أَتَسْخَرُ مِنْ شَخْصِ النَّبِيِّ
أَتَهْـزَأُ بِـالْمُخْتَـارِ يَاسَـوَءَةَ الدَّهْـر**وَيَـا قِمَّـةَ التَّضْلِيْلِ وَالْخُبْثِ وَالْغَـدْرِ
أَتَسْخَـرُ مِـنْ شَخْـصِ النَّبِيِّ مُحَمَّـدٍِ**رَسُوْلٌ أَتَى بِالْحَـقِّ وَالْخَيْـرِ وَالْيُسْـرِ
رَسُـوْلٌ حَبَـاهُ اللهُ نُـوْرًا وَحِكْـمَـةً**وَأَيَّـدَهُ بِـالنَّصْـرِ فِيْ سَاعَـةِ الْعُسْـرِ
تَحَـلَّـى بِـأَخْـلاَقِ الْكِـرَامِ وَإِنَّـهُ**رَؤُوْفٌ رَحِيْـمٌ مَنْبَـعُ الْفَضْلِ وَالصَّبْـرِ
مَحَا ظُلُمَـةَ الطُّغْيَانِ وَالْجَهْـلِ وَالْهَوَى**بِعَـدْلٍ وَإِحْسَـانٍ وَبِالـرِّفْقِ فِي الأَمْـرِ
وَمَـا الصَّفْـحُ إِلاَّ شِـرْعَـةٌ وَسَجِيَّـةٌ**لَدَى الْمُصْطَفَى مِنْ دُوْنِ مَـنٍّ وَلاَ كِبْـرِ
كَرِيْـمٌ حَلِيْمٌ مَـاتَـوَانَى عَـنِ الْـوَفَى**وَلاَ ضَـاقَ ذَرْعًـا مِنْ عَنَـاءٍ وَلاَ فَقْـرِ
عَلَـيْـهِ صَـلاَةُ اللَّـهِ ثُـمَّ سَـلاَمُـهُ**وَأَخْزَاكَ رَبُّ الْعَرْشِ يَـا خِنْزَبَ الْعَصْـرِ
رَكِبْتَ عَلَى مَـوْجٍ مِنَ الْخِـزْيِ فَارْتَقِبْ**دُوَيْهِيَـةً سَـوْدَاءَ غُـوْلِيَّـةَ الْقَـعْـرِ
حَيَـاتُـكَ فِـيْ ذُلٍّ وَوَقْتُـكَ جَمْـرَةٌ**وَفِكْرُكَ لَمْ يَسْلَمْ مِـنَ الـدَّاءِ وَالضُّـرِّ
فَمَنْ رَامَ نَقْـصَ الْمُصْطَفَـى قَذَفَتْ بِـهِ**خُطُوْبُ الرَّزَايَا فِيْ سُجُـوْنٍ مِنَ الذُّعْـرِ
وَزَجَّتْ بِـهِ الآَفَـاتُ فِـيْ كُلِّ مِحْنَـةٍ**وَصَارَ عَلَى دَرْبٍ مِـنَ الـذُّلِّ وَالْقَهْـرِ
خَسِرْتَ وَلَمْ تَكْسَبْ سِوَى الضَّيْمِ وَالرَّدَى**خَسِئْتَ فَأَنْتَ الشَّيْنُ وَالْمَيْنُ لَـوْ تَدْرِيْ
وَأَنْـتَ سَقِيْـمُ الْفِكْـرِ وَالْقَلْبُ مَيّـِتٌ**وَأَنْتَ لَئِيْـمُ الطَّبْـعِ تَـرْتَـاحُ لِلْـوِزْرِ
أَتَاكُـمْ رَسُـوْلُ اللهِ بِـالنُّـوْرِ وَالْهُدَى**وَأَنْذَرَ مَنْ يَعْصِيْـهِ بِالْوَيْـلِ فِي الْحَشْـرِ
وَعَلَّمَـكُـمْ دَرْبَ النَّـجَـاةِ مُبَيِّـنًـا**لِمَا جَاءَ فِي التَّنْزِيْلِ سَطْـرًا عَلَى سَطْـرِ
ضَلَلْتُـمْ وَحَـرَّفْتُـمْ كِتَـابَ هِـدَايَةٍ**وَمِلْتُمْ وَأَسْـرَعْتُـمْ عِنَـادًا إِلَى الشَّـرِّ
وَآمَـنَ مِنْـكُمْ بِالنَّبِـيِّ أُولُـواالنُّهَـى**أَولُوا الْعَدْلِ وَالإِنْصَافِ وَالْفَهْـمِ وَالْفِكْرِ
وَكَمْ شَهِـدَتْ مِنْكُـمْ رِجَـالٌ بِنُبْلِـهِ**وَأَخْـلاَقِـهِ الْعَلْيَـاءِ عَاطِـرَةِ النَّشْـرِ
فَهَـلاَّ تَـأَمَّلْـتُـمْ بِـعَيْـنٍ بَصِيْـرَةٍ**وَفِكْـرٍ مُنِيْـرٍ مُنْصِفٍ بَـاسِمِ الثَّـغْـرِ
وَرَاجَعْتُـمُ التَّارِيْـخَ فِيْ نَعْتِ أَحْمَـدٍ**فَـإِنَّ رَسُـوْلَ اللهِ كَـالشَّمْسِ وَالْبَـدْرِ
مُضِيْئًــا مُنِيْـرًا هَـادِيًـا وَمُبَشِّـرًا**هَدَانَـا بِفَضْـلِ اللهِ لِلْخَـيْـرِ وَالأَجْـرِ
وَأَنْقَذَنَـا مِنْ ظُلْمَـةِ الظُّلْـمِ وَالْهَوَى**بِدِيْنٍ قَوِيْمٍ مَنْبَـعِ الصِّـدْقِ وَالطُّـهْـرِ
أَلَـمْ تَقْـرَإِ الْقُـرْآنَ مُعْجِـزَةَ الْـوَرَى**أَلَمْ تَسْتَمِـعْ يَوْمًـالآيٍ مِـنَ الـذِّكْـرِ
أَلَـمْ تَتَـأَمَّـلْ فِـيْ ثَنَايَا سُـطُـوْرِهِ**وَمَاحَمَلَتْهُ الآيُ مِـنْ سَـالِفِ الـدَّهْـرِ
فَفِيْـهِ نِـظَـامٌ شَـامِـلٌ مُتَكَـامِـلٌ**يَفِيْ بِاحْتِيَاجِ الْخَلْقِ يَكْفِيْ مَـدَى الْعُمْرِ
وَفِيْـهِ عُلُـوْمُ الأَوَّلِـيْـنَ وَيَنْـطَـوِيْ**عَلَى كُـلِّ آتٍ فِيْ فَـلاَةٍ وَفِـيْ بَحْـرِ
تَـلاَهُ رَسُـوْلُ اللهِ فِيْ كُـلِّ مَجْـمَـعٍ**وَكَانَ هُـوَ الأُمِّيُّ فِيْ مَعْشَـرِ الْكُفْـرِ
فَمَاحَـادَ عَـنْ آيٍ وَلاَ كَـانَ لاَحِنًـا**وَلَكِنَّـهُ وَحْـيٌ أَتَـى النَّاسَ بِـالْبِشْـرِ
فَصَـدَّقَـهُ قَـوْمٌ لِصِـدْقِ حَـدِيْثِـهِ**وَعَانَـدَهُ قَـوْمٌ فَمَاتُـوا عَلَى الْخُسْـرِ
وَيَـا أُمَّـةَ الإِسْـلاَمِ أُمَّـةَ أَحْـمَـدٍ**قِفُوا وَقْفَةَ الآسَادِ فَالْكُفْـرُ مُسْتَشْـرِيْ
أَيَسْخَرُ أَهْلُ الْكُفْرِ وَالظُّلْـمِ وَالْقَـذَى**بِسَيِّدِنَـا الْمُخْتَـارِ يَـاأُمَّـةَ الـذِّكْـرِ
أَلَـمْ تَعْلَمُـوا أنَّ احْـتِقَـارَ نَبِـيِّنَـا**هُوَ الطَّعْنُ فِي التَّشْرِيْعِ فِي الْبَطْنِ وَالظَّهْرِ
وَأَيُّ حَيَـاةٍ وَالشَّـرِيْـعَـةُ تُـرْتَمَـى**بِسَهْمٍ مِنَ التَّشْكِيْكِ وَالْهُـزْءِ وَالسُّخْـرِ
فَسُدُّوا عَلَى الأَعْـدَاءِ بَـابَ سَفَاهَـةٍ**وَبُشْرَاكُمُ يَـا قَـوْمُ بِالْفَـوْزِ وَالنَّصْـرِ
وَصَلُّـوا عَلَـى طَهَ الْمُشَفَّعِ فِي الْوَرَى ** وَآلٍ وَأَصْحَـابٍ شَفَـى بَأْسُهُمْ صَـدْرِيْ
المفضلات