ابني العزيز


(( القزويني ))

هذه المسابقة اسمها اسئلة تخص الحيوانات

شو خص الغرانيق بالحيوان

ساجاوب على سؤالك وتذكر انه مخصص للحيوانات

مع كل احترامي وتحياتي ((ابني ))
وانا انتظر منك سؤال
محمود سعد
اسطورة الغرانيق




قد يكون بين القرّاء من يودُّ التعرف على اسطورة «الغرانيق» التي رواها بعض مؤرّخي السنّة ومعرفة جذورها كما يودّ التعرف على الأيادي الخفية التي كانت وراء اختلاق هذه الاسطورة، وأمثالها من الأكاذيب، والمفتريات.





كان اليهودُ وبخاصّة أحبارهم ولا يزالون العدوّ رقم واحد للإسلام.





وقد عمَد فريق منهم - مثل «كعب الاحبار» وغيره - ممّن تظاهروا باعتناق الاسلام إلى تحريف الحقائق باختلاق الأكاذيب وجعل الأخبار المفتراة على لسان الانبياء(1).





ولقد أدرج بعضُ المؤلفين المسلمين بعض هذه المفتريات في مؤلفاتهم وجعلوها في عداد الحديث والتاريخ الصحيح من دون تمحيصها والتحقيق فيها، ثقة بكل من أظهر الاسلام، وتظاهر بالإيمان، وانضم إلى صفوف المسلمين !!





ولكنّ اليوم حيث يجد العلماء فرصة اكبر للتحقيق في هذا النوع من الأحاديث والاخبار، والمنقولات والنصوص وبخاصة بعد أن توفّرت لديهم - بفضل جهود طائفة من المحققين المسلمين القواعد والضوابط الكفيلة بتمييز





__________________________





(1) وهي التي يُطلَق عليها الاسرائيليات وقد ألّفَت في هذا المجال بعض الكتب.







الحسن عن القبيح، والصحيح عن السقيم، وفرز الحقائق التاريخية عن القصص الخياليّة، والروايات الاسطورية.





من هنا لا ينبغي لكاتب مسلم ملتزم أن يعتبر كل ما يراه في مصنّف تاريخيّ أو غير تاريخيّ متقدِّم أمراً صحيحاً مقطوعاً بسلامته، ويرويه في كتابه من دون دراسة وتحقيق، وتمحيص وتقييم.





ما هي اُسطورة الغرانيق ؟!





يقولون : إن «الأسود بن المطلب» و«الوليد بن المغيرة» و«اُمية بن خلف» و«العاص بن وائل» وهم من زعماء قريش واسيادها قالوا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله :





يا محمّد هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبدُ فنشترك نحن وانت في الأمر !!





وقالوا ذلك رفعاً للاختلاف، وتضييقاً لشقّة الخلاف فأنزل اللّه سبحانه سورة الكافرين التي امر فيها نبيّه أن يقول في جوابهم :





(لا أعبُدُ ما تعبدُون. ولا أنتُم عابِدُون ما أعبُد).





ومع ذلك كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يرغب في أن يساوم قريشاً ويجاربهم وكان يقول في نفسه : ليت نزل في ذلك أمر يقرّبنا من قريش.





وذات يوم وبينما كان صلّى اللّه عليه وآله يتلو القرآن عند الكعبة ويقرأ سورة «النجم» فلما بلغ قوله تعالى :





(أفرأيتُم اللات والعُزّى. ومَناة الثّالِثَة الاُخرى).





أجرى الشيطانَ على لسانِه الجُملتين التاليتين :





(تِلك الغرانِيقُ العُلى مِنها الشفاعَةُ تُرتَجى)(1).





فقرأهما من دون إختيار، وقرأ ما بعدها من الآيات، ولمّا بلغ آية السجدة سجد هو ومن حضر في المسجد من المسلمين والمشركين أمام الاصنام، إلا






(1) النجم : 19 و20.









«الوليد» الذي عاقه كبر سنه عن السجود !!





وفرح المشركون، وارتفعت نداءاتهم يقولون : لقد ذكر «محمّد» آلهتنا بخير.





وانتشر نبأ هذه المصالحة والتقارب بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله والمشركين، المهاجرين الى الحبشة، فعاد على أثرها جماعة منهم إلى مكة، ولكنّهم ما أن كانوا على مشارف «مكة» إلا وعرفوا بأن الأمر تغير ثانية، وأن ملك الوحي نزل على النبيّ وأمره مرة اُخرى بمخالفة الاصنام ومجاهدة الكفار والمشركين، وأخبره بأن الشيطان هو الّذي أجرى تينك الجملتين على لسانه، وانه لم يقله وأنه ليس من «الوحي» في شيء أبداً.





وعندئذ نزلت الآيات (52 - 54) من سورة «الحج» التي يقول اللّه تعالى فيها :





(وما أرسلنا مِن قبلِك مِن رَسُول ولا نبِيٍّ إلا إذا تمنّى ألقى الشيطانُ في اُمنِيّتِهِ فينسَخُ اللّه ما يُلقي الشيطانَ ثم يُحكِمُ اللّه آياتهِ واللّهُ علِيم حكيم.





ليجعل ما يُلقي الشيطانُ فِتنةً لِلّذين في قُلُوبهم مرض والقاسيَةِ قُلُوبهم، وإن الظّالِمين لفِي شِقاق بعيد ولِيعلمَ الّذين اُوتُوا العلم أنّه الحقّ مِن ربك فيُؤمنُوا به فتُخبتُ لهُ قلُوبُهم وإنّ اللّه لهادِ الّذين آمنُوا إلى صِراط مُستقيم).





هذه هي خلاصة اُسطورة «الغرانيق» التي أوردها «الطبري» في تاريخه(1) ويذكرها ويردّدها المستشرقون المغرضون بشيء كبير من التطويل والتفصيل !!