قلم الحبر اختراع عربي :

إذا كان الكثيرون يعتقدون أن قلم الحبر السائل هو من اختراع الأمريكي (( لويس ووترمان )) فهم مخطئون لأن قلم الحبر عرفه العرب قبل " ووترمان " كما جاء في إحدى المخطوطات .

فقد سعى العرب إلى تطوير القلم ، بحيث يكون أداة متكاملة دون الحاجة إلى الدواة التي تمده بالمداد والتي يصعب حملها والتنقل بها ، وقد حدث هذا التطوير في بداية القرن الرابع الهجري ( العاشر الميلادي ) على يد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي ، فكان صاحب الفضل في اختراع قلم الحبر .

وتذكر الرواية التاريخية التي وردت في كتاب " المجالس والمسامرات " التي ذكرها صاحب كتاب " تقدم العرب في العلوم والصناعات وأستاذيتهم لأوروبا " ، أن المعز قال في حضرة القاضي النعمان بن محمد : " نريد أن نعمل قلماً يكتب به بلا استمداد من دواة ، يكون مداده من داخله ، فمتى شاء الإنسان كتب به فأمده ، وكتب بذلك ما شاء ، ومتى شاء تركه فارتفع المداد وكان القلم ناشفاً منه جعله الكاتب في كمه أو حيث شاء فلا يؤثر فيها ، ولا يرشح شيء من المداد ، ولا يكون ذلك إلا عندما يبتغي منه ويراد الكتابة به ، فيكون آلة عجيبة لم نعلم أن أحداً سبقنا إليها ، ودليلاً على حكمة بالغة لمن تأملها وعرف وجه المعنى فيها " ، فقلت : يكون هذا يا مولانا عليك سلام الله ؟ قال : يكون إن شاء الله ، فما مرّ بعد ذلك إلا أيام قليلة حتى جاء الصانع الذي وصف له الصنعة به معمولاً من ذهب ، وأودعه المداد على مقدار الحاجة ، فأمر بإصلاح شيء منه ، فأصلحه وجاء به ، فإذا أخذه الكاتب وكتب به كتب أحسن كتاب ما شاء أن يكتب به ، ثم إذا رفعه عن الكتاب أمسك المداد . فرأيت صنعة عجيبة لم أكن أظن أن أرى مثلها ، فكانت هذه الصنعة العجيبة قلم الحبر الذي يقلب في اليد ويميل إلى كل ناحية فلا يبدو منه شيء من المداد " .

وهكذا نرى أن المعز لدين الله قد وضع وصفاً دقيقاً لأقلام الحبر التي نستعملها اليوم ، وأمر بصنعها على النحو الذي رسمه حتى صار قلماً صالحاً للكتابة . ونفهم من كلام المعز والنعمان أن هذا النوع من الأقلام لم يكن معروفاً قبل عصر المعز " المصدر تقدم العرب في العلوم والصناعات .. ، ص 214 "

ووتر مان وقلم الحبر الحديث :
إذا كان المعز لا يعرفه الكثيرون كمخترع حقيق لقلم الحبر ، فإن هناك رجلاً آخر يكاد الجميع يعرفونه غنه المخترع الأول لقلم الحبر ، " لويس أديسون ووترمان " . وقصته مع قلم الحبر تستحق الذكر .
كان ووتر مان يعمل بائعاً لعقود التأمين ، وفي سنة 1884م كان يحمل في سلسلة ساعته ، مثل أي بائع أنيق في زمانه ، ريشة هشة لها سن من الصلب يغمس في المداد ، ومعه محبرة سهلة الحمل ذات سدادة من الفلِّين . وكان بعض هذه الريش التي تكتب بالغمس في المداد أقلاماً ذات نبع مدادي داخلي ، يعمل بالقطارة أو بالمكبس ، وكانت عبارة عن أدوات غير محكمة الصنع ، أنشئت في داخلها مستودعات للحبر . وكانت هذه الأقلام قد ظهرت حينذاك في السوق ، واشترى ووترمان واحداً منها لنفسه .
وحدث في تلك الاثناء ـ حين كان أحد عملائه يتأهب للتوقيع على طلب تأمين ذي قيمة كبيرة ـ أن التمس ووترمان قلم الحبر ، فإذا بالطوفان يقع ؛ فقد أغرق القلم الوثيقة بالمداد ، وإذا بالعميل يغضب ويعهد بالصفقة إلى وكيل منافس لووترمان ؛ فأصابه هذا الحادث بجرح ليغ في جيبه وروحه ؛ فترك التأمين على الحياة واستخدم مواهبه الطبيعية الميكانيكية في اختراع قلم حبر عملي مريح ، وكان من اليسير إيجاد مستودع للمداد داخل القلم . ولكن القلم الذي يستطيع توزيع المداد في انسياب مستمر ، أو عن طريق منفذ ضابط لسيل الحبر يحركه الكاتب ويوقفه حسب حاجته لم يكن قد ابتكر بعد . ولكن يضمن ووترمان فيضاً منتظماً من الحبر ، قرر أن يستخدم الخاصية الشعرية ، وهي خاصية السوائل الطبيعية في الانسياب إلى أعلى في الأنابيب الضيقة ضد الجاذبية الأرضية . و قد صنع " ووترمان " شقا للقلم بسمك الشعرة ليكون مجرى الجاذبية الشعرية ، لسحب الحبر إلى طرف القلم ، وعمل مجرى آخر يسمح للهواء بدخول مستودع الحبر ليملاً المكان الذي فرغ باستهلاك المداد حتى يبقى ضغط الهواء في الداخل متوازناً مع ضغطه في الخارج ؛ وبذلك لا يرشح القلم .

وقد لقي قلم " ووترمان " نجاحاً كبيراً بعدما سجل سنة 1884م وما تزال نظرية ضبط المداد بالخاصية الشعرية تستخدم في كل اقلام الحبر حتى يومنا هذا " المصدر قلم الحبر الذي لا يخلو منه مكان ، المختار من رايدرز دايجست "


القلم الجاف .. المنافس :

بعد أربع سنوات فقط من اختراع " لويس ووترمان " لقلمه تقدم شخص أمريكي يدعى " جون لاود " سنة 1888م لتسجيل قلم حبر ذي سن كروي ، ولكن حاسديه وقفوا له بالمرصاد ، حتى كانت سنة 1945م ، حين ارتفع إلى أوج الشهرة قلم الحبر الجاف ذي السن الكروي بنمطه الجديد . وبعد عامين انقلبت الأمور رأساً على عقب ؛ حين انخفض ثمن هذا النوع من الأقلام من خمسة عشر دولاراً إلى خمسة عشر سنتاً . وظلت المدارس تفرض على التلاميد استخدام أقلام الحبر السائل . وكانت البنوك من أهم المؤسسات التي تعترف بقلم الحبر السائل دون أن تعترف بقلم الحبر الجاف " المصدر قلم الحبر الذي لا يخلو منه مكان ، المختار من رايدرز دايجست "




السؤال
اين يوجد اكبر تجمع للبراكين