بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على نبينا محمد وال بيته الطيبين الطاهرين





يوم السلام العالمي





في ظل ما يشهده العالم اليوم؛ تبدو كلمة "السلام" كإبرة يفتش عنها الإنسان في كوم قش، بل في تلال قش. ومن

المفارقات العجيبة التي تدعو إلى التأمل أن من بيدهم مصير العالم والذين يأخذون به إلى حافة جرف هار ، يتشدقون


ويدّعون بأنهم صانعوا ذاك السلام المفقود. وهؤلاء أيضاً هم ماضون في صنع الأسلحة المدمرة وماهرون في بيعها


وذلك في أسواق تشهد حروباً من صنعهم. هؤلاء يعبثون في الأرض فساداً ويدمرون الحجر والبشر، فيقتلون في


الإنسان أحلامه وأين هي أحلامه بعد قضائهم على أمنه وسكينته واستقراره، لأنه لن يبقى لذاك الإنسان أحلام في


مستقبله إذ أنه غير آمن في يومه فكيف في غده؟!! فمسكين إنسان اليوم فهو يعيش في دوامات من العذاب لا حصر

لها، تقرع في أذنيه طبول الحروب حيناً وتداهمه مآسي الفتن الأهلية والطائفية أحياناً ويقضي على إنسانيته جشع


الدول الكبرى التي تحاو ل أخذه إلى عولمة هي مادية قاتلة في الكثير من جوانبها، ويقف ذاك الإنسان على مفارق


طرق أيٌّ منها يختار علّه يجد السلام أولاً مع نفسه وثم مع من حوله؟!! الاختيار صعب، والتجربة أصعب، ولكن لا بد


للإنسان أو لنقل للشعوب المغلوبة على أمرها أن تجدّ في البحث عن سلامها علّ إنسانها يجده في داخلها كي لا يفق


من ثم أمله في سلام عالمي آت في يوم من الأيام. ولعل من أخذ قراراً في تكريس يوم للسلام العالمي كان محقاً في

ذلك، فيكون ذاك بمثابة دعوة ستتحول في يوم ما إلى صرخة تخترق الآفاق، وتخترق أسماع صناع القرار بأن من


يبحث عن السلام هم شعوب الأرض قاطبة، فيقتنعون حينها بأنه لا بد من صنع السلام.



تحياتي لكم

اختكم ام محمد