اخذنا النقطة الاولى في صيغة البسملة ( بسم الله ) ولم ترد هكذا ( نستعين بالله الرحمن الرحيم ) ولماذا جاءت كلمة ( اسم ) ولم تاتي غيرها , وقلنا ... انها اكثر تأدبا للمخاطب , وشرحنا معناها ,فهي تـُعبّر عن الاستعانة بالاسم والمسمّى معاً , فالاستعانة بالاسم يكفي تعظيما لله تعالى , فعندما نقول ( بسم الله ) فمعناها استعنا بإسم الله , وكذلك استعنا بالذات وهي حقيقة اسم ( الله ) , وهنا فرق بينما اقول .. استعين بالله , فقد استعنت بالله بدون مقدمات ادبية , وهو تعبير غير لائق لمخاطبة رب العالمين وعظمته وجبروته , وبينما اقول .. استعين بالذات الالهية المقدسة من خلال الاسم , بقولي بسم الله , وهذا تعبير في منتهى الدقة والآدب والتصاغر امام الذات الالهية المقدسة وحقيقة الاسم في الوقت نفسه , وبذلك حققت الاثنين معاً لزيادة الخير والبركة والفلاح والصلاح والنجاح ووو الخ في عملي ان شاء الله تعالى . اذن عندما اقول ... أبتدأ بسم الله الرحمن الرحيم عملي ... كذا وكذا ... اي بمعنى ابتدأ بالإسم وأبتدأ بالذات الالهية وجميع الصفات والكمالات في لفظ الجلالة ( الله ) وحتى يُبرّز الابتداء بالاسم قبل الذات او المسمّى , وهذه النقطة الثانية .
الله : لفظ الجلالة , أصله ( إلَه ) همزة ولام وهاء مع الف قصيرة على اللام , حُذفت منه الهمزة ( إ ) وبقي ( لَه ) وعُوض عنها بالالف واللام ( أل ) فأصبحت ( أل ل أ هـ ) وهي كلمة ( الله ) الف ولام ولام والف قصيرة تكتب على اللام والهاء , وأصل كلمة ( إلَه ) جاء او اشتق اما من الفعل ( ألَهَ ) بفتح اللام ومعناهُ ( عَبَدَ ) , أو من الفعل ( ألِهَ ) بكسر اللام , ومعناهُ ( تـَحَيـّرَ ) . فكلمة ( ألَهَ ) بمعنى ( إلَه ) بالالف القصير على اللام ومعناه ( المَعبود ) ولانريد ان ندخل بإسم الفاعل وإسم المفعول , لان بحثنا ليس نحوياً ونقتصر على التنويه ...
على كلٍ : ألَهَ - عَبَدَ ,, و إلَه - مَعبود , وبطريقة أخرى تكون , عَبَدَ - مَعبود , وان معنى ( ألَهَ ) هو تحيّرَت العقول والالباب في الذات الالهية المقدسة ان تحيط بها علما , وهذا ايضاً اشتقاق للاسم , ونستطيع ان نقولها بكلمة واحدة هي ( المُحَيّرْ ).
وكما أشرنا سالفاً بأن اسم العلم ( الله ) وكل الصفات والاسماء الاخرى من اسماء الله الحسنى مثل : القاهر والعدل والباقي والمحيي والمميت والرازق والباسط والجبار والرؤوف وغيرها , هي اسماء لله جل وعلا , تدل على صفات الذات المقدسة , ولكن اسم العلم ( الله ) هو جامع لكل هذه الصفات والكمالات والاسماء التي لايعلمها الا الله تعالى , فعندما نقول ( والله ) في كلامنا , اي حلفنا بكل هذه الاسماء التي نعلمها والتي لانعلمها ومايعلمها الا الله , لاننا أقسمنا بحقيقة الذات الالهية , وهذا شيء عظيم عظيم عند الله, ومن هذا ورد في قوله تعالى ( ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم ان تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم ) بمعنى ان لاتحلفوا بالذات المقدسة لانها عظيمة على الله جل وعلا ...