بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم وزد وبارك على محمد وال محمد
انواع الايمان
أولاً : الاِيمان الفطري :
كإيمان الاَنبياء والاَوصياء عليهم السلام ، الذين لاتخالجهم الشكوك ، ولا يكونون نهباً للوساوس ، لاَنّ الله تعالى فطرهم على الاِيمان به واليقين بما أخبرهم عنه من مكنون غيبه.
يقول الاِمام الصادق عليه السلام : « إنَّ الله جبل النبيين على نبوتهم ، فلا يرتدون أبداً ، وجبل الاَوصياء على وصاياهم فلا يرتدون أبداً ، وجبل بعض المؤمنين على الاِيمان فلا يرتدون أبداً ، ومنهم من أعير الاِيمان عارية ، فإذا هو دعا وألحَّ في الدعاء مات على الاِيمان » (2).
ثانياً : الاِيمان المستودع :
وهو الاِيمان الصوري غير المستقر الذي سرعان ما تزعزعه عواصف الشبهات ووساوس الشيطان ويُعبر عنه ـ أيضاً ـ بالاِيمان المعار كأنما يستعير صاحبه الاِيمان ثم يلبسه ولكن سرعان ما ينزعه ويتخلى عنه ، ويذهب بعيداً مع أهوائه ومصالحه. عن الفضل بن يونس عن أبي الحسن عليه السلام قال : « أكثر من أن تقول : اللّهمَّ لاتجعلني من المعارين ولا تخرجني من التقصير .. » (1). وكان الاَئمة عليهم السلام يطلبون من شيعتهم الاكثار من هذا الدعاء وذلك أنّ بعض كبار الاَصحاب قد تعرضت رؤيته للاضطراب بفعل عواصف الشبهات ودواعي الشهوات ، عن جعفر بن مروان قال : إنَّ الزبير اخترط سيفه يوم قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال : لا أغمده حتى أُبايع لعليّ ، ثمَّ اخترط سيفه فضارب عليّاً فكان ممّن أُعير الاِيمان ، فمشي في ضوء نوره ثمَّ سلبه الله إيّاه (2).
وفي قوله تعالى : ( وهو الَّذي أنشأكُم مِن نفسٍ واحدةٍ فمُستقرٌّ ومُستودعٌ..) (3)إشارة إلى هذين القسمين من الاِيمان : الثابت والمتزلزل. يقول أمير المؤمنين عليه السلام : « فمن الاِيمان ما يكون ثابتاً مستقراً في القلوب ، ومنه ما يكون عواري بين القلوب والصدور إلى أجل معلوم .. » (4).
ثالثاً : الاِيمان الكسبي :
وهو الاِيمان الفطري الطفيف الذي نمّاه صاحبه واستزاد رصيده حتى تكامل وسمى إلى مستوى رفيع ، وله درجات ومراتب (5).
ويمكن تنمية هذا النوع من الاِيمان وترصينه حتى يصل إلى مرتبة الاِيمان المستقر ، ولذلك ورد في نصائح أمير المؤمنين عليه السلام لكميل قوله : « يا كميل إنّه مستقر ومستودع ، فاحذر أن تكون من المستودعين ، وإنّما يستحقُّ أن تكون مستقراً إذا لزمت الجادَّة الواضحة التي لا تُخرجك إلى عوجٍ ولا تزيلُك عن منهج » (1).
وتجدر الاِشارة إلى أنّ للاِيمان أربعة أركان يستقر عليها ، فمن اتّصف بها كان إيمانه مستقراً ، وحول هذه المسألة قال أمير المؤمنين عليه السلام : « الاِيمان له أركان أربعة : التوكل على الله ، وتفويض الاَمر إلى الله ، والرّضا بقضاء الله ، والتسليم لاَمر الله عزَّ وجل » (2).
كما أنّ للاِيمان أربع دعائم معنوية يرتكز عليها ، يقول الاِمام علي عليه السلام : « إنَّ الاِيمان على أربع دعائم على الصبر واليقين والعدل والجهاد » (3).
وفوق ذلك للاِيمان عرى وثيقة تأمن من تمسك بها من السقوط في مهاوي الضلال منها : التقوى والحب في الله والبغض في الله ، وتولي أولياء الله ، والتبري من أعداءه ، ومن الاَدلة النقلية على ذلك ، قول الرسول الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم : « أوثق عرى الاِيمان : الولاية في الله ، والحب في الله ، والبغض في الله » (4).
وقد وجه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لاصحابه ـ يوماً ـ سؤالاً إستفهامياً : « أي عرى الاِيمان أوثق ؟ فقالوا : الله ورسوله أعلم ، وقال : بعضهم الصلاة ، وقال بعضهم الزكاة.. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لكلِّ ما قلتم فضل وليس به ، ولكن أوثق عرى الاِيمان : الحبُّ في الله ، والبغض في الله ، وتولي أولياء الله ، والتبري من أعداء الله » (1).
وأهل بيت العصمة عليهم السلام من العرى الوثيقة التي تعصم من تمسك بها عن السقوط في مهاوي الضلال ، وكان أمير المؤمنين عليه السلام كثيراً ما كان يردد هذه الكلمات : « ... أنا حبل الله المتين ، وأنا عروة الله الوثقى ، وكلمته التقوى ... » (2).
لم يكن ذلك منه للتفاخر بل لاِلفات النظر إلى أنّ أهل البيت عليهم السلام هم العروة الوثقى التي لا إنفصام لها ، عن عبدالله بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « من أحبَّ أن يتمسك بالعروة الوثقى التي لا إنفصام لها فليتمسك بولاية أخي وحبيبي علي بن أبي طالب فإنّه لا يهلك من أحبه وتولاّه ولا ينجو من أبغضه وعاداه » (3).
( اللهم لا تجعلني من المعارين ولا تخرجني من التقصير)
اللهم ثبت قلوبنا على الايمان بك وبنبيك والائمة المعصومين
نسألكم الدعاء
اختكم ام محمد
المفضلات