[align=center]الفقرة الأخيرة

في الكافي حديث محاسبة النفس ص 143 روي عن أبي جعفرٍ – ع - قال : إن الله عز وجل خلق الجنة قبل أن يخلُق النار وخلق الطاعة قبل أن يخلُق المعصية وخلق الرحمة قبل الغضب وخلق الخير قبل الشر وخلق الأرض قبل السماء وخلق الحياة قبل الموت وخلق الشمس قبل القمر وخلق النور قبل الظلمة .

وفي وسائل‏ الشيعة ج 2 ص 30 باب ثبوت الكفر و الارتداد بجحود روي عن أبي جعفرٍ – ع - في حديثٍ قال : الكُفرُ أعظمُ من الشرك فمن اختار على الله عز و جل و أبى الطاعة و أقام على الكبائر فهُو كافرٌ و من نصب ديناً غير دين المُؤمنين فهُو مُشركٌ , سلام الله عليك سيدي ومولاي يا أبا جعفر أسألك بالله العلي العظيم لو كنت بيننا حيا بجسدك حاكماً فما هو مصير هؤلاء الذين نصبوا دينا غير دين الله في أقطار المعمورة وفي البلاد التي نسبوها للإسلام ؟ بل ما هو مصير هؤلاء المتدينون الذين أوصول مثل هؤلاء الحكام الفسقة الفجرة مرتكبي المحرمات إلى مواقع المسؤولية الذين أفسدوا مجتمعاتهم وحرموا حلال الله وأحلوا حرامه بعنوانين مختلفة تارة بلديات وتارة نيابة وتارة جمعيات وما هوت أنفسهم الدنيوية ؟ وها سيدي ومولاي القائم يشير إلى ذلك عندما يقول في وصيته لهشام : يا هشامُ نُصب الخلقُ لطاعة الله و لا نجاة إلا بالطاعة و الطاعةُ بالعلم و العلمُ بالتعلم و التعلمُ بالعقل يُعتقدُ , ولا علم إلا من عالمٍ رباني ومعرفةُ العالم بالعقل , وفي البحار ج 73 ص 393 ) عن سيد الحكماء علي عليه السلام قال : لا دين لمن دان بطاعة المخلوق في معصية الخالق , فأي خلق هؤلاء الذين يعصون المولى تبارك وتعالى ؟ أي خلق هؤلاء الذين يعصون الرسول ووصيه وأهل بيته ؟ بل كيف سينجون وهم على علم بأنهم عاصون سيما بعد أن يقروا بأن موقفهم هذا او ذاك سياسي ولا علاقة له بالدين ؟ واي علم هذا يعلمونه المساكين حيث يرتكبون المعاصي والمحرمات ويزورون بيت الله الحرام صارخين لبيك اللهم لبيك ؟ أي عقل هذا يمكن أن يقبلهم أو يؤمن بهم وهم متلبسون العلم , لكنهم بعملهم لهذا العلم هم مخالفون ؟ !!

ومن علامات العقل وجنوده ما أشار إليه عليه السلام في وصيته لهشام عندما قال له : يا هشام إن الله خلق العقل وهو أول خلق خلقه الله من الروحانيين عن يمين العرش من نوره فقال له أدبر فأدبر ثم قال له أقبل فأقبل فقال الله جل وعز خلقتك خلقا عظيما وكرمتك على جميع خلقي , ثم جعل للعقل خمسة وسبعين جندا فكان مما أعطى العقل من الخمسة وسبعين جندا الخير وهو وزير العقل , الشر وهو وزير الجهل الانتقام الغنى الفقر التفكر السهو الحفظ النسيان التواصل القطيعة القناعة الشره المواساة المنع المودة العداوة الوفاء الآ أن ذكر عليه السلام الطاعة والمعصية .

في بحار الأنوار ج 18 ص 5 باب نفي الظلم و الجور عن الله تعالى روي عن أبا عبد الله – ع - : ... فقال له زنديق أخبرني عن الله عز وجل كيف لم يخلق الخلق كلهم مطيعين موحدين وكان على ذلك قادرا ؟ قال – ع - : لو خلقهم مطيعين لم يكن لهم ثواب لأن الطاعة إذا ما كانت فعلهم لم تكن جنة و لا نار , ولكن خلق خلقه فأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته واحتج عليهم برسله وقطع عذرهم بكتبه ليكونوا هم الذين يطيعون ويعصون ويستوجبون بطاعتهم له الثواب , وبمعصيتهم إياه العقاب , فالعمل الصالح من العبد هو فعله والعمل الشر من العبد هو فعله , العمل الصالح العبد يفعله والله به أمره , والعمل الشر العبد يفعله والله عنه نهاه , قال أليس فعله بالآلة التي ركبها فيه ؟ قال نعم ولكن بالآلة التي عمل بها الخير قدر بها على الشر الذي نهاه عنه , قال فإلى العبد من الأمر شي‏ء , قال ما نهاه الله عن شي‏ء إلا و قد علم أنه يطيق تركه ؟ ولا أمره بشي‏ء إلا وقد علم أنه يستطيع فعله ؟ لأنه ليس من صفته الجور والعبث والظلم وتكليف العباد ما لا يطيقون , قال فمن خلقه الله كافرا يستطيع الإيمان وله عليه بتركه الإيمان حجة .

وفي مستدرك‏الوسائل ج 18 ص 255 باب وجوب طاعة الله سبحانه وتعالى روي عن أبي عبد الله – ع - قال : خرجت هذه الرسالةُ من أبي عبد الله ( ع ) إلى أصحابه فيها : فليُطع الله فإنهُ من أطاع الله فقد أبلغ إلى نفسه في الإحسان , واعلمُوا أنهُ ليس يُغني عنكُم من الله أحدٌ من خلقه شيئاً لا ملكٌ مُقربٌ ولا نبي مُرسلٌ ولا من دُون ذلك فمن سرهُ أن تنفعهُ شفاعةُ الشافعين عند الله فليطلُب إلى الله أن يرضى عنهُ , واعلمُوا أن أحداً من خلق الله لم يُصبهُ رضى الله إلا بطاعته وطاعة رسُوله وطاعة وُلاة أمره من آل مُحمدٍ ( ع ) ومعصيتُهُم من معصية الله ولم يُنكر لهُم فضلاً عظُم أو صغُر , أن المُنكرين هُمُ المُكذبُون وأن المُكذبين هُمُ المُنافقُون وأن الله عز وجل قال للمُنافقين وقولُهُ الحق إن المُنافقين في الدرك الإسفل من النار ولن تجد لهُم نصيراً, .... إلى أن قال ولن يُنال شي‏ءٌ من الخير إلا بطاعته والصبر والرضى من طاعته , ومن سرهُ أن يُبلغ إلى نفسه في الإحسان فليُطع الله فإنهُ من أطاع الله فقد أبلغ إلى نفسه في الإحسان وإياكُم ومعاصي الله أن تركبُوها فإنهُ من انتهك معاصي الله فركبها فقد أبلغ في الإساءة إلى نفسه وليس بين الإحسان والإساءة منزلةٌ , فلأهل الإحسان عند ربهمُ الجنةُ , ولأهل الإساءة عند ربهمُ النارُ , فاعملُوا بطاعة الله واجتنبُوا معاصيهُ ,وعن أبي عبد الله – ع - الإيمانُ أن يُطاع اللهُ فلا يُعصى , والعبادةُ حُسنُ النية بالطاعة من الوُجُوه التي يُطاعُ اللهُ منها .

ومن وصيته – ص – لسيد البلغاء عليه السلام قال : يا علي أربعةٌ من قواصم الظهر , إمامٌ يعصي الله عز وجل ويُطاعُ أمرُهُ , وزوجةٌ يحفظُها زوجُها وهي تخُونُهُ , وفقرٌ لا يجدُ صاحبُهُ مُداوياً , وجارُ سوءٍ في دار ٍ مُــقام ٍ .

وقبل الختام

عن مولانا صادق أهل البيت عليهم السلام انه قال : إنّ آدم – ع - رأى حوّاء في المنام فلمّا انتبه قال يا ربّ من هذه الّتي آنستني بقربها قال اللّه تعالى هذه أمتي فأنت عبدي يا آدم ما خلقت خلقاً هو أكرم عليّ منكما إذا أنتما عبدتماني و أطعتماني و خلقت لكما داراً و سمّيتها جنّتي فمن دخلها كان وليّي حقّاً و من لم يدخلها كان عدوّي حقّاً فقال آدم و لك يا ربّ عدوٌّ و أنت ربّ السّماوات قال اللّه تعالى يا آدم لو شئت أجعل الخلق كلّهم أوليائي لفعلت و لكنّي أفعل ما أشاء وأحكم ما أريد قال آدم يا ربّ فهذه أمتك حوّاء قد رقّ لها قلبي فلمن خلقتها قال اللّه تعالى خلقتها لك لتسكن الدّنيا فلا تكون وحيداً في جنّتي قال فأنكحنيها يا ربّ قال أنكحتكها بشرط أن تعلّمها مصالح ديني و تشكرني عليها فرضي آدم – ع - بذلك فاجتمعت الملائكة فأوحى اللّه تعالى إلى جبرائيل أن اخطب فكان الوليّ ربّ العالمين و الخطيب جبرئيل الأمين و الشّهود الملائكة المقرّبون و الزّوج آدم أب النّبيّين و الزّوجة حوّاء فتزوّج آدم بحوّاء على الطّاعة والتّقى والعمل الصّالح فنثرت الملائكة عليهما من نثار الجنّة .

وختاما زهرة من روضة الواعظين حيث روي عن رسول الله - ص – أنه قال : أما علمت أن الله يطاع بالعلم ويعبد بالعلم وخير الدنيا والآخرة مع العلم وشر الدنيا والآخرة مع الجهل .

نسأله تعالى أن يجعلنا من المطيعين له ولرسوله وأهل بيته عليهم السلام حجته على العالمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


عاملي [/align]