إذن إسم ( الله ) هو إسم للذات الالهية المقدسة الجامع لكل الصفات والكمالية والجلالية والجمالية وغيرها .. فعندما نقول ( الجبار ) أبرزنا صفة واحدة من صفاته الله تعالى , وعندما نقول ( الرحمان ) ايضاً نبرز صفة واحدة من صفات الذات المقدسة لله نبارك وتعالى , ولكن عندما نقول ( الله ) شملنا بها جميع تلك الصفات , وأشرنا بذلك الى كل ماتحمله الذات الالهية المقدسة , التي لايعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ...

الرحمن ,, الرحيم : هاتان الكلمتان هما مشتقان من كلمة واحدة وهي ( ألرحمة ) والرحمان , معناها ذو الرحمة , اي صاحب الرحمة ,, والرحيم , معناها صاحب الرحمة ايضاً , ولكن طريقة الاشتقاق هنا تختلف من كلمة الى أخرى , لان الرحمان , على وزن ( فَعْلان ) واما الرحيم فهي على وزن ( فَعيل ) .
يقول العلماء : ان اشتقاق الرحمن جاء صيغة المبالغة , والمبالغة معناها الشيء الاكبر من حجمه الطبيعي , والرحيم ,, جاءت على صيغة صفة مشبّهة , وهذا له بحث خاص به ونكتفي بالتنويه عنه فقط لمن رغب بالتوسع والبحث في التفاسير الادبية يجد مبتغاه ان شاء الله تعالى ...
المهم : نحن لايهمنا المصطلحات الان , ولكن يهمنا المضمون .. فإن ( الرحمن ) هي معبّرة عن الرحمة ,, و ( الرحيم ) ايضاً هي تعبّر عن الرحمة , وهنالك آراء للعلماء فيها , فمنهم من يقول : ان الرحمن جاءت بالعموم , اي تشمل جميع الناس باختلاف تعبّدهم , والرحيم جاءت بالخصوص وتشمل بعضا من الناس الذين ىمنوا بالله واليوم الاخِر , وسنأتي لهذا الكلام فيما بعد ان شاء الله تعالى ...
و للعلماء رأي آخَر فيقولون : ان كلمة ( الرحمن ) هي بمثابة ( لقب لله ) , كيف هذا , وما معناه .؟
يقولون : هناك فرق مابين الاسم والكنية واللقب , فالاسم كما اوضحناه سالفاً انه يحمل حقيقة المسمّى , والكنية , مابدأ بأبو أو أم , مثل : كنية الامام علي ع , أبو تراب , أو كنية فاطمة ع : أم ابيها .. وهكذا , وليس شرطاً ان يكون له ولد اسمه تراب او غيره من الاسماء التي يكنى بها الشخص , وهذه الكنى لها ابعادها النفسية والمعنوية في بناء الشخصية الاسلامية , وهي سنة نبوية , ان يسمى المولود ويُكنى , على كلٍ .. نفهم من هذا قد لايجد المُكنى كنيته في واقع الامر , ولكن ( اللقب ) يختلف عن الاسم والكنية بأشياء ومنها : ان تطلق على ذلك الانسان القاب لأظهار وإبراز صفة من صفاته , الحميدة كانت , أم السيئة , مذمومة او محمودة .. مثل : شخص فيه عاهة ( عافاكم الله ) ويعرج من رجله , فيلقبه الناس بـ ( ألآعرج ) وهذه صفة مذمومة و وهنا يشير القرآن الكريم الى هذه النقطة في قوله تعالى ( يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون ) .
وكما ان الامام علي بن الحسين عليه السلام , يلقب بالسجاد , لكثرة سجوده لله سبحانه وتعالى , وهذه صفة يحبها الله ورسوله والمؤمنون , إذن اللقب هو يطلق على الانسان لاظهار صفة معينة , , كذلك في كلمة الرحمن هنا , لكي نظهر صفة من صفات الله الحسنى , جاءت كلمة الرحمان في آية البسملة , ورأي العلماء هنا هو : ان كلمة الرحمن هي لقب من القاب الله تعالى , وهذا اللقب خاص بالله , ولايوصف به شيء آخر , ولكن هو ليس بإسم علم , والمتعارف عند الناس أن فلانا او فلانه إمرأة رحيمة , ولكن لايستطيعون ان يقولوا عنها انها امرأة رحمانية ... لماذا .؟