((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))
هل يسمح الإسلام للمرأة أن تمارس عملاً ثقافياًواجتماعيا ؟
يدّعي البعض أنّ الإسلام يحّرم على المرأة أن تمارس أيّ عمل ثقافي واجتماعي فهل تستند هذه الدعوى إلى مجموعة مبررات صحيحة ؟
المبرر الأول :
الإسلام فرضعلى المرأة الحجاب ومن الطبيعي أنّ الحجاب يعطّل دور المرأة الثقافي والاجتماعي وإنّ الحجاب يشلّ طاقة المرأة الإنتاجية ويجّمد قدرتها في العمل .
ولنا حول هذا المبرر عدة ملاحظات :
الأولى :
لا منافاة بين الستر الإسلامي والذي أوجبه الإسلام وممارسة العمل الثقافيوالاجتماعي فالالتزام بالستر والعفة والحشمة لا يجّمد العقل والفكروالثقافة فهاهن الكثيرات من المسلمات الملتزمات أثبتن وبكل جدارة التفوق الفكري والثقافي والعلمي فما كان السفور والتبرج والابتذال هو الذي يعطي للعقل قدرته علىالعطاء والإبداع ثم إنّ الالتزام بالستر والعفة والحشمة لا يعطّل الحركة الاجتماعية والثقافية و العقليةبدليل أنّ الكثيرات من الملتزمات استطعن أن يمارسن العمل الاجتماعي والديني والثقافي وبكلكفاءة والشواهد على ذلك كثيرة وفي هذا البلد أو ذاكولا نريد أن نذهب بعيداً فهاهي المرأة القطيفية الملتزمة تمارس دورها الثقافيوالاجتماعي دون حاجه إلى أن تتخلى عن التزاماتها الدينية والأخلاقية .
الثانية :
إنّ الطاقة الإنتاجية عند المرأة لا يتوقف استثمارها علىالابتذال والتخلي عن الستر والعفة.
هناك مجالات كثيرة يمكن للمرأة أن تمارس من خلالهادورها الإنتاجي من دون حاجة إلى السفور والتبرج وإذا كان الواقع اللا إسلامي الذي فرض على مجتمعاتنا ، جعل المرأة المسلمةالملتزمة تمتنع من اقتحام الكثير من مواقع العمل فالمسؤولية يتحملها هذا الوقعالمتعجرف ولا تتحملها المرأة الملتزمة المحافظة على دينها وقيمها .
ثم دعونا نتساءلهل عمل المرأة في الكثير من مواقع العمل المختلطة بينها وبين الرجال كالطب على سبيل المثال سبب لها البعد عن الأخلاق أو القيم أو الدين ؟
هناك البعض ممن يوصفون بأنهم أصحاب عقل وعلم يؤمنون بهذا الكلام بل وحتى أنهم يقولون يحرم على المرأة أن تخرج من بيتها حتى للمسجد فنراهم دائمي الحديث حول المرأة العملة في مجال الطب منهم من خطئها ومنهم من قال فيها ما هو أكثر من ذلك والغريب أن بعض هؤلاء القائلين بهذا الكلام حينما يحتاجون لعرض زوجاتهم على طبيب تراهم يحتارون أين يذهبون حتى يجدوا لها المماثل لعلاجها وفي بعض الأحيان قد يسلمون للواقع ويقولون هذا علاج وهو أهم ويقد الأهم على المهم فلا بأس بأن يعالجها طبيب ؟؟؟؟
وكل هذا الكلام سببه عملها وما يحوط به من خلوة مع الطبيب أو خلوة مع المريض ؟؟؟؟
والجواب على هذا الكلام أنّ الإسلام لا يمنع المرأة أن تعمل إذا اقتضت الضرورة ذلك بشرط أن تلتزمالشروط والضوابط الشرعية والأخلاقية وأن لا تفرّط في مسؤولياتها الدينية وحدودها الشرعية.
الثالثة :
إنّ هذه الإشكالية وغيرها من الإشكاليات التي تواجه الحجابالإسلامي أو الستر الشرعي هي نتاج (( ثقافة التغريب )) وهذه الثقافة التي استطاعتأن تقتحم ذهنية الكثيرين والكثيرات من أبناء مجتمعاتنا الإسلامية معتمدة وسائلالإعلام والتربية والثقافة والفن والرياضة ولها دوراً كبيراً فيإثارة الإشكالات والاتهامات والشبهات ضد (( الحجاب الإسلامي )) ومن هنا نحذّرنساءنا وبناتنا من الانخداع بكثير من العناوين والشعارات التي يطرحها الغرب بعنوان الحرية للمرأة وحقوق المرأة ومساواة المرأة .
المبرر الثاني :
وثانيالمبررات التي اعتمدتها دعوى الاتهام بأنّ الإسلام يعطّل دور المرأة الثقافيوالاجتماعي هو(( كون الإسلام يحرم الاختلاط بين الرجال النساء)) وهذابلا شك يضغط على حركة المرأة ويعيق انطلاقاتها الثقافية الاجتماعيةوالوظيفية
والحديث حول هذا المبرر :
أولاً : هناك نوعان من الاختلاط :
الاختلاط المحرم وهو الذي لا يخضع للضوابط الشرعية والأخلاقية
الأول:
أن تكون المرأة غير ملتزمة بالستر الشرعي.
الثاني:
عدم الالتزام بالضوابط الشرعية في الكلام والنظر وغيرهما.
الثالث:
أن يترتب مفسدة على ذلك الاختلاط.
فهذا اللون منالاختلاط يمنعه الإسلام حمايةً للعلاقة بين الرجل والمرأة في خارج الدائرةالأسرية من أن تقع في الإنزلاقات الخطيرة وما يترتب على ذلك من الأضرار التيتهدّد الأسرة والمجتمع والحياة .
الاختلاط المباح فيما إذا كان هذا الاختلاط خاضعاً لكل الضوابط الشرعية والأخلاقية ولا يترتب عليه أيّ مفسدة.
ولي تكملة في الموضوع إن شاء الله
المفضلات