وهكذا فإن كلمة الخالق او الرحمان او السلام او المهيمن او القادر وغيرها من الصفات ل, لاتعتبر كلمة توحيد , لانها لاتدل على التفرد والوحدة , وانما تشمل المخلوق كذلك , فعندما نقول بإسم الرحمن , عبرنا عن صفة عامة بغض النظر عن النية او القصد , فإنا نريد ان يفهمها قارئها بأن المقصود هو ( الله ) تبارك وتعالى , ولكن عندما نقول بإسم الله , نحن حددنا التوحيد والانفراد بلفظ الجلالة , وربّ الارباب , وربّ العالمين , ولايوجد له مكافئ أصلاً , لان اسم العلم ( الله ) شمل كل معاني الحقيقة والذات , كما في قولنا , لم يأتينا إلا زيد , فيفهم السامع ان ( زيد ) أتى عليهم , ولكن عندما نقول : لم يأتينا إلا طالب المدرسة , هنا السامع لم يفهم مَن هو طالب المدرسة , قد يكون زيد أحدهم , وقد يكون غيره الذي أتى , وهكذا ...
وعلى هذا الاساس والدليل اللغوي , جاء رأي العلماء , ان عبارة ( لاإله الا الخالق ) ليست كلمة توحيد , لانها لاتدل على حقيقة إسم علم وهو ( الله ) وانما لها خيارات متعددة , قد يكون الله واحدا من الخالقين .
وهناك رأي آخر لعلماءنا ايضاً ويقولون : لماذا أتت جملة ( بسم الله ) بهذه الصيغة في آية البسملة , ولم يأتي غيرها , مثل نستعين الله لعمل .. كذا وكذا .؟ وهذه إحدى الامور التي تجنبناها في معاني المتعلّق بالباء ولكن هنا نوضح مايخص هذه النقطة ...
يقول العلماء : انتبه أيها القارئ الكريم لما سنقوله الان واحفظه جيدا حتى تضعه نصب عينيك عندما تريد ان تقسم بالله في أثناء كلامك وحديثك لتأكيد ودعم قولك وتصديقه ....
ان آية البسملة وردت في قول الله تعالى هكذا ( بسم الله الرحمن الرحيم ( ولم تريد بصيّغ أخرى لآمور كثيرة ومنها :-
( اولاً ) لانها أكثر تأدباً للمخاطب , كيف يعني هذا الكلام .؟
معنى هذا الكلام , أن الانسان او المخلوق لايستطيع ان يبدأ بكلمة ( الله ) يعني ( بالله ) لعظمته , وجلال قدسه , وعزته , وكبريائه , وسلطانه , وقدرته , وجبروته .... الخ صفات الذات الالهية المقدسة , وانما بإسمه يكفي , بمعنى لااستطيع ان أتجرأ على لفظ ( بالله ) مباشرة , لعظمته وقدرته , وانما التبرك والتمسك بالاسم يكـــــــــــــــفي , بإسمك يالهي نموت ونحيى , فكيف نتجرأ عليك بلفظ اسم الذات الالهية المقدسة باليوم عشرات المرات بهتانا وزورا , كيف ذلك يامسلم , يامن تدعي لنفسك الايمان والاسلام , تحلف في اثناء حديثك والله والله والله ... والاسم كما قلنا يدل على حقيقة المسمى ودلالات اسم ( الله ) تدل على صفاته الذاتية التي تهز العرش والسموات والارضين , ويسجد لهذا الاسم جميع المخلوقات تعبدا وطاعة وتعظيما , لمجرد سماعه ...