{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوااللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}
تتعرض الآية إلى درس من الدروس القرآنية وهو تحكيم العلاقة مع الصادقين أو المخلصين فبعد ما دعانا القرآن الكريم إلى التقوى دعانا بعد ذلك إلى التعرف على الصادقين والمخلصين والطاهرين ولكن قد يسأل شخص من هم الصادقون ذكر المفسرون عدة احتمالات في المراد من الصادقين الذين أمرت بإتباعهم الآية الكريمة فقيل أن المعنى بالصادقين هم من ذكرهم الله في القرآن في قوله تعالى{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ }تعني بذلك حمزة عم النبي {ع} وجعفر الطيار{ع} ومنهم من ينتظر يعني بذلك الإمام علي {ع} هذا قول وفي قول آخر أهل البيت{عليهم السلام} ومن ينتظر الإمام الحجة وأما القول الأخر هو الإمام علي وأصحابه وعلى كل الأقوال يتفق المفسرون على أن كل من تصدُق عليه هذه الآية في قوله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} وعلى هذا فالصادق هو الذييجمع الإيمان والعمل الذي لا تشوبه شائبة من هنا نعرف الصادقين الذين استقامواوثبتوا رغم البلاء الذي يصيبهم كما في الرواية عن أهل البيت عليهم السلام { من سلك طريقنافليتحمل البلاء }فقد يتضح من الآيات الكثيرة أن الصادقين هم أهل البيت في الدرجة الأولى ومن ثم من يتبع طريقهم ونهجهم وبعد أن عرفنا من هم الصادقون في القرآن يتبادر إلى الأذهان ما هو المراد من المعية في الآية بمعنى ما هو المراد من الكون مع الصادقين هل هو مجرد المعاشرة أو المجالسة أم هي أرفع من هذا من الواضح أن هذا ليس هو المقصود فقط من الآيات وإنما المقصود هو عدة أمور منها :
الانتماء للصادقين :
وهو الانتماء الحضاري والديني والولائي وهو الذي يعبر عنه القرآن في الآية {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْأَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
فهؤلاء لم يأمرنا القرآن بتباعهم لعرقهم أم لنسبهم وإنما لطاعتهم وإخلاصهم لله ولأنهم من مصاديق الآية .
ودمتم في رعاية الله
المفضلات