صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 17

الموضوع: لغير المصلين وقراء القران الكريم

  1. #1
    مشرفة منتدى المكياج والأزياء والديكور الصورة الرمزية همسات وله
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    البحرين دار الزين
    المشاركات
    7,224
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    375

    لغير المصلين وقراء القران الكريم

    اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد

    السلام عليكم ورحمة الله ...

    عزيزي القارئ :

    انت الان دخلت الموضوع برضاك ولم يجبرك ويغصبك على دخوله أحد ويمكن انا موهت عليك بعنوان الموضوع , بس انت انسان طيب مؤمن في داخلك , وباطنك مخلص القلب لرضا الله جلّ وعلا , قد يكون الشيطان اغرّك بإرتكاب إثمٍ أو معصية , ولكن الله غفور رحيم , رحمته سبقت غضبه وانتقامه , فليكن دخولك لقراءت تفسير آية من كلام الله هي استغفارك لله والرجوع الى الصراط المستقيم , ولم تأخذ الصلاة منك إلا بضع دقائق , وهي صِلتك بربك كما ان السلام والتحية هي صلتك الطيبة بوالديك الله يحفظهم , فقل الآن اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم , واستغفر الله , وادخل معنا بقلب سليم لمعرفة قوله تعالى في سورة الحمد , وماتحتويه هذه السورة من معاني جميلة جدا جدا ولطيفة تفوق القدرة على التعبير بكنهها , تجعلك في انتعاش روحي وسعادة لايمكن تصورها , لان السعادة الحقيقية هي التي تبدأ بسعادة الروح اولا , لنتوكل على الله ونبدأ سوياً بالتفسير , يالله تعال وياي نشوف شنو معنى هالسورة هاذي ...
    وماطول احنا نريد نفتهم من صدق تفسير قول الله تعالى لابد من ان نعرف شنو فيه من تفاسير حتى نفتهم اي تفسير نقدر نفتهمه , خلينه نشوف كم تفسير عند العلماء ( بعد مافي كلام باللهجة العامية هاا لاننا سوف نقف بين ايادي الرب الجليل ولازم نحترم ونتأدب بالكلام والوقوف , ونظهر لون من الوان الخشوع والتذلل هاا ,, يالله نشوف )


    يقول العلماء : ان التفاسير تقسم الى تفسير نحوي ( اعراب ) وتفسير لغوي ( بلاغة ) وتفسير ادبي ( سياق الايات ونحو ذلك ) وتفسير روائي ( يستند الى الروايات المنقولة عن النبي والائمة ع ) وتفسير احكامي ( مختص بآيات الاحكام الواردة في القران الكريم مثل للذكر مثل حظ الانثيين , وهذا نص من الله تعالى وحكم لايمكن الاجتهاد فيه مطلقا ) وتفسير فلسفي ( مختص بالادلة العقلية والنقلية ) وتفسير بالتأويل .... حتى بلغت انواع التفاسير 11 نوع من التفاسير .
    ونذكر منها على سبيل المثال : تفسير الامثل والبرهان والكاشف والبيان في تفسير القران وتفسير الاحكام وغيرها من التفاسير ... والذي جمع أغلب هذه الانواع من التفاسير في كتاب واحد هو العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي ( قدس سره الشريف ) في كتاب اسمه الميزان في تفسير القرآن حتى انه يقال :
    عندما جُدد طبعه كان السيد الخوئي ( قدس سره ) قد بدأ بتفسير القرآن واسمه ( البيان ) وقد كتب منه الجزء الاول والثاني على ما أظن , فجيئ بنسخة من تفسير الميزان الى السيد الخوئي , ولما اطلع عليه قال : هذا يكفي عني فإنه يشتمل ويحتوي على اغلب التفاصيل , وتوقف عندها عن كتابه البيان الذي بدأ كتابته لتفسير القرآن , والميزان هو على مستوى من البحوث ويحتاج القارئ الى الأتكاء على الله ومن ثم شخصاً ليفسر له مافيه .. ولذلك سوف نتوكل على الله ونختار تفسير الميزان لنفسر سورتيّ الحمد والاخلاص , بالاضافة الى تفاسير اخرى حتى نعطي القارئ الكريم بعض وقليل من جوهرة هاتين السورتين ان شاء الله تعالى ...
    ان لسورة الفاتحة عدة اسماء من ضمنها , أمُّ الكتاب , المباركة , الفاتحة , الحمدّ , السبع المثاني , وغيرها ...
    تتكون السورة من سبعة آيات , بعض العلماء يعتبرون أن ( بسم الله الرحمن الرحيم ) جزء من السورة , وهم علماء مدرسة اهل البيت ع , والبعض الاخر لايعتبرون البسملة جزء من السورة , ولكن يعتبرون بعد كلمة ( انعمتَ عليهم () غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) هي ايات منفصلات , بمعنى آخر لايرقمون البسملة برقم واحد وهذا موجود في بعض المصاحف المطبوعة عند المذاهب الاخرى غير الامامية هكذا :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين (1) الرحمن الرحيم (2) مالكِ يوم الدين (3) إياك نعبُدُ وإياكَ نستعين (4) آهدنا الصراط المستقيم (5) صراط الذين انعمت عليهم (6) غير المغضوب عليهم ولا الضالّين(7)
    هكذا يقسمون السورة سبعة آيات ولايعتبرون البسملة جزءا منها وهذا له تعليل وسبب سوف نأتي عليه فيما بعد ان شاء الله تعالى ...
    ___________________


    هااا شلون شفتون التفسير حلو لو لا ( اكيد لطيف ان شاء الله ) الله يحفظكم ويرعاكم ويوفقكم لكل خير ونشوفكم على خير


  2. #2
    مشرفة منتدى المكياج والأزياء والديكور الصورة الرمزية همسات وله
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    البحرين دار الزين
    المشاركات
    7,224
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    375

    رد: لغير المصلين وقراء القران الكريم

    اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد

    السلام عليكم ورحمة الله ...

    أحسن الله اليكم اخواني جميعاً للمتابعة والقراءة , نسأله تعالى ان يتقبل اعمالنا واعمالكم بالقبول الحسن ان شاء الله تعالى ...

    انما نحن عرضنا بخدمتكم في تفسير سوّر القراءة في الصلاة المفترضة , لانها ركن اساسي في قبول الصلاة , الصلاة بقراءة غير صحيحة , كهواء في شبك , ليس منها نفع بل ضرر , وان المكلف لم يفرغ ذمته من الواجبات الالهية ...

    يقول علماء المذاهب , المالكي والحنبلي والشافعي والحنفي : أن البسملة اي ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ليست جزءا من القرآن , وهذا الكلام معناه ان هذه الجملة , ليس قول الله تبارك وتعالى , وانما كتبها النبي محمد ص , وكان يفصل بين سورة واخرى بالبسملة حتى لايشتبه على المسلمين السوّر , ومن هذا الراي بنى ابناء هذه المذاهب على عدم اشتراط قراءت البسملة في سوّر القران , وهنا دار خلاف بين علماء هذه المذاهب حول البسملة في سورة الحمد ( الفاتحة ) فمنهم من اشترطها في سورة الحمد فقط واصبحت ترقم برقم (1) وهذا ما يتواجد حاليا في مطبوعات القرآن الكريم في الحجاز وغيرها , ومنهم مَن قال ان البسملة لاتشترط حتى في سورة الحمد ولذلك تكتب فقط ولاتقرأ عندهم , ولكن اتفق الجمعان على انها متكونة من سبعة آيات , وهنا نقف عند احدى المفارقات والاتهامات التي يتهمون بها مذهب أهل البيت ع , فيقولون : ان علماء مذهب أهل البيت ع ( الامامية ) يدّعون تحريف القران الكريم , والتحريف معناه , التغيير اما الحذف او الزيادة في قول الله وكلامه , فإن حذفت البسملة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) من السوّر القرآنية , هل يعتبر تحريف في القرآن ام لا ..؟ على اقل التقديرات جاء بها النبي محمد ص وعمِّل بها في حياته وتعتبر سُنة نبوية والنبي لاينطق عن الهوى .. فأين وقع التحريف هنا عند مذهب الامامية أم عند المذاهب الاخرى ..؟ الجواب عند القارئ الكريم , بعد ان يطلع على رأي المذهب الامامي ان شاء الله تعالى , وكيف سيتعامل المكلفون بمثل هذه الآراء في واجباتهم ومستحباتهم من العبادات , رمتني بداءها وانسلّت ...
    الان اصبح عندنا رأيان , رأي لا يشترط البسملة في سورة الحمد ولايشترطها بالسور الاخرى ...
    والرأي الآخر يشترط البسملة في سورة الحمد ولايشترطها في السوّر الآخرى ...
    فلو أن المكلف الآخذ على رأي الاول ووقف يؤدي صلاته لله تعالى , ولم يقرأ البسملة في سورة الحمد ولا الاخلاص , فكيف يكون عمله .؟
    وكذلك المكلف الآخذ بالرأي الثاني , اذا أراد ان يقف لأداء الصلاة الواجبة بدون البسملة في سورة الاخلاص , كيف يكون عمله العبادي .؟
    واركان الصلاة متفق عليها وهي : تكبيرت الاحرام , القراءة , الركوع , السجود , التشهّد .. وان اي خلل من هذه الاركان تعتبر الصلاة باطلة , وهذا متفق عليه عند كل المذاهب الاسلامية . فإذا كانت القراءة او اي ركن من الاركان غير كامل فالصلاة غير كاملة اي غير مقبولة . وهذا ماهو حاصل فعلا عند اخواننا المسلمون فإنهم لايقرؤن البسملة في صلاتهم الا بسورة الحمد واما السوّر الاخرى فيقرؤنها بغير البسملة . لانريد ان ندخل في تفاصيل دقيقة وفي جوانب اخرى ونكتفي بهذا الباب . ولذلك العلماء يطول حسابهم ووقوفهم بين ايادي الرب الجليل للحساب , بما افتيت , وبما نهيت , وبما أمرت , وووو الخ ... وإلا هذه الرعية ماذنبها , حتى تكون اعمالها مبتورة لمجرد رأي أستند على باطل ودخل محول الملوك والسلاطين بغير الحق .

    ______________

  3. #3
    مشرفة منتدى المكياج والأزياء والديكور الصورة الرمزية همسات وله
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    البحرين دار الزين
    المشاركات
    7,224
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    375

    رد: لغير المصلين وقراء القران الكريم


    إنّ القران الكريم مُقسم الى سوّر , وكل سورة فيها مضمون يتحدث عن حدث او واقعة او غيرها , وان كل سورة تريد ان توصل فكرة معينة , ومن باب التشبيه , كالكاتب لقصة , الذي يريد من خلال احداث القصة ان يوصل القارئ الى هدف معين او نقطة معينة او فكرة , فمثلا , بطل القصة ( زيد من الناس ) واحداث القصة تدور بين مجموعة اشخاص , فالكاتب لايسلط الضوء على كل المجموعة في هذه القصة , وانما يختار مايخص الجانب الذي يريد ان يظهره في شخصية ( زيد ) , وفي قصة اخرى للكاتب نفسه نجده تناول شخصية ( زيد ) ولكن سلط الضوء على جانب اخر من شخصيته او حياته , اي أظهر الكاتب في كل قصة جانب من جوانب ( زيد ) او حياته بما يحتاجه لتوصيل الفكرة او الحدث للقارئ , فلو ان القارئ جمع من كل قصة جانب من جوانب شخصية ( زيد ) لحصل على صورة كاملة لـشخصيته وهكذا , والمجال مفتوح والمساحة واسعة عن الامثلة في حياتنا اليومية مثل , فليم تلفازي او مسلسل او قصة روائية وغيرها نستطيع تطبيق الفكرة عليها ...
    القرآن الكريم هكذا .. كل سورة منه لها أهداف وجوانب متعددة , اهداف عامة , واهداف تفصيلية , يريد الله تعالى ان يوصلها من خلال قصة السورة او مضمونها الى الخلق كما ورد في قوله تعالى (( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ )) .
    فالسورة عندما تريد ان تتناول قصة نبي من الانبياء ع أو قصة لأمة او لأقوام سبقتنا , لاتتحدّث عن كل جوانب وحياة ذلك النبي ع , كيف ولد وكيف عاش وكيف مات وماذا كان عمله او الامة او الاقوام , وانما تسلط الضوء على الهدف او الحدث الذي نزلت من اجله تلك السورة , وتختار المقطع الذي يخدم هدف وفكرة السورة , ولذلك نرى عندما نريد ان نأخذ اي قصة من قصص الانبياء عليهم السلام نراها موزعة ومقطعة بين سوّر كثيرة من القرآن الكريم , لأن تسليط الضوء على هذا المقطع الزمني من حياة ذلك الرسول او الحدث المعين من حياة الرسول هو الذي يخدم هدف هذه السورة او تلك .
    إذن كل سورة من سوّر القرآن الكريم لها هدف معين خاص بالسورة , والبسملة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) جزء من هدف تلك السورة , وبمعنى آخر أن البسملة مرتبطة بأحداث تلك السورة , ومن هنا يتبين لنا أنّ كل( بسملة ) لها معنىً خاص بها , ومختلف عن البسملة الاخرى . فمن حيث اللفظ هي ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ولكن من حيث المعنى يختلف من مكان لآخر , ومن سورة لأخرى . نبسط للقارئ الكريم هذا الكلام ونشرحه ...
    يقول علماء الامامية ( مذهب اهل البيت ع ) وهذا رأيهم :
    أنّ كل بسملة لها مُتعلّقٌ , ومُتعلق الشيء يدل على مُتعلقهِ بالمعنى , وإن آية البسملة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) معناها بالتبسيط : أبتداُ بإسم الله العمل الفلاني ( صعود السيارة ,

    أبتدأ بإسم الله الاكل , ابتدأ بإسم الله شرب الماء , أبتدأ بإسم الله ركوب الخيل , وهكذا جميع امورنا ) إذن كل شيء اريد ان اقوم بعمله أبتدأه بإسم الله , كما وردت في الايات الشريفة ( وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها ان ربي لغفور رحيم ) وفي قوله تعالى ( وانعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون ) وفي آية أخرى ( ولا تاكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق ) وفي آية اخرى ( فكلوا مما امسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه ) , من هذا نستنتج ان اي عمل نريد القيام به لابد من ان نذكر اسم الله قبل ابتدائه لتحل فيه البركة والخير , والروايات عن النبي محمد ص كثيرة بهذا الباب , يستطيع القارئ استخراجها من بطون الكتب عند جميع المذاهب الاسلامية ...

  4. #4
    مشرفة منتدى المكياج والأزياء والديكور الصورة الرمزية همسات وله
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    البحرين دار الزين
    المشاركات
    7,224
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    375

    رد: لغير المصلين وقراء القران الكريم


    نحن قلنا ان الآية ( بسم الله الرحمن الرحيم ) مرتبطة بمعنى العمل الذي يليها , وهذا مايطلق عليه باللغة ( متعلّق ) فلو اننا نقلنا هذا الكلام الى القرآن الكريم والسوّر فيه , فيكون في سورة الفاتحة , أبتدأ الحمد لله والثناء بسم الله , وفي سورة اخرى , ابتدأ ألم () ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين بسم الله الرحمن الرحيم , في سورة البقرة , وهكذا بقية السوّر , هل أن معنى البسملة في سورة الفاتحة مثل معنى البسملة في سورة البقرة .؟
    الجواب : كلا , لان الاولى تعطي معنى الحمد والثناء , والثانية تعطي الكتاب الذي لاشك فيه ولالبس بإن يهدي الى صراط الله , الاثنان مختلفان , نضرب المثال الاتي لتقريب المعنى اكثر : هل يمكن ان نجلس على مائدة الطعام لنأكل ونبتدأ الاكل بقولنا : بسم الله اركب السيارة .؟ بالتأكيد الحاضرون سوف يسخرون من هذا القول بل يتهمونه بالجنون , والعكس كذلك ..

    انتباه مسألة فقهية مهمة جداً :
    وعلى ما تقدم من التوضيح لبيان جزئية البسملة من سوّر القرآن الكريم فقد ذهب اغلب فقهاء مذهب أهل البيت عليهم السلام الى أن على المكلف أن يحدد السورة التي يقرأها مابعد الفاتحة في ركعات الصلاة الاولى والثانية قبل البدأ بقراءة البسملة , وان دخل المصلي بقراءة البسملة قبل ان يحدد السورة قبلاً فيجب عليه إعادة البسملة من جديد وان مضى بالقراءة متعمدا وفرغ من صلاته , فإن صلاته تعتبر باطلة وغير مجزية , وهذا الرأي المشهور ومنهم السيد الخوئي ( قده ) في منهاج الصالحين \ العبادات باب الصلاة واركانها .
    واما عند السيد السيستاني ( دام ظله الوارف ) فيجوز قراءة البسملة قبل تحديد السورة في الصلاة وغيرها ...
    ونحن منهجنا في الفقهيات منهج احتياط , إذا كان بدون تكلّف , وإلا رجعنا الى التقليد بأعمالنا , ولذلك نأخذ بالرأي الاول والمشهور حتى نبرأ ذمتنا , ونكون عملنا بالرأيين معا في آن واحد ان شاء الله تعالى ..

    فلولا المضمون لم يكن ابتداء , ولم يكن عمل , والبسملة تكون مجرد كلام لامعنى له ولا مضمون , وعلى هذا يجب ان يحدد السورة التي يقرأها المصلي او قارئ القرآن قبل قراءة البسملة , على الرأي المشهور عند علماء المذهب الامامي ..
    الى هنا أخذنا فكرة عن الجنبة الفقهية , والجنبة التفسيرية , للآية الشريفة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ...

  5. #5
    مشرفة منتدى المكياج والأزياء والديكور الصورة الرمزية همسات وله
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    البحرين دار الزين
    المشاركات
    7,224
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    375

    رد: لغير المصلين وقراء القران الكريم


    قال تعالى ( قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) سورة النمل ...
    نفهم من هذه الآية الشريفة , ان آية البسملة يتداولها الاقوام قبل البعثة النبوية الشريفة ( الاسلام ) فماهو تفسير هذه الاية وما المراد منها بأن تكتب وتلفظ في بدايات الخطابات والعمل .؟ وكل منا يعرف تمام المعرفة انه لم يكتب هذه الآية الشريفة في نهاية خطابه ( الرسائل ) او في القاء الخطب في المحافل والمناسبات , وانما يبتدء بها كلامه وقوله وعمله ...
    من حيث الاعراب ( النحو ) يقول العلماء هكذا :-

    بسم : الباء , حرف جر , آسم , اسم مجرور بحرف الجر الباء بالانخفاض ( الكسرة ) , وهو مضاف ..
    الله : لفظ الجلالة مضاف اليه مجرور بالانخفاض ..
    الرحمن : واصلها بالكتابة ( الرحمان ) حذفت الالف خطا , واعرابها ,, نعت ( صفة ) وتتبع المنعوت بحركته الانخفاض , وهي على وزن ( فعلان ) باللغة ..
    الرحيم : ايضا نعت ( صفة ) وتتبع المنعوت بالانخفاض , وهي على وزن ( فعيل ) باللغة ..

    ____ وان بقيّ وقت لدينا في نهاية التفسير سوف نعرج على التفسير النحوي والتحقيق به ان شاء الله ____
    ونبدأ الان بكلمة ( بسم ) والرأي المشهور
    فيها :
    يقولون : أن ( الباء ) حرف جر باللغة العربية ( النحو ) ومشكلة حرف الجر أنه لايظهر معناه إلا إذا ارتبط وتعلّق بغيره , وإذ
    رد في الجملة الكلامية , فلابد من وجود مدلول يدل عليه , ومثال ذلك : كل منا يسمع الاخبار والنشرات الاخبارية , وسمعنا المذيع يقول :
    والخبر الاخير يأتيكم من المنامة ... كذا وكذا ..
    من المنامة : هنا جار ومجرور وحرف الجر هو ( مِنْ ) , ولكن لم يظهر معناه للمستمع بهذه الصيفة ( من المنامة ) , لانها لم تعطي السامع كلاماً مفيدا او جملة تامة , بمعنى اخر ان هناك شيء يتعلق بجملة ( من المنامة ) يربط معناهما حرف الجر ( مِنْ ) , اذن هي متعلقة بشيء آخر , فإذا كان حرف الجر مرتبط او متعلق بكلمة ( الخبر ) في المثال اعلاه , نفهم من الجملة ان هناك شيء ما حدث في المنامة وهذا الخبر او النبأ قد حصل بالمنامة ...
    وإذا قلنا أن حرف الجر ( مِن ) متعلق او مرتبط بكلمة ( يأتيكم ) في كلام المذيع اعلاه , فنفهم حينئذٍ أن الخبر او النبأ يذاع من ستوديوهات المنامة ولم يحصل او يحدث في المنامة ( وان شاء خبر مفرح وفيه سرور بموت الظالم قولوا ءامين ) والامثال كثير على ذلك ,,
    ففي كلمة ( بسم ) يوجد ( الباء ) حرف جر ويوجد ( اسم ) محله الاعرابي اسم مجرور , فأين متعلق او مرتبط حرف الجر ( الباء ) فيها .؟
    نحن بالمثال الاول ربطنا بين الخبر والمنامة بحرف الجر ( مِنْ ) , واللفضان كانا موجودين بالجملة , ولكن في البسملة وحسب اعرابنا لها آنفا , لايوجد متعلق لحرف الجر , اذن هذا حرف الجر ربط بين مَن ومَن .؟
    يرتبط بلفظ الجلالة , او يرتبط بالرحمان , او يرتبط بالرحيم , او غيرهما .؟
    هنا يقول العلماء : إن حرف الجر ( الباء ) واسمه المجرور ( اسم ) لم يرتبط بأي كلمة في الجملة الكلامية ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وانما ارتبط بمحذوف او
    ا ومتعلّق بمحذوف , فما هو المحذوف هنا .؟ لاننا إن لم نجد المتعلّق فليس للجملة اي معنى او اعتبار , حسب مثالنا السابق , بل ويتغير كل المعنى أصلاً , ومثالهُ : ضَربتُ بالعَصى , فإذا رفعنا حرف الجر الباء , أصبحت الجملة هكذا : ضَربتُ العَصى , وهذا لم يطابق المعنى بالجملة الاولى ...

  6. #6
    مشرفة منتدى المكياج والأزياء والديكور الصورة الرمزية همسات وله
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    البحرين دار الزين
    المشاركات
    7,224
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    375

    رد: لغير المصلين وقراء القران الكريم

    نحن شرحنا في بداية الموضوع معنى البسملة بمتعلقها وقلنا , هي بمعنى الابتداء بإسم الله في كل عمل او حركة او ايّ شيء آخر بصورة اجمالية أو بصورة مختصرة , ومن ثم شرحنا المتعلّق بنوع من التفصيل , لان شرحها وتحقيقها كان بطرق مختلفة , العرفانية , واللغوية , والحسابية , والعقائدية ... الخ وآراء العلماء كثيرة , ولايسعنا المقام للتطرق اكثر من هذا حتى لايتشتت الموضوع ...
    المهم : نحن الان نبحث عن متعلّق حرف الجر ( الباء ) في البسملة , والرأي المشهور عند أغلب علماء المذهب الامامية , وحتى بعض من علماء المذاهب الاخرى متفق معهم عليه وهو :
    ان البسملة معناها كما اشرنا اليه سالفاً , أبتدأ بإسم الله الرحمن الرحيم , أيّ ابتدأ العمل الفلاني ..كذا وكذا .. بإسم الله , إذن حرف الجر ( الباء ) متعلّق بمحذوف تقديرهُ كلمة ( أبتدء ) وإذا أردنا ان نصيغ الجملة بصيغة اخرى فتكون هكذا :
    بإسم الله أبتدأ به رضاعة طفلي ( على سبيل المثال ) او بإسم الله الرحمن الرحيم أبتدأ به نهاري او صباحي ( عند النهوض من النوم في الصباح ) ونستطيع ان نقولها بهذه الشاكلة , أسم الله أبتدأ به رسالتي او خطابي او كلمتي .. وهكذا , ولتقريب المعنى نضرب المثال الاتي :
    نحن نسمع بل نقولها عندما يعثر شخص ما امامنا , او احد الاطفال يسقط على الارض , ننادي عليه ( اسم الله ) وحتى الذي يغص بالماء عند شربه نقول له ( اسم الله , اسم الله , اسم الله على اسمك ) وهذا معناه إسم الله ابتدأ به دفع الشر , او أبتدأ بـ ( إسم الله الرحمن الرحيم ) لدفع الخطر او الضرر عنك ...
    إذن متعلّق الباء في البسملة هي كلمة إبتدأ المحذوفة التي يقع عليها التقدير والتي يربطها ( حرف الجر الباء ) ومضمون العمل الذي ستقوم به بعد ذلك , كما في مثالنا في الخبر من المنامة , كذلك في السوّر القرآنية , في سورة الفاتحة مثلا , معنى البسملة , أبتدأ بـ ( سم الله الرحمن الرحيم ) الحمد لله والثناء ( لان المعنى الاساسي لسورة الفاتحة هو التحميد ) أبتدأ حمد الله بسم الله الرحمن الرحيم , ابتدأ توحيد الله بسم الله الرحمن الرحيم , في سورة الاخلاص ,, وهكذا بقية السوّر , فمعنى الحمد في الاولى ليس كمعنى التوحيد في البسملة الثانية , لكون المضمونين في معنى السوّر مختلفين , بإختلاف اهدافهما وفكرتهما , وسبب نزولهما , كما سيأتي بيانه لاحقاً ان شاء الله تعالى ...
    هذه كانت توضيحات بسيطة جداً عن المتعلّق ومعناه في البسملة لمن أراد الاطلاع عليها للمعرفة , ونرجوا ان لانكون قد
    اثقلنا
    على القارئ الكريم في حديثنا , والله ولي التوفيق .
    نأتي هذه الليلة المباركة لنأخذ طريقة كتابة الآية الشريفة ( بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) :-
    ان كتابة
    الاية الشريفة البسملة في الاصل هكذا : بإسمِ اللّهِ الرَّحْمانِ الرَّحِيمِ , ونأتي الى كلمة ( بإسم ) وهنا آراء للعلماء الاعلام اللغويين والفقهيين وغيرهم , يقولون : ان حرف الجر مثل ( الباء ) اذا دخل على الكلمات لايغير منها شيء مثل : الكتاب , فتصبح , بالكتاب ,, ولكن في البسملة حذفت الهمزة في كلمة ( إسم ) بعد دخول حرف الجر الباء لكثرة الاستعمال , وحتى تخفف باللفظ والكتابة , واذا كُتبت بالالف ( بإسم ) في البسملة تعتبر غلط إملائي , وكل همزة وصل يقع بين الكلمات في الجملة يدرج لفظاً , اي لايلفظ , وهناك تفاصيل لاتهمنا الان , ولاندخل بها القارئ الكريم , ونأخذ مايهمنا من مضمون الموضوع , لانه سوف ندخل بالادغام واحكامه والحروف القمرية والشمسية وامور اخرى ...
    المهم : ولذلك يوجد اشكال شرعي في كتابة ( بإسمه تعالى ) هكذا ( بسمه تعالى ) او غيرها من صفات او اسماء الله مثل ( بسم السلام او المهيمن او الرحيم وغيرها ) ..

  7. #7
    مشرفة منتدى المكياج والأزياء والديكور الصورة الرمزية همسات وله
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    البحرين دار الزين
    المشاركات
    7,224
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    375

    رد: لغير المصلين وقراء القران الكريم


    أخذنا طريقة كتابة آية البسملة , على رأي العلماء من الفقهيين واللغويين , وطرحنا الاشكال في كتابة ( بإسمه تعالى ) بهذه الكيفية ( بسمه تعالى ) فيعلل العلماء ان كتابتها بحذف الالف ليس له مبرر او مُسوّغ , لكون الالف حذفت في الآية لكثرة الاستعمال , ولكن في ( بإسمه نستعين , بإسمه تعالى ) لامبرر لكثرة الاستعمال , وعلى هذا يعتبره العلماء غلط املائي وفيه اشكال شرعي ,إلا اذا كان المقصود منه الصفة فقط وليس حقيقة الاسم كما في قولنا ( بسم النور ) او ( بسمك الوضاح ) فتصبح مجرد القول باسم الصفة لاغيرها , فلا اشكال في ذلك . وسنأتي الى تفصيل ذلك لاحقاً , ومن هذا توضح لنا الروايات المتواترة عن النبي ص واهل البيت ع أن ( كل أمر لايبتدأ بإسم الله فهو أبتر ) والابتر معناه غير مبارك وقليل الخير , وعلى هذا الاساس بَنى العلماء رأيهم على كثرة الاستعمال ...

    إسم : إن الاسم باللغة العربية يدل على شيء او مسمّى , أي يستخدم للدلالات , وكل إسم يدل على مدلول له ( وسنشرح المدلولات المنطقية والفلسفية في نهاية تفسير الاية لمن أراد التوسع بالموضوع ) .
    وكلمة ( إسم ) حسب رأي العلماء .. قد يكون مشتق من _ السمّو , الرفعة _ مثل : فلان منزلتهُ سامية , بمعنى رفيعة وعالية ..
    وقد يكون مشتق من .. السِمة او العَلامَة , مثل : فلان سِمتهُ البياض والحمرة , اي علامته ابيض أحمر ,, وهذا هو المعنى الدقيق لكمة ( إسم او الاسم ) وهناك معاني اخرى مثل : صفة , خاصية .. وغيرها , وهذه المعاني تقريبية وليست المعنى
    الدقيق ..
    ويقول العلماء ايضاً : ان أصل كلمة ( إسم ) هو ( الوسم ) والوسم هو العلامة , كما في قوله تعالى ( سيماهم في وجوههم من اثر السجود ) وفي آية اخرى ( تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر ) ونفهم من هاتين الايتين الشريفتين ان السمة هي العلامة , فأصل الكلمة ( الوسم ) حذفت الواو وعُوض عنها بالهاء او التاء المربوطة في نهاية الكلمة فأصبحت (السِمَة ) ويدل على ذلك الشيء المسمّى , وهذا مختصر مفيد .

    اللهِ : لفظ الجلالة , إسم علم للذات الالهية المقدّسة , واسم العلم معناه , أن اسم ربّ العالمين هو ( الله ) كما في تسميتنا لأبناءنا واولادنا الله يحفظهم ( زيد , عَمْر , علي ... الخ ) فربّ العالمين إسمه ( الله ) وكما أن ( زيد وعَمْر وغيرهم ) أسماء اعلام , كذلك ( الله
    ) أسم علم أيضاً , والاسم يدل على حقيقة الشيء او ذاته او ماهيته , ونقرب المعنى بالمثال التالي :
    عندما نقول : ( لاإله إلا الله ) هذه الجملة هي كلمة توحيد في الفقه الاسلامي , ولكن عندما نقول هكذا : ( لا إله إلا الخالق , او , لا إله إلا الرحمن ) فهل هذه كلمة توحيد تعتبر في الفقه الاسلامي .؟
    الجواب : على رأي العلماء الاعلام , لاتعتبر كلمة توحيد ,
    وليست كلمة توحيد , بل يعتبرونه مجرد كلام , لماذا .؟
    يقولون : ان كلمة الخالق او الرحمن , عامة وشاملة , وقد تشمل الانسان مثلا : خالق المذياع , خالق الثلاجة , وغيرهما , كما في قوله تعالى ( تبارك الله أحسن الخالقين ) وجاءت بصيغة الجمع , بمعنى تطلق هذه الكلمة ( الخالق ) على غير الله تعالى , وكذلك الرحمن , الانسان قد يكون في بعض الاحيان مشمول بهذه الصفة كأن يتصدق او يعطف على الكبير والصغير ويحترم الاخرين ويؤدي التزاماته الدينية , فينال صفة الرحمان كذلك , إذن نحن لم نحدد في عبارة ( لاإله إلا الخالق او الرحمن ) لانه لايدل على حقيقة اسم متفرد مدلول عليه ....

  8. #8
    مشرفة منتدى المكياج والأزياء والديكور الصورة الرمزية همسات وله
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    البحرين دار الزين
    المشاركات
    7,224
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    375

    رد: لغير المصلين وقراء القران الكريم


    وهكذا فإن كلمة الخالق او الرحمان او السلام او المهيمن او القادر وغيرها من الصفات ل, لاتعتبر كلمة توحيد , لانها لاتدل على التفرد والوحدة , وانما تشمل المخلوق كذلك , فعندما نقول بإسم الرحمن , عبرنا عن صفة عامة بغض النظر عن النية او القصد , فإنا نريد ان يفهمها قارئها بأن المقصود هو ( الله ) تبارك وتعالى , ولكن عندما نقول بإسم الله , نحن حددنا التوحيد والانفراد بلفظ الجلالة , وربّ الارباب , وربّ العالمين , ولايوجد له مكافئ أصلاً , لان اسم العلم ( الله ) شمل كل معاني الحقيقة والذات , كما في قولنا , لم يأتينا إلا زيد , فيفهم السامع ان ( زيد ) أتى عليهم , ولكن عندما نقول : لم يأتينا إلا طالب المدرسة , هنا السامع لم يفهم مَن هو طالب المدرسة , قد يكون زيد أحدهم , وقد يكون غيره الذي أتى , وهكذا ...
    وعلى هذا الاساس والدليل اللغوي , جاء رأي العلماء , ان عبارة ( لاإله الا الخالق ) ليست كلمة توحيد , لانها لاتدل على حقيقة إسم علم وهو ( الله ) وانما لها خيارات متعددة , قد يكون الله واحدا من الخالقين .
    وهناك رأي آخر لعلماءنا ايضاً ويقولون : لماذا أتت جملة ( بسم الله ) بهذه الصيغة في آية البسملة , ولم يأتي غيرها , مثل نستعين الله لعمل .. كذا وكذا .؟ وهذه إحدى الامور التي تجنبناها في معاني المتعلّق بالباء ولكن هنا نوضح مايخص هذه النقطة ...
    يقول العلماء : انتبه أيها القارئ الكريم لما سنقوله الان واحفظه جيدا حتى تضعه نصب عينيك عندما تريد ان تقسم بالله في أثناء كلامك وحديثك لتأكيد ودعم قولك وتصديقه ....
    ان آية البسملة وردت في قول الله تعالى هكذا ( بسم الله الرحمن الرحيم ( ولم تريد بصيّغ أخرى لآمور كثيرة ومنها :-
    ( اولاً ) لانها أكثر تأدباً للمخاطب , كيف يعني هذا الكلام .؟
    معنى هذا الكلام , أن الانسان او المخلوق لايستطيع ان يبدأ بكلمة ( الله ) يعني ( بالله ) لعظمته , وجلال قدسه , وعزته , وكبريائه , وسلطانه , وقدرته , وجبروته .... الخ صفات الذات الالهية المقدسة , وانما بإسمه يكفي , بمعنى لااستطيع ان أتجرأ على لفظ ( بالله ) مباشرة , لعظمته وقدرته , وانما التبرك والتمسك بالاسم يكـــــــــــــــفي , بإسمك يالهي نموت ونحيى , فكيف نتجرأ عليك بلفظ اسم الذات الالهية المقدسة باليوم عشرات المرات بهتانا وزورا , كيف ذلك يامسلم , يامن تدعي لنفسك الايمان والاسلام , تحلف في اثناء حديثك والله والله والله ... والاسم كما قلنا يدل على حقيقة المسمى ودلالات اسم ( الله ) تدل على صفاته الذاتية التي تهز العرش والسموات والارضين , ويسجد لهذا الاسم جميع المخلوقات تعبدا وطاعة وتعظيما , لمجرد سماعه ...

  9. #9
    مشرفة منتدى المكياج والأزياء والديكور الصورة الرمزية همسات وله
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    البحرين دار الزين
    المشاركات
    7,224
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    375

    رد: لغير المصلين وقراء القران الكريم


    اخذنا النقطة الاولى في صيغة البسملة ( بسم الله ) ولم ترد هكذا ( نستعين بالله الرحمن الرحيم ) ولماذا جاءت كلمة ( اسم ) ولم تاتي غيرها , وقلنا ... انها اكثر تأدبا للمخاطب , وشرحنا معناها ,فهي تـُعبّر عن الاستعانة بالاسم والمسمّى معاً , فالاستعانة بالاسم يكفي تعظيما لله تعالى , فعندما نقول ( بسم الله ) فمعناها استعنا بإسم الله , وكذلك استعنا بالذات وهي حقيقة اسم ( الله ) , وهنا فرق بينما اقول .. استعين بالله , فقد استعنت بالله بدون مقدمات ادبية , وهو تعبير غير لائق لمخاطبة رب العالمين وعظمته وجبروته , وبينما اقول .. استعين بالذات الالهية المقدسة من خلال الاسم , بقولي بسم الله , وهذا تعبير في منتهى الدقة والآدب والتصاغر امام الذات الالهية المقدسة وحقيقة الاسم في الوقت نفسه , وبذلك حققت الاثنين معاً لزيادة الخير والبركة والفلاح والصلاح والنجاح ووو الخ في عملي ان شاء الله تعالى . اذن عندما اقول ... أبتدأ بسم الله الرحمن الرحيم عملي ... كذا وكذا ... اي بمعنى ابتدأ بالإسم وأبتدأ بالذات الالهية وجميع الصفات والكمالات في لفظ الجلالة ( الله ) وحتى يُبرّز الابتداء بالاسم قبل الذات او المسمّى , وهذه النقطة الثانية .
    الله : لفظ الجلالة , أصله ( إلَه ) همزة ولام وهاء مع الف قصيرة على اللام , حُذفت منه الهمزة ( إ ) وبقي ( لَه ) وعُوض عنها بالالف واللام ( أل ) فأصبحت ( أل ل أ هـ ) وهي كلمة ( الله ) الف ولام ولام والف قصيرة تكتب على اللام والهاء , وأصل كلمة ( إلَه ) جاء او اشتق اما من الفعل ( ألَهَ ) بفتح اللام ومعناهُ ( عَبَدَ ) , أو من الفعل ( ألِهَ ) بكسر اللام , ومعناهُ ( تـَحَيـّرَ ) . فكلمة ( ألَهَ ) بمعنى ( إلَه ) بالالف القصير على اللام ومعناه ( المَعبود ) ولانريد ان ندخل بإسم الفاعل وإسم المفعول , لان بحثنا ليس نحوياً ونقتصر على التنويه ...
    على كلٍ : ألَهَ - عَبَدَ ,, و إلَه - مَعبود , وبطريقة أخرى تكون , عَبَدَ - مَعبود , وان معنى ( ألَهَ ) هو تحيّرَت العقول والالباب في الذات الالهية المقدسة ان تحيط بها علما , وهذا ايضاً اشتقاق للاسم , ونستطيع ان نقولها بكلمة واحدة هي ( المُحَيّرْ ).
    وكما أشرنا سالفاً بأن اسم العلم ( الله ) وكل الصفات والاسماء الاخرى من اسماء الله الحسنى مثل : القاهر والعدل والباقي والمحيي والمميت والرازق والباسط والجبار والرؤوف وغيرها , هي اسماء لله جل وعلا , تدل على صفات الذات المقدسة , ولكن اسم العلم ( الله ) هو جامع لكل هذه الصفات والكمالات والاسماء التي لايعلمها الا الله تعالى , فعندما نقول ( والله ) في كلامنا , اي حلفنا بكل هذه الاسماء التي نعلمها والتي لانعلمها ومايعلمها الا الله , لاننا أقسمنا بحقيقة الذات الالهية , وهذا شيء عظيم عظيم عند الله, ومن هذا ورد في قوله تعالى ( ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم ان تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم ) بمعنى ان لاتحلفوا بالذات المقدسة لانها عظيمة على الله جل وعلا ...

  10. #10
    مشرفة منتدى المكياج والأزياء والديكور الصورة الرمزية همسات وله
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    البحرين دار الزين
    المشاركات
    7,224
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    375

    رد: لغير المصلين وقراء القران الكريم

    إذن إسم ( الله ) هو إسم للذات الالهية المقدسة الجامع لكل الصفات والكمالية والجلالية والجمالية وغيرها .. فعندما نقول ( الجبار ) أبرزنا صفة واحدة من صفاته الله تعالى , وعندما نقول ( الرحمان ) ايضاً نبرز صفة واحدة من صفات الذات المقدسة لله نبارك وتعالى , ولكن عندما نقول ( الله ) شملنا بها جميع تلك الصفات , وأشرنا بذلك الى كل ماتحمله الذات الالهية المقدسة , التي لايعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ...

    الرحمن ,, الرحيم : هاتان الكلمتان هما مشتقان من كلمة واحدة وهي ( ألرحمة ) والرحمان , معناها ذو الرحمة , اي صاحب الرحمة ,, والرحيم , معناها صاحب الرحمة ايضاً , ولكن طريقة الاشتقاق هنا تختلف من كلمة الى أخرى , لان الرحمان , على وزن ( فَعْلان ) واما الرحيم فهي على وزن ( فَعيل ) .
    يقول العلماء : ان اشتقاق الرحمن جاء صيغة المبالغة , والمبالغة معناها الشيء الاكبر من حجمه الطبيعي , والرحيم ,, جاءت على صيغة صفة مشبّهة , وهذا له بحث خاص به ونكتفي بالتنويه عنه فقط لمن رغب بالتوسع والبحث في التفاسير الادبية يجد مبتغاه ان شاء الله تعالى ...
    المهم : نحن لايهمنا المصطلحات الان , ولكن يهمنا المضمون .. فإن ( الرحمن ) هي معبّرة عن الرحمة ,, و ( الرحيم ) ايضاً هي تعبّر عن الرحمة , وهنالك آراء للعلماء فيها , فمنهم من يقول : ان الرحمن جاءت بالعموم , اي تشمل جميع الناس باختلاف تعبّدهم , والرحيم جاءت بالخصوص وتشمل بعضا من الناس الذين ىمنوا بالله واليوم الاخِر , وسنأتي لهذا الكلام فيما بعد ان شاء الله تعالى ...
    و للعلماء رأي آخَر فيقولون : ان كلمة ( الرحمن ) هي بمثابة ( لقب لله ) , كيف هذا , وما معناه .؟
    يقولون : هناك فرق مابين الاسم والكنية واللقب , فالاسم كما اوضحناه سالفاً انه يحمل حقيقة المسمّى , والكنية , مابدأ بأبو أو أم , مثل : كنية الامام علي ع , أبو تراب , أو كنية فاطمة ع : أم ابيها .. وهكذا , وليس شرطاً ان يكون له ولد اسمه تراب او غيره من الاسماء التي يكنى بها الشخص , وهذه الكنى لها ابعادها النفسية والمعنوية في بناء الشخصية الاسلامية , وهي سنة نبوية , ان يسمى المولود ويُكنى , على كلٍ .. نفهم من هذا قد لايجد المُكنى كنيته في واقع الامر , ولكن ( اللقب ) يختلف عن الاسم والكنية بأشياء ومنها : ان تطلق على ذلك الانسان القاب لأظهار وإبراز صفة من صفاته , الحميدة كانت , أم السيئة , مذمومة او محمودة .. مثل : شخص فيه عاهة ( عافاكم الله ) ويعرج من رجله , فيلقبه الناس بـ ( ألآعرج ) وهذه صفة مذمومة و وهنا يشير القرآن الكريم الى هذه النقطة في قوله تعالى ( يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون ) .
    وكما ان الامام علي بن الحسين عليه السلام , يلقب بالسجاد , لكثرة سجوده لله سبحانه وتعالى , وهذه صفة يحبها الله ورسوله والمؤمنون , إذن اللقب هو يطلق على الانسان لاظهار صفة معينة , , كذلك في كلمة الرحمن هنا , لكي نظهر صفة من صفات الله الحسنى , جاءت كلمة الرحمان في آية البسملة , ورأي العلماء هنا هو : ان كلمة الرحمن هي لقب من القاب الله تعالى , وهذا اللقب خاص بالله , ولايوصف به شيء آخر , ولكن هو ليس بإسم علم , والمتعارف عند الناس أن فلانا او فلانه إمرأة رحيمة , ولكن لايستطيعون ان يقولوا عنها انها امرأة رحمانية ... لماذا .؟

  11. #11
    مشرفة منتدى المكياج والأزياء والديكور الصورة الرمزية همسات وله
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    البحرين دار الزين
    المشاركات
    7,224
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    375

    رد: لغير المصلين وقراء القران الكريم


    وصلنا في تفسيرنا لكلمتي الرحمن والرحيم في آية البسملة , وقلنا .. ان المتعارف عند الناس , ان يطلقوا صفة الرحيم على الانسان , ولم يطلقوا صفة الرحمان , لان هذه الصفة خاصة بالله , واعتبرها بعض العلماء انها احد ألقاب الله جل وعلا , وفي نفس الوقت هي ليست إسم علم لله تعالى , وتدل على ثبوت الرحمة , كما في قوله تعالى ( كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم الى يوم القيامة ) وكذلك في قوله تعالى ( وربك الغفور ذو الرحمة ) .
    وهناك امور لانجد في التطرق اليها من فائدة للقارئ الكريم في الوقت الحاضر نتركها لحينها ولوقتها في كلمة الرحمن .

    الرحيم : كما قلنا انها مشتقة من ( الرحمة ) , وتدل على لزوم الرحمة ايضاً واستمراريتها , وهي ملازمة للرحمان , فهنا أصبح لدينا مفهوم , بأن توجد رحمة رحمانية , ورحمة رحيمية , ونأخذ فكرة بسيطة عنها الان ...
    الرحمة الرحمانية : يقول العلماء انها تشمل المؤمنين وغير المؤمنين ( اي شاملة وعامة ) ويعبر عنها بالرحمن ..
    الرحمة الرحيمية : يعبر عنها بالرحيم , وهي خاصة بالمؤمنين , وكما في قوله تعالى ( لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) وعلى هذا الاساس يقول العلماء ان الرحمة الرحيمية خاصة بالمؤمنين فقط , وتكن في الحياة الدنيا , لكون الاية تشير الى الاعمال والافعال , فإذا انشمل المخلوق برحمة الله تعالى في الدنيا , صلُحت اعماله ونال رضى الله سبحانه وتعالى , وهذا يؤدي به الى الشمول بها في الحياة الاخِرة ايضاً , كما تشير الاية الشريفة في قوله تعالى ( يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا ) ومَن هم الذين يأذن لهم الله بالقول في يوم القيامة .؟ الذين شملتهم الرحمة الرحيمية بالحياة الدنيا هم مَن يأذن لهم الله بأن ينالوا شفاعة الشافعين , لان الاية تشير الى الرحمن يخاطب الجميع , فيقول ياايها الخلق لاينال شفاعتي إلا مَن كانت لديه الرحمة الرحيمية , ورضيت له القول في يوم الحساب , وهذه الرحمة حصل عليها المخلوق في الحياة الدنيا بحسن اعماله وتقربه لله تعالى بعبادته , اما الرحمة الرحمانية , تشمل كل المخلوقات , وبما ان الحديث يدور حول بني آدم فسوف نختصر المفهوم على الانسان , اي الرحمة الرحمانية تشمل الانسان المؤمن بالله , وغير المؤمن ( المشرك والكافر ) كما تشير الاية الشريفة في قوله تعالى ( وقال الملا من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الاخرة واترفناهم في الحياة الدنيا ) وكذلك في قوله تعالى ( ولولا ان يكون الناس امة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون )
    ونفهم من هذه الايات الشريفة , أن الله يرزق الكافر والمؤمن في الحياة الدنيا , كما في قوله تعالى ( كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محضورا ) وهذه نوع من انواع الرحمة الرحمانية , الرزق والصحة والسلامة ووو الخ .. ولكنها في الحياة الدنيا , ولو كانت على غير ذلك , فهل يرزق الله الكافر بالنعيم في الحياة الاخرة .؟ حاشى , وكلا , فإن من ذات الله العدل , كما ورد في قوله تعالى ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لايستوون ) ولايستوون بمعنى لايتساوون بالجزاء في يوم الحساب , لان المؤمن له الجنة , والكافر له جهنم , ومن هذا أدركنا أن الرحمة الرحمانية تدل على العموم , وفي الحياة الدنيا فقط , واما الرحمة الرحيمية , فمن ينالها في الحياة الدنيا , فقد شملته في الحياة الآخِرة , لانها امتداد طبيعي لها , ومختصة بالمؤمنين فقط , كما في قوله تعالى ( ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين ) وكذلك في قوله تعالى ( فاتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة والله يحب المحسنين ) وهنا يُطرح هذا السؤال : نحن تكلمنا عن الرحمة الرحيمية وقلنا تشمل المؤمن في الحياة الدنيا والآخِرة , ولكن هل هناك رحمة رحيمية في يوم القيامة لغير المؤمنين .؟ وبصيغة أخرى لغير المصلين .؟

  12. #12
    مشرفة منتدى المكياج والأزياء والديكور الصورة الرمزية همسات وله
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    البحرين دار الزين
    المشاركات
    7,224
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    375

    رد: لغير المصلين وقراء القران الكريم


    نتوكل على الله ونواصل معكم سويا تفسير السوّر القصار من كلام الله جل وعلا في كتابه العزيز والقران المجيد , ولازلنا نبحث في معنى آية البسملة التي هي ابتداء الاعمال وافتتاح الخير والبركة قبل الافعال , وقلنا ان :
    الرحمة الرحمانية : تشمل عامة العباد ومنهم الكافر والمؤمن , وتخص الحياة الدنيا فقط , وتنقطع عند قبض الروح من قبل بارءها ..
    الرحمة الرحيمية : وتشمل المؤمنين فقط في الدارين الدنوي والاخروي , وهذا مايعبر عنه بكتابة الخطابات بـ ( سعادة الدارين ) اي الرحمة الرحيمية , لانها متعلقة بالمؤمنين في الحياة الدنيا , وتمتد معه الى مابعد قبض روحه وعروجها الى خالقها , اذن الرحيمية ممتدة مع العبد الصالح ترافقه في حله ورحاله , وهذا يتمثل لنا باعمالنا الصالحة ودرجة تقربنا من الله جل وعلا .
    وكان السؤال الذي ختمنا به اخر حلقة هو : هل هناك رحمة رحيمية في يوم القيامة لغير المؤمنين .؟
    هل يستفيد غير المؤمن من رحمة الله يوم القيامة .؟
    ج \ كلا .. لاتوجد رحمة رحيمية في الحياة الاخرة لغير المؤمنين , لانه لاتوجد رحمة رحمانية بعد ذلك , حتى ينشمل الكافر وغيره فيها . اين المفر , الهي ان كنت لاترحم الا المطيعين فمن للعاصين , وان كنت لاتقبل الا من العاملين فمن للمقصرين , الهي ربح الصائمون , وفاز القائمون , ونجى المخلصون .... الخ الدعاء .. وما تقدم هو التفسير الباطني لهذا الجزء من دعاء الافتتاح ... لاحظ عزيزي القارئ , هذا التناغم وهذا الترابط بين روايات الائمة بالدعاء والمناجات وبين آيات القرآن الكريم , فأي رحمة هذه التي حصرها بـ ( إلا المطيعين ) اي عبادك الصالحين , ونحن نتوسل وندعوا لاخرتنا وليس لدنيانا , اكيد الرحمة الرحيمية , لانها تمتد من الدنيا الى الاخرة مع المؤمنين , ونحن بحاجتها في يوم القيامة عند الحساب للعبور على الصراط ..
    نستنتج من هذا الكلام أن الرحمة الرحيمية هي التي توصلنا للشفاعة , ونيل رضا الله عز وجل ورسوله واهل بيته عليهم السلام , وستأتينا تفسير الشفاعة والصراط من ضمن الآيات اللاحقة ان شاء الله تعالى ..
    وهذا ماورد في الروايات عن ائمة اهل البيت ع :
    (( لاينال شفاعتنا مستخفاً بالصلاة ))وقد طرح احد الاخوة الله يحفظهم قبل فترة هذه الرواية ونقل وجوها لتفسيرها , وهناك وجوه اخرى ادق بالمعنى , ومنها ماذكرناه انفاً

  13. #13
    مشرفة منتدى المكياج والأزياء والديكور الصورة الرمزية همسات وله
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    البحرين دار الزين
    المشاركات
    7,224
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    375

    رد: لغير المصلين وقراء القران الكريم

    ندخل الآن في كيفية قراءت آية البسملة ...
    هناك اختلاف عند العلماء الفقهيين واللغويين حول الوقوف والوصل في الكلام , بالتحريك والسكون , ولكن الرأي المشهور والذي عليه اغلب العلماء يقول :
    ان العرب لاتقف في كلامها وحديثها على متحرك , ولاتوصل الكلام بالساكن .
    فمثلا : لايقولون اثناء قراءتهم للبسملة ( بِسمْ اللهْ الرحمنْ الرحيمْ ) , او يقفون ويسكتون على متحرك مثال : ( بسمٍ اللهِ ) ويقف بعد لفظ الكسرة في اخرة لفظ الجلالة .
    فإن اردوا الوقوف في اخر الكلمة , فإنهم يرفعون الحركة ( الضم والفتح والكسر ) ويضعون محلها ومكانها السكون ( بسم ِ اللهْ , الرحمن ِ الرحيمْ .. وهكذا ) اينما يريد ان يقف بالكلام يعمل السكون , وهذه بعض من قواعد اللغة العربية , وهي لغة اهل السماء والتوحيد .
    تكلمنا عن شرح آية البسملة المختصر المفيد , وبدأنا بكيفية قراءتها نحواً وفقهاً , ووصلنا الى الوقوف بالكلام , متى وكيف , واليوم نكمل قراءتها بوصل الكلمات مع بعضها ان شاء الله تعالى ..

    يقول العلماء اللغويين والفقهيين : ان العرب اذا ارادوا ان يوصلوا الكلام فلا يُسكّنوا أواخر الكلمات , إلا اذا ارتبطت بالضمائر او كانت فعل أمر او يتعذر من ظهور الحركة , وغيرها ...
    واذا كان حرف ساكن في اخر الكلمة , والتقت بحرف ساكنٍ في بداية الكلمة التي تليها فيكسرون آخر الكلمة , ومثال ذلك :
    (( قَالَتِ الْأعْرَابُ آمَنَّا )) كُسِرت التاء في الفعل ( قالَ ) ( تْ ) لانها ساكنة والتقت بهمزة الوصل ( آلْ ) واللام الساكنة , فيتعذر على الموصل بالكلام نطقهما , ولذلك حركوا التاء وانقلبت حركتها من ساكن الى مُنكسر .. هذا ولم ندخل في تفاصيل الحروف الشمسية والقمرية التي تكتب ولاتلفظ , لانه موضوع طويل ونكتفي بما يفيد التفسير فقط ..
    نرجع الى قراءت البسملة : فلا يمكن على رأي اغلب العلماء ( اي الرأي المشهور ) ان نلفظ آية البسملة بتسكين أواخر كلماتها عند الوصل والإسترسال بالقراءة , كما لايجدون في تقطيعها كلمة كلمة اي مبرر ومسوغ , إلا ما كان لديه العذر الشرعي , كأن لايجيد نطق اللغة العربية مثلا , او فيه مرض بالنطق , عافانا الله ,, وهنا الشيء بالشيء يذكر ..
    كان مأذن النبي محمد ص وهو بلال الحبشي ( رحمه الله تعالى ) لايستطيع نطق حرف ( الشين ) وينطقه ( سين ) فكان عندما يأذن يقول ( أسهدُ ان لا إله إلا الله ) فاشتكت قريش عند رسول الله ص بأن يكون المؤذن منهم وعربياً حتى يلفظ الاذان والشهادتين بصورة سليمة .. فردهم النبي ص بقوله ( إن سين بلال عند الله شين ) ( بعد انتم شنو ضاركم , اذا هي عند الله مقبولة , انتم شكو بعد , هذه افعالنا فقط المظاهر , وتأتي الى البواطن تجدها خالية خاوية , وبالخصوص في هذا الزمان , اليوم مصيبتنا مصيبة , تجده يصلي على اتم وجه وبالاحكام والقواعد بالقراءة والحركات , ولكن تقلبه ذات الشمال وذات اليمين تجده يحز في نفسه أثر الجاهلية ان يتركها , هذا العالم عربي وهذا العالم عجمي , وهذا من اتباع فلان , وانا من اتباع ومقلدي فلان من المراجع , كيف حكمت بهذا الحكم , وكيف تقبل صلاتك وانت لم تترك سبيل الجاهلية , أليس حديث النبي ص هو كلام الله جل شأنه .؟ والنبي ص يقول ( لافرق بين عربي وأعجمي إلاّ بالتقوى ) فكيف تفرق وتفرط في دينك ومذهبك بالقومية والجنسية .؟ انا لله وانا اليه راجعون , من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ..
    المهم : ان آية البسملة تُقرأ بحركات أواخر كلماتها على الاحوط وهو الرأي المشهور عند العلماء , فتكون هكذا :
    بِسْم ِِ الله ِ الرَّحْمن ِ الرَّحِيم ْ
    اذا اردنا الوقوف الى نهاية الاية .
    وعندما نريد ان نكمل قراءتها مع السورة نرجع حركة اخر كلمة ( الرحيم ْ ) الى أصلها ( الرحيم ِ ) باظهار الكسرة في آخرها ونكمل مابعدها .. وكثير ما استمع الى اخواننا الله يحفظهم يضم اخر كلمة ( الرحمن ِ ) فيلفظها هكذا ( الرحمنُ ) بدون ان يشعر بها , وعندنا اغلاط كثيرة في قراءة الايات القرانية ومنها البسملة سنأتي لذكرها في كل اية بعد التفسير ان شاء الله تعالى ..
    اما مايتخللها من احكام ملتزمة بقواعد نحوية وفقهية , والمتمثلة في لفظ الجلالة ( الله ) فهناك قاعدة تقول :
    إذا جاء قبل لفظ الجلالة ( الله ) حركة ( الكسرة ) أو حرف ( الياء ) فيلفظ بالترقيق بحرف ( اللام ) فيُقرأ هكذا ( بسم ِ ال لا ه ِ ) طبعا همزة الوصل قبل اللام تدغم باللام ( ال ) فتقرأ لاماً , لانها من الحروف القمرية , وهذا هو الترقيق اي التخفيف بلفظ اللام , وليس التفخيم او التضخيم , وهذا له حركات في موضع اللسان من الفكين , ومرتبط بصفائح الحنجرة , لايهمنا تفاصيله الان ...
    وقراءتنا اذا لم تكن سليمة كما مبينة اعلاه , ففيها اشكالات شرعية , وبالخصوص لمن عرف وتهاون , فأصبح متعمدا , لاسامح الله ..

  14. #14
    مشرفة منتدى المكياج والأزياء والديكور الصورة الرمزية همسات وله
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    البحرين دار الزين
    المشاركات
    7,224
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    375

    رد: لغير المصلين وقراء القران الكريم

    وصلنا الى كيفية قراءت لفظ الجلالة في آية البسملة , وقلنا انه يخفف بلفظ اللام وترقق لانها مسبوقة بالكسر , واما عن أواخر كلمتي ( الرحمن ِ الرحيم ِ ) فتلفظ الرحمان بالكسرة الواضحة كما في كلمة ( بسم ِ ) وهنا نود ان نوضح نقطة مهمة وهي :
    على القارئ عندما يأتي الى حركات الكسر و الضم و الفتح وهي الحركات الاعرابية , ويريد ان يلفظها اثناء قراءته لسوّر القرآن الكريم او غيره , أن لايمد الحركة اكثر مما يستحق اي لايشبعها , فعند اشباعها سوف تنقلب حركة الكسرة الى حرف ياءٍ , والضمة تنقلب الى حرف واوٍ , والفتحة تنقلب الى حرف الفٍ ( بالمناسبة ,, لايروح بالكم لبعيد في كلمة الاشباع .؟ يعني مو يوكلها خبز وعيش ورز , ويشربها مادري ايش , نحن نقصد بالاشباع اي يمدها اكثر بالقراءة ( نمزح معاكم فقط ))
    المهم : فعندما تنقلب الحركة حرفا , أصبح الحرف زيادة في الاية , وهذا فيه إشكال شرعي , يعني اوقعنا انفسنا بالتهلكة , وهذا مايقولون عنه الناس ( كم قارئ للقران والقرآن يلعنه ) فلا نمُّد الحركة في اواخر الكلمات اكثر مما تستحق بشيء بسيط , فقط اظهارها , ونحن نسمع يُمد الحرف في هذه الكلمة بمقدار ستة حركات وبعضها اربعة حركات وبعضها بحركتين , ومعنى هذا الكلام , انه حركة الكسرة في كلمة ( الرحمـن ِ ) مثلا : إذا نمُّدها بالمقدار الطبيعي القصير , تكون حركة واحدة , وهي ماتستحقه , وإذا نمُّدها بمقدار حركتين ( ِ ِ ) انقلبت حرف ياء ونلفظها هكذا ( إي إي ) فالسامع يسمعها بياء المتكلم هكذا ( الرحماني ) وهذا خلاف تفسير الاية , واما مايستحق المد بمقدار ستة حركات في أحكام التجويد , فهي للتأكيد على ان الممدود حرفاً وليست حركةً , ومثال ذلك في سورة القدر في قوله تعالى ( تنزل الملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ائكة والروح فيها ... الخ الاية الشريفة ) فهنا في كلمة الملائكة نمدها بمقدار اربعة الى ستة حركات حتى يتضح للسامع انها حرف الفٍ وليست حركة فتح او همزة , وكذلك في كلمة ( الرحيـ ـ ـ ـ ـ م ِ ) فإن الياء تُمد بمقدار اربعة حركات , لان هناك قاعدة سبق وان ذكرناها تقول : ان حروف , الالف , والواو , والياء , إذا أتت في أواخر الايات تُمد بمقدار اربعة حركات , وهذا مايسمى بـ ( المد العرضي ) , وسوف نتعرض لهذه الامور في اثناء شرحنا لقراءت السوّر ان شاء الله تعالى ...
    نرجع الان معكم الى منهجنا , ونحن قلنا في بداية الموضوع اننا سوف نتوكل على الله ونشرح بالرجوع الى أحد التفاسير , وقد خصصنا كتاب ( تفسير الميزان ) للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي ( قده ) ففي الصفحة 13 ج 1 هناك يقول في شرح آية البسملة :
    قوله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ربما يعملون الناس عملا أو يبتدؤن في عمل ويُقرنونه بإسم عزيز من اعزتهم او كبير من كبرائهم , ليكون عملهم ذاك مباركا بذلك , متشرفا , او ليكون ذكرى يذكّرهم به , ومثل ذلك موجود ايضا في باب التسمية فربما يسمّون المولود الجديد من الانسان او شيئا مما يصنعونه او يعملوه كدار بنوها او مؤسسة أسسوها باسم من يحبونه او يعظمونه كي) ليبقى الاسم ببقاء المسمى الجديد ( كأن شخص رزقه الله بولد , وله أب انحرم منه او يريد ان يبقى اسم والده على السنة الناس , فسمى مولوده بإسم ابيه , حتى تبقى الناس تخلد اسم ابيه كلما سمعوه ترحموا له ) ويبقى المسمى الاول ببقاء الاسم كمن يسمي ولده باسم والده ليحيى بذلك ذكره فلا يزول ولا ينسى ( نربط الكلام ففي حكمة ابتداء الاعمال بالبسملة هي تخليدا لعظمة الله جل وعلا ) ويكمل السيد كلامه : وقد جرى كلامه تعالى هذا المجرى , فابتدأ الكلام باسمه عز اسمه , ليكون مايتضمنه من المعنى معّلما باسمه مرتبطا به , وليكون أدبا ويؤدب به العباد في الاعمال والافعال والاقوال , فيبدؤا باسم الله ويعملوا به ( وهذا الكلام مختصر لمتعلق الباء وحرف الجر وموضح سابقا ) فلا يكون العمل هالكا باطلا مبترا لانه باسم الله الذي لاسبيل للهلاك والبطلان اليه ..
    نكمل كلام السيد الطباطبائي ( رحمه الله تعالى ) فيقول في ج1 ص13 :-
    ان الله سبحانه وتعالى يبين في مواضع من كلامه ( القران الكريم ) ان ماليس لوجهه الكريم هالك باطل ( وهذا مانقصده بقربة الى الله تعالى , او في سبيل الله , ونبتدءه باسم الله , وكذلك في ردنا على سؤال السائل في اجر الاعمال الانسانية لغير المؤمن والمسلم الغير ملتزم , فليس له اجر عند الله مالم يكن مسبوقاً بنية التقرب الى الله تعالى )وانه ( اي الله جل جلاله ) سيقدم الى كل عمل عملوه مما ليس لوجهه الكريم , فيجعله هباءاً منثورا ...... فما عمل لوجهه الكريم وصُنع باسمه هو الذي يبقى ولا يفنى . كما في الحديث الشريف عند كل المذاهب , فعن النبي ص قال ( كل امر ذي بال لم يبدء فيه باسم الله فهو ابتر ) والابتر : هو المنقطع الآخر , فالانسب ان متعلق الباء في البسملة إبتداء الامر بالمعنى الذي ذكرناه , وقد ابتدأ بها الكلام ( بسم الله ) ... الى ان يقول في ص14 :
    ان الغاية من كتابه وكلامه ( اي اسم الله ) هو هداية العباد , والهداية جملةً هي المبتدأة باسم الله الرحمن الرحيم ( وهذا ماشرحناه تفصيلا في خصوصية اسم العلم للذات الالهية المقدسة دونا من ذكر الصفات ) .... الى ان يقول السيد ( ره ) :
    وهو الرحمن يبين لعباده سبيل رحمته العامة للمؤمن والكافر , مما فيه خيرهم في وجودهم ( يقصد الحياة الدنيا فالرحمان خاص بالدنيا ) وحياتهم , وهو الرحيم وقد بين لهم سبيل رحمته الخاصة بالمؤمنين , وهو سعادة آخرتهم ولقاء ربهم , وقد قال تعالى ( ورحمتي وسعت كل شيء , فسأكتبها للذين يتقون ) الاعراف 156
    ( وقد اشار الله تعالى في قوله ورحمتي , اي الرحمة الرحيمية , وسعت كل شيء اي الحياتين ومابينهما , فسأكتبها , والفاء هنا شرطية متعلقة بالتقوى والعمل الصالح , والذين اسم موصول , يوصلنا الى المتقين , ومتى يكون العبد متقي الله .؟ بالتأكيد بالايمان الكامل والتسليم , وهذا ماورد في كلام الائمة ع : لايكمل ايمان عبد الا بولايتنا اهل البيت ع .... ) والتسليم هو الرجوع والخضوع الى الله جل جلاله في كل شيء ... )
    ثم يقول السيد الطباطبائي : ان الله سبحانه وتعالى كرر ذكر كلمة السورة في كلامه كثيرا كقوله تعالى ( فأتوا بسورة مثله ) وقوله ( فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ) وقوله ( اذا نزلت سورة ) ... الخ من ذكر اسم السورة , فبان لنا من ذلك , ان لكل طائفة من هذه الطوائف من كلامه ( يقصد الحدث او القصة او السبب في نزول السورة ) من كلامه التي فصّلها قطعا قطعا وسمي كل قطعة سورة , نوعا من وحدة التأليف والتمام .... ومن هنا نعلم ان الاغراض والمقاصد المحصلة من السور مختلفة ( وهذا ماشرحناه من ان آية البسملة متعلقة بمضمون وقصة السورة ) وان كل واحدة منها مسوقة لبيان معنى خاص ولغرض محصّل لاتتم السورة الا بتمامه , وعلى هذا فالبسملة في مبتدأ كل سورة راجعة الى الغرض الخاص من تلك السورة , فالبسملة في سورة الحمد راجعة الى غرض السورة والمعنى المحصّل منه ( وهذا ما اشرنا اليه في فتاوى العلماء الى تخصيص وتعيين السورة قبل قراءت البسملة حتى يدخل معنى البسملة في مضمون تلك السورة ) والغرض الذي يدل عليه سرد الكلام في هذه السورة هو حمد الله باظهار العبودية له سبحانه . الى هنا نتوقف عن كلام السيد الطباطبائي رحمه الله تعالى .
    وحتى نوصل الفكرة او المضامين التي تحملها سورة الفاتحة لابد من الرجوع الى معنى بسم الله الرحمن الرحيم , وقلنا ان معناها أبدء بسم الله ....
    التعديل الأخير تم بواسطة همسات وله ; 05-18-2007 الساعة 04:40 PM

  15. #15
    مشرفة منتدى المكياج والأزياء والديكور الصورة الرمزية همسات وله
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    البحرين دار الزين
    المشاركات
    7,224
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    375

    رد: لغير المصلين وقراء القران الكريم


    وصلنا في التفسيرالقرآني الى المضمون والمعنى الشمولي لسورة الفاتحة , وعندما يقرأ أحدنا آية البسملة فيقول :
    بسم الله الرحمن الرحيم ... ودلالتها على إبتداء أمر ما بطلب الرجاء بعدها .
    سؤال : ماذا تبتدأ ؟
    الجواب : أبتدأ بسم الله إظهار العبودية له في سورة الفاتحة , لان البسملة مرتبطة بمعنى ومضمون السورة , وسورة الفاتحة معناها إظهار العبودية لله تعالى , والتحميد له , والثناء له عز شأنه , فعندما أقول بسم الله أبتدأ إظهار العبودية .. فكيف أظهر العبودية .؟
    والعبودية ليست هي العبادة ( لايشتبه القارئ الكريم ) فجملة أظهر العبودية , أي أظهر الحمد لله , والشكر لله , والخنوع لله , والامتثال لله , كوني عبداً مملوكاً له , فإن عبودية السيد للملوك عند بني البشر , هي تملكّه بالافعال فقط كما شرحناه في موضوع الولاية والامامة , فنلاحظ ان العبد يطيع مولاه في كل اوامره , ولكن هنا المالك هو الله جل وعز شأنه , وانا المملوك , وانا العبد , ويملك مني كل شيء من افعال واقوال وحواس وبدن وكل شيء , فكيف يكون وقوفي بين يديه .؟
    ( ألا يستحي الانسان من نفسه عندما يمتثل لأوامر انسان مثله ضعيف , وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب , ولايمتثل لآوامر الله جل جلالة وعظمت آلاءه وعز نواله , بأن يؤدي صلاته وإظهار تذلّله بين يدي الله تعالى { يروى ان الامام السجاد عليه السلام عندما يريد ان يتوضأ , يصفر لونه ويرتعد اعضاءه , واذا بدأ وشرع بالوضوء ارتجف بدنه كأنه سعفة نخل اذا اضرم بها الريح , واذا وقف بين يدي الخالق ذبل عوده وتذللت جوارحه وانقطع عن الدنيا لما عند الله تعالى , سأله سائل : ياابن رسول الله .. مالي اراك كلما اقبلت للوضوء ارتعدت ورجفت واصفر لونك وذبل عودك ووو الخ .؟ فأجابه الامام ع : وكيف لا ارتعد واتغير وانا اقف بين يدي الجبار صاحب العظمة والآء , فاطر السموات والارض , خالق كل شيء من عدم .. الخ الرواية } والانسان اذا تعلم وعلم بالشيء عرف قيمته ومقداره وابتداءه وعواقبه , ولذلك كان النبي محمد ص وأهل بيته ع أصحاب علم الله , وعلى هذا الاساس ماعبد الله مخلوقاً كما عبدوه هم { ياعلي لايعرف الله الا انا وانت , ولايعرفني الا الله وانت , ولايعرفك الا الله وانا } لماذا .؟ لانهم عرفوا قدر الله واعطوه حقه شكره وتحميده والثناء عليه , اما نحن اليوم كما في قوله تعالى { وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء } ولذلك سعى المستعمر والعدو الى اخضاعنا واذلالنا له واسعبادنا وطمس هُويتنا الدينية والوطنية عن طريق ابعادنا عن العلم والمعرفة واشتغالنا ببعضنا البعض وجرنا الى مستنقع الجهل والظلام , فإنا لله وانا اليه راجعون )
    خرجنا بهوامش عن الموضوع ,, إذن عندما اقول أبتدأ بسم الله بسورة الفاتحة , بمعنى اني أبتدأ بسم الله إظهار العبودية وهي الحمد والشكر والثناء لله , كوني عبداً مملوكاً له , وهو الخالق الجبار عظيم الكبرياء , وانا الذيل الحقير المسكين , والعبادة معناها , اني أؤدي واجباتي التي فرضها عليّ , من صلاة وصوم وحج وزكاة ووو الخ , هذه كلها تسمى عبادة , ونحن الان ندور في فلك إظهار العبودية في سورة الحمد , بأن أبرز الحمد , والاعتراف والاقرار بعبادته وحده دون غيره ( لااله الا الله , هذا الكلام ثقيل لاتعيه كل اذن , ولايستوعب حجمه كل قلب , ويلٌ للذين جحدوا الله , ويلٌ للذين عصوا الله بالالحاد والكفر , اين المفر يامن شاركت الله بوحدانيته { يقول الله سبحانه وتعالى الى نبيه موسى عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام : ياموسى ارزقهم ويعصوني , واخلقهم ويعبدون غيري } والله يرتعد البدن لمثل هذا الكلام , ولذلك سوف نختصر الموضوع , ولانطيل به )
    أصبح الان عندنا إظهار العبودية , وإلاقرار والاعتراف بالله ووحدانيته , وماذا عندنا بعد .. عبادته وحده وإطاعته والامتثال لأوامره ( ياهو اليوم تقول له هذا عملك حرام مايجوز لاتعمله ويمتثل لحكم الله .؟ بل يذهب منقادا بيد الشيطان ويعمله , وكأنك تقول له اسرع به , وليس تقول له حرام محرم ولايجوز لك ذلك , وهذه واحدة من مشاكلنا اليوم , وسببه يرجع الى الجهل بالشيء , وعدم التفقه والاحاطة علماً بالامور الدينية , صحيح قد يحصل منا مَن يهتم بمظهره وهندامه وذوقه , وشهادته العلمية , ولكن بالفقه والدّين صفر اليدين , ونلاحظ مثل هؤلاء بأبسط الدلائل العقلية ينجذب ويُسيطر على عقله رغم علومه العلمية , والمشكلة في هؤلاء اذا اقتنعوا بأمر ما وان كان محرماً , لايتركوه إلا بموتهم , والشواهد كثيرة , مثل انتشار دين الشيطان او مايسمى بحزب الشيطان , أو جند السماء , او غيرهم من هذه التوافه , أجل الله القارئ , ولذلك نشدّ على يدّ القارئ والسامع وجميع اخواننا الاعزاء ان يجدّوا ويجتهدوا ويتابعوا ويركضون بايديهم قبل ارجلهم الى المدارس الدينية وتلقي العلوم الدينية على يد المشايخ الاجلاء , كلما سنحت الفرصة , خميس وجمعة , عطلة او اجازة , العطل الصيفية ونصف السنة , حتى وان يطردني الشيخ اجلس فقط مستمع , واكتب مايقوله بسرعة حتى لاانساه واكرره في البيت , احاول ان استغل اي فرصة تحصل في اثناء الدرس وأبدي اسألتي حول امور ديني التي تصادفني , في اثناء المدرسة او العمل او الشارع او غيره , حتى افهم , واُفهم من حولي , واكون قد حصلت على خمسين حسنة , ( من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ) نسأل الله تعالى بأنبياءه ورسله , واولياءه المتقين وعباده الصالحين , وبنبينا نبي الرحمة محمد ص وآله الطيبين الطاهرين ع , ان يجعلنا خير امة اخرجت للناس بعلمنا وتفقهنا في ديننا , وان ننهج ونتبع سنة الله ونبيه واهل بيته عليهم السلام , برحمتك ياارحم الراحمين )

    مع تحياتي للجميع
    وارجو ان يكون الموضوع مفيد وغير مكرر

    منقول من الايميل

    همسات وله


صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. القران الكريم والماء
    بواسطة نور الشمس في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 05-20-2007, 09:27 AM
  2. مـــــــــــن قصص القران الكريم
    بواسطة الشيعي في المنتدى منتدى القصص والروايات
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-27-2006, 10:32 PM
  3. فضل قراءة القران الكريم
    بواسطة زارع السوسن في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-07-2004, 04:11 PM
  4. استمع الى القران الكريم
    بواسطة ahmed في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-02-2003, 11:07 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •