سقط القناع وذاب الخجل!
بسم الله الرحمن الرحيم
الله صل على محمد وال محمد
قد يكشف الولد بريده الإلكتروني.. ويعلنه بهدف التعارف على الفتيات.. وتمضية الوقت الممتع معهن في تبادل الأحاديث .. مما يشبع في نفسه غريزة مدمرة تشده نحو الجنس الآخر الناعم اللطيف!..
ولأن هذه الغريزة عمياء صماء بكماء.. فهي لا تعرف الدين ولا الأخلاق ولا الذوق ولا الضمير.. لا تعرف أي شيء آخر أبدا سوى الإشباع ثم الإشباع.. فيصح في نظر هذه الغريزة المتهورة أن تدمر كل غالٍ مهما بلغ ثمنه!.. وأن يهبط كل السمو إلى الحضيض في سبيل أن تحقق هواها وشهوتها السخيفة!..
ومن الطرف الآخر..
تقشعر أبداننا أيما قشعريرة!.. وتفترس أرواحنا الرجفة الهوجاء.. حينما يذوب حياء الفتاة فجأة!.. وتتهدم كل أبنية الخجل وتنهار في مملكتها الأسطورية!.. وإذا بها تعلن بعين أقوى من الفولاذ!.. تعلن بقوة الغريزة التي داست على العفة والحياء!.. تعلن عن بريدها الإلكتروني!.. وتكشفه للعلن!.. بغية جذب السفهاء والسخفاء.. وباعة الضمائر.. وصيادي القلوب بخناجر الكلمات المسمومة.. التي تنغرز في القلب فيموت الدين في أعماقه.. وتموت العفة في باطنه.. وتحترق البراءة بكل معانيها السامية..
فيا أيتها الفتاة الهائمة على وجهها في صحراء الحياة غير المتناهية قفي مكانكِ.. فإن وراءكِ نور الله يلاحقكِ وأنتِ لا تشعرين.. لكي ينقذك من أنياب الضياع ومخالب التعاسة والألم.. فلماذا لا ترفعين رأسكِ عن تراب الأرض لحظة واحدة فقط!.. فتنظرين بعدها عاليا حيث جمال العالم الآخر.. عالم الروح.. عالم أنوار الباطن والمعنى.. عالم تتجلى فيه أسرار الله.. وتحط في رحاله ملائكة الجمال..
التفتي وراءكِ.. قليلا.. فيدٌ من لطف الله تعالى تلوّح لكِ من الأفق الشرقي.. تنساب من بين أصابعها المشرقة خيوط الضوء الذهبي لكي تتسلل إلى أعماق أعماق قلبك الصغير.. ليصبح أكبر محل للسعادة..
فأرجوكِ أرجوكِ يا أختاه!.. مدي لها يدكِ الصغيرة وبسرعة!.. لتنتشلكِ فورا من عذاب الأرض وجحيم المشاعر!..
المفضلات