بحجــة أنــه صــريح


تصدر- أحياناً - تجاوزات كبيرة , وسقطات كثيرة في الكلام ,

وحدّة في الأسلوب , وسوء أدب من بعض الناس ( بحجة أنه صـريح )

فتجده يقع في الغيبة المذمومة , فإذا نهيته عن ذلك بادرك بقوله : أنا صريح لاأخاف ولاأخشى من أحد ,

ثم يطلق لنفسه الحرية الكاملة بالهمز واللمز والسخرية وانتقاص الآخرين ,

فإذا حدّثته عن ذلك صرخ في وجهك قائلاً: إنني صريح , وهذا هو طبعي حتى مع أهلي وأعزّ الناس عندي ,

فتجده يتردّى من هوّة إلى أخرى , ومن ذنب إلى آخر ,

ومن ظلم وتجاوز إلى ظلم وتجاوز آخر , وما علم المسكين أنه الخاسر ,

وأنه قدحمّل نفسه ما لاتطيق من الذنوب والأوزار , وأن الحساب غداً , يأتي وقد شتم هذا وقذف هذا ..

وهكذا ,

ولن تنفعه مجاملات الناس , أو حتى ابتساماتهم الصفراء لسماجته وصفاقته وسوء أدبه ,

وتطاوله على إخوانه أما علم المسكين أنه يخدع نفسه ( بحجة أنه صـريح )

أما علم المسكين أنه ينخدع في كل لحظة ( بحجة أنه صـريح ) فيــا من خدعت نفسك

( بحجة أنكـ صـريح ) قف لحظة وتأمل وتفكّر واعلم أن الصراحة التي تعني غير التي انتهجتها في حياتك ,

فالصراحة لاتعني مجموعة من تصرفاتك الحالية بل الصراحة معنى جميل نفتقده في حياتنا ,

إن الصراحة والصدق في القول والعمل شئ آخر , إنها معنى نبيل منضبطة بضوابط الشرع ,

فلا حيف ولا إثم ولا تطاول ولا سوء أدب ولا همز ولا لمز ولاغيبة ولانميمة بل طهر ونقاء وصفاء ومودّة ,

باعثها حب الخير للغير , رائدها مخافة الله تعالى ومراقبته في كل قول وعمل ..

فانتبه أخي ولاتزلّ بك قدم , وحاسب نفسك وفتّش في تصرفاتك وأقوالك وإيّاك إيّاك

أن تنساق وراء حيف وإثم وتطاول وسوء أدب وهمز ولمز وغيبة ونميمة

( بحجة أنه صـريح )