات , ولكن تقلبه ذات الشمال وذات اليمين تجده يحز في نفسه أثر الجاهلية ان يتركها , هذا العالم عربي وهذا العالم عجمي , وهذا من اتباع فلان , وانا من اتباع ومقلدي فلان من المراجع , كيف حكمت بهذا الحكم , وكيف تقبل صلاتك وانت لم تترك سبيل الجاهلية , أليس حديث النبي ص هو كلام الله جل شأنه .؟ والنبي ص يقول ( لافرق بين عربي وأعجمي إلاّ بالتقوى ) فكيف تفرق وتفرط في دينك ومذهبك بالقومية والجنسية .؟ انا لله وانا اليه راجعون , من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ..
المهم : ان آية البسملة تُقرأ بحركات أواخر كلماتها على الاحوط وهو الرأي المشهور عند العلماء , فتكون هكذا :
بِسْم ِِ الله ِ الرَّحْمن ِ الرَّحِيم ْ
اذا اردنا الوقوف الى نهاية الاية .
وعندما نريد ان نكمل قراءتها مع السورة نرجع حركة اخر كلمة ( الرحيم ْ ) الى أصلها ( الرحيم ِ ) باظهار الكسرة في آخرها ونكمل مابعدها .. وكثير ما استمع الى اخواننا الله يحفظهم يضم اخر كلمة ( الرحمن ِ ) فيلفظها هكذا ( الرحمنُ ) بدون ان يشعر بها , وعندنا اغلاط كثيرة في قراءة الايات القرانية ومنها البسملة سنأتي لذكرها في كل اية بعد التفسير ان شاء الله تعالى ..
اما مايتخللها من احكام ملتزمة بقواعد نحوية وفقهية , والمتمثلة في لفظ الجلالة ( الله ) فهناك قاعدة تقول :
إذا جاء قبل لفظ الجلالة ( الله ) حركة ( الكسرة ) أو حرف ( الياء ) فيلفظ بالترقيق بحرف ( اللام ) فيُقرأ هكذا ( بسم ِ ال لا ه ِ ) طبعا همزة الوصل قبل اللام تدغم باللام ( ال ) فتقرأ لاماً , لانها من الحروف القمرية , وهذا هو الترقيق اي التخفيف بلفظ اللام , وليس التفخيم او التضخيم , وهذا له حركات في موضع اللسان من الفكين , ومرتبط بصفائح الحنجرة , لايهمنا تفاصيله الان ...
وقراءتنا اذا لم تكن سليمة كما مبينة اعلاه , ففيها اشكالات شرعية , وبالخصوص لمن عرف وتهاون , فأصبح متعمدا , لاسامح الله ..