كن أسد واعمل ولا تكن ثعلباً وتكسل
علم أحد التجار ابنه كيفية التجارة منذ صباه . فلما تعلم الولد الرموز والأسرار أراد
التاجر أن يصقل ابنه في هذا العمل فقرر أن يرسله للمتاجرة وهيأ له ما يحتاج في سفره .
فلما كان الابن في الطريق حل عليه الليل فألقى رحله ليستريح فإذا به يرى ثعلباَ ضعيفاً
قد تراخت قواه , وعطب عن الطعام ولا يمكنه أن يفترس شيئاَ . فكر الابن من اين يأتيه
الطعام ؟!
بينما هو متفكر إذ رأى أسداً يحمل فريسة , فلما وصل إلى محل الثعلب وضع فريسته
فأكل ماتبقى من الأسد , ثم رجع مأمنه .
فلما شاهد الابن التاجر هذه القضية واتخدها عبرة بأن الله لا يدع خلقه من دون رزق
فإنه يرزقهم مهما كانوا فلماذا كل هذه المساعي والمشقات في السفر والحضر ؟
فإني أرجع إلى بلدي وأجلس من دون عمل فإن الله يرزقني .
ولذلك لم يواصل سفره وعمله .
فلما رجع إلى داره قص ما رآه على والده وأخبره بما استنتجه من ذلك .
فقال له أبوه التاجر الحكيم :
بني لقد استنتجت غلطاً وإن ما وصلت إليه من النتيجة خطأ .
فإني قد أرسلتك لتكون كالأسد تكسب لنفسك العيش وتواسي الضعفاء
ولا تكون كالثعلب تحتاج إلى الآخرين .
رد مع اقتباس
المفضلات