وما المال والأهلون إلا ودائع ولا بد يوما أن ترد الودائع
من القائل ؟
وما المال والأهلون إلا ودائع ولا بد يوما أن ترد الودائع
من القائل ؟
لبيد بن ربيعة
بلينا وماتبلى النجوم الطوالع
وتبقى الديار بعدنا والمصانع
وقد كنت في أكناف جار مضنة
ففارقني جار بأربد نافع
فلا جزع إن فرق الدهر بيننا
فكل إمرىء يوما به الدهر فاجع
وما الناس إلا كالديار وأهلها
بها يوم خلوها وراحوا بلاقع
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه
يحور رمادا بعد إذ هو ساطع
وما المال والأهلون إلا ودائع
ولابد يوما أن ترد الودائع
وما الناس إلا عاملان فعامل
يتبر ما يبني وآخر رافع
فمنهم سعيد آخذ بنصيبه
ومنهم شقي بالمعيشة قانع
لعمرك ماتدري الطوارق بالحصى
ولا زاجرات الطير مالله صانع
من هو اول من بكى على الحسين عليه السلام
اول من بكى على الحسين عليه السلام نبي الله محمد صلى الله عليه واله وسلم
أختر الأجابة الصحيحة
العسجد هو
b. الفضة
a. الذهب
العسجد هو :الــذهـب .س/ ماذا يسمى صغير الناقة ؟
اعتقد
حوار ((صغير الناقة ))
********************
من هو مؤلف كتاب كليلة ودمنة
يعتبر كتاب كليلة ودمنه من الكتب التي لم تتأثر بتقادمها، لذلك يُعاد نشره من وقت لآخر، آخر طبعة اطلعت عليها كانت ذات حجم صغير من سلسلة "الكتاب للجميع". حدث ذلك منذ فترة قريبة، حوالي أسبوع، وأنا اليوم في 2002/12/29.هذه هي المرة الثانية التي أطلع فيها على هذا الكتاب، المرة الأولى كانت منذ فترة طويلة ولم أعد أذكر متى. يمكن القول للتبسيط أنني اطلعت عليه قديماً وحديثاً. وأقول اطلعت لأني لم أقرأه كله كاملاً في المرتين. في المرة الأولى بدأته من باب الأسد والثور لما سمعته عن حكايات الحيوانات المسلية، ولا أنكر استمتاعي بقصص الحيوانات التي تتكلم. لم أقرأ المقدمة. في المرة الثانية قررت أن أفعل العكس، أي أن أقرأ المقدمة فقط، هكذا قسّمت الكتاب إلى قسمين. هناك جزء يسمى المقدمة "باب مقدمة الكتاب"، هذا الباب يحكي كيفية نشوء الكتاب وظروف تنقله بين الثقافات. نجد النشأة في الهند، ينتقل إلى فارس، إلى العرب... ولا يمكن أن ننسى دو لافونتين وكتاب (Les Fables). يتبع ذلك جزء آخر هو لب الكتاب أو المحتوى الذي وضعه المؤلف مع أحد تلاميذه ويبدأ بباب "الأسد والثور". إلى الآن مرت علينا مجموعة "ثنائيات ولا أعلم هل لوجودها الكثير في الكتب دو
ر في ذلك أم لا، الغريب أنها (الثنائيات) ستبقى تتابعنا وتتكرر، فارضة نفسها أكثر من مرة وفي أكثر من مكان. على كل حال، ما يهمنا هنا هو القسم الأول المقدمة.
المقدمة عبارة عن رواية للأحداث التي أحاطت بالكتاب وقد جُمعت وحمل اسمها شخص اسمه بهنود بن سحوان ويعرف بعلي بن الشاه الفارسي. ولكن هل هذا الشخص هو الراوي الفعلي للأحداث؟ لا، فهو وضع المقدمة ولكن هناك من روى له الأحداث. لذلك أعتقد أنه من المهم تقسيم زمن وقوع الأحداث في مقدمة الكتاب إلى فترتين اثنتين، وذلك لمعرفة راوي أو رواة الحدث. ستتضح أهمية معرفة الراوي لاحقاً في ثنايا قراءتنا. الفترة الأولى يمكن تسميتها "فترة المؤلف"، والفترة الثانية "فترة الناسخ". فترة المؤلف تبدأ من البداية وتنتهي بوضع الكتاب بين أيدي الملك. الراوي لهذه الفترة يمكن أن يذكر بالجمع، فهناك مؤلف الكتاب نفسه وهناك تلاميذه وملك الهند وخاصته... وغيرهم. كل هؤلاء شاركوا في الأحداث وكل واحد منهم روى بطريقته، وفضاء السرد هو بلاد الهند. فيما يخص فترة الناسخ، فربما كان المستحسن أن تقسم بدورها إلى مرحلتين اثنتين هما: مرحلة ما قبل سفر الناسخ إلى الهند وتدور أحداثها في بلاد فارس، ومرحلة وجوده في الهند، لنسخ الكتاب، وتدور أحداثها كما هو واضح في بلاد الهند. في مرحلة الناسخ الأولى، أي ما قبل السفر، يمكن القول أيضاً أن هناك مجموعة من الرواة كالملك أنو شروان،
مستشاريه ووزرائه، الناسخ نفسه... أما المرحلة الثانية التي تدور أحداثها في الهند فليس لها غير راو واحد هو الناسخ. جميع ما حدث في الهند تمت روايته من قبل ناسخ الكتاب، فالمقدمة لا تخبرنا أنه كان مصحوباً بأحد من أهل فارس، لقد ذهب لوحده. أما الهنود فلا يعلمون شيئاً عن شخصيته ولا عن موضوع النسخ هذا، باستثناء شخص واحد. ولكن هذا الشخص يصعب عليه أن يروي هذه الحكاية ففيها موته. هذا يعني أن الشاهد الوحيد على الكتاب من أهل فارس هو من قام بنسخه فقط. سيبقى الناسخ هو الصوت الوحيد على هذه الفترة في كل النسخ التي تمت ترجمتها من الفارسية إلى اللغات الأخرى. ليس ذلك فقط بل يمكن القول إن الناسخ هو الوحيد الذي يشترك في رواية أحداث كل الفترات. كل من يقرأ الكتاب مترجماً من الفارسية يصبح أسيراً لصوت هذا الراوي. ترى ماذا لو حاولنا كسر هذا الطوق الصوتي، ماذا سنجد؟
لو تم تركيز كاميرا على نص المقدمة، من أعلى، ثم ارتفعت ببطء فسوف نجد أن الرواية بكاملها تقول: "هناك كتاب ألفه فيلسوف هندي فيه من الحِكَم والعِبر الشيء الكثير وتحكي أحداثه الحيوانات. بعد فترة من الزمن يقوم عالم من أهل فارس بالذهاب إلى بلاد الهند مخاطراً بحياته ليحصل على الكتاب من خزينة الملك حيث كان مخفياً. يستطيع أن يحصل على نسخة منه فيعود إلى بلاده سالماً غانماً. في كلتا الحالتين تمت العملية بناء على رغبة الملك، التأليف تم بناء على رغبة ملك الهند والنسخ تم بناء على طلب ملك فارس".
لننزل الكاميرا الآن ولنقترب من النص حتى نحط عليه ولنسير فيه ولنبدأ من عند طلب ملك الهند، واسمه دبشليم، وضع الكتاب. تقول المقدمة أن الملك طلب من أحد أكبر فلاسفة بلاده أن يضع كتاباً بليغاً يخلد اسمه مثل من سبقه من الملوك، هذا الفيلسوف اسمه بيدبا. يقضي بيدبا عاماً كاملاً مع أحد تلاميذه في تأليف الكتاب تنفيذاً لرغبة الملك. يهدف الكتاب كما يريد الملك إلى: أولاً سياسة العامة وتأديبها على طاعة الملك، ثانياً تبيان أخلاق الملوك وسياستها للرعية. لكي يؤدي الكتاب غرضه يطلب الملك من بيدبا أن يجعل للكتاب وجهين، أحدهما ظاهر والآخر باطن. هذا المنهج الملوكي قائم على أساس الفصل بين الناس إلى عامة وخاصة. الظاهر للعامة والباطن للخاصة. يطلب الملك أن يكون ظاهر الكتاب تأديبا للعامة وتذكر المقدمة أن بيدبا قد وضع الوجه الظاهر ليكون لهواً للعوام! قراءة العامة هي قراءة ظاهرة الحروف نهايتها التسلية أما باطنها فهي للخاصة، حيث تكون رياضة لتنشيط عقولها. ألا تعتقدون أن هناك تناقضاً؟ لن نهتم به فسيصبح غير ذي شأن ولنتابع موضوعنا. احترم بيدبا الثنائية التي أقره الملك وربما استحسنها حيث ان غالب الكتاب قائم على الثنائيات كما أشرنا. ينتهي الفيلسو
ف الحكيم من وضع الكتاب ويقدمه للملك في حفل مهيب. وكعادة الملوك يتكرم دبشليم عليه بأن يسأله عن طلبه بعد هذا الجهد، لا يعتقد دبشليم أن هناك شيئاً يعمل لوجه الله ودون مقابل مادي. لكن بيدبا رجل علم لذلك كان من الضروري أن يكون طلبه أكبر من المادة، فماذا طلب يا ترى من الملك؟ لنقرأ ذلك: "أن يدون كتابي هذا كما دون آباؤه وأجداده كتبهم. ويأمر بالمحافظة عليه فإني أخاف أن يخرج من بلاد الهند فيتناوله أهل فارس إذا علموا به. فالملك يأمر أن لا يخرج من بيت الحكمة". أي يجب أن يحفظ الكتاب ولا يشاع، وذِكر الخوف من أن يخرج من بلاد الهند فيقع بين أيدي أهل فارس يقتضي إخفاءه وحجبه عن عامة الناس، حتى عن العامة من أهل الهند. يوافق الملك دون معارضة وبكل رحابة صدر ويأمر بحفظ الكتاب في دار الحكمة. سيدخل في الخزينة. لم أكن أتوقع هذا الطلب نهائياً فهو مناقض لرغبة الملك السابقة، حيث طلب أن يكون للعامة في الكتاب نصيب ليتأدبوا ويتعلموا طاعة الملك. كما انه مناقض لوضع بيدبا كفيلسوف مشتغل بالعلم! هكذا تناسى الملك والحكيم الفاضل العامة. لم يعد لعامة الناس شأن كبير في حسابهما، أما الكتاب فسيبقى لكي يطلع عليه من يفهم لغة الباطن وهم الخاصة. الشيء ال
ذي سيبقى في الكتاب هو الحديث عن أخلاق الملوك وسياستهم للرعية. هذا أحد طلبات الملك. لن يكون هناك لا تسلية ولا تعليم للعامة بعد أن حُجب عنهم الكتاب. أنقذ بيدبا نفسه ومليكه من التناقض الذي وقعا فيه.
سوف أتوقف هنا قليلاً لأطرح سؤالاً أراه مشروعاً: ترى ما الذي جعل بيدبا، وهو الفيلسوف والعالم العاقل الذي يجب أن يكون همه نشر العلم، أن يطلب من دبشليم أن يحفظ الكتاب ويحيطه بالسرية؟ بهذا سيحرم منه العامة الذين كان الملك يريد أن يعلمهم من خلاله طاعة الملوك. بل يمكن القول إن حجب الكتاب فيه حرمان للعالم بأسره من الاطلاع والمعرفة. كما أن هناك شيئا غير مفهوم وهو أن بيدبا قد وضع كتابه وفي ذهنه نوعان من المتلقين، العوام والخواص، ودليل ذلك أنه جعل للكتاب وجها ظاهرا ووجها باطنا. لماذا يكلف نفسه مشقة وضع الكتاب على وجهين إذا كان سيخفيه ويجعله سراً بعد ذلك؟ كان يمكن أن يكتفي بوجه واحد، بما أنه سيبقى في مكان أمين كدار الحكمة، وتحت يد متلق واحد هم الخاصة. هناك أيضاً استفسار آخر: لماذا يذكر بيدبا أهل فارس بالذات دون غيرهم من الأمم ويريد أن يحرمهم من العلم؟ يجب أن نفهم أن خوفه من أن يقع الكتاب تحت يد أهل فارس يعني الخوف على ما يحمله باطن الكتاب وليس ظاهره ليس من المعقول أن يخاف على ظاهرالكتاب، ألم يجعل هذا الظاهر تسلية ولهواً؟! هنا يمكن أن نستنتج رسالة بسيطة ولكنها معبِّرة مفادها أن أهل فارس من ذوي العقل والدراية والحكمة التي
تسمح لهم وبمجرد الاطلاع على الكتاب أن يفهموا معناه الباطن، الذي أخفاه بيدبا، فيستفيدون منه. في هذه اللحظة بالذات كيف تنظرون إلى هذا الفيلسوف؟ لنترك الحكم عليه مؤقتاً حيث أجدني هنا مجبراً على طرح سؤال كان طوال قراءتي يقفز أمام عيني وأحاول أن أتجاهله، أو بعبارة أصح أتهرب منه: هل طلب بيدبا فعلاً من الملك أن يخفي الكتاب؟ يجب أن نعلم أن بيدبا ليس الراوي الوحيد وأن ذلك التناسخ الفارسي، الذي ذهب لنسخ الكتاب ونقله إلى الفارسية، هو أحد الرواة الأساسيين.
تقول المقدمة أن من قام بنقل نسخة من الكتاب إلى بلاد فارس هو برزويه بن أزهر. شخصية هذا الرجل، كما يبرزها النص، فيها من الخصال الحميدة الشيء الكثير. نقرأ مثلاً أنه شاب جميل الوجه كامل العقل والأدب ذو حسب وصناعة شريفة هي الطب... لم يتم إيجاد هذا الشخص إلا بعد بحث وتقص، هو إذاً شخصية نادرة تتميز بميزات كثيرة. هذه المميزات ضرورية بالنظر إلى المهمة التي يجب أن يقوم بها. والمهمة هي استنساخ كتاب كليلة ودمنة. ولكن هل المطلوب كان استنساخ كتاب كليلة ودمنة فقط؟ غالب المقدمة تتحدث عن هذا الكتاب غير أن هناك معلومة نجدها في هذا السطر الصغير: "وما قدرت عليه من كتب الهند ما ليس في خزائننا منه شيء فأحمله معك". هذا كلام كسرى إلى برزويه. إذن كتاب كليلة ودمنة ليس الهدف الوحيد من الذهاب إلى الهند بل هناك كل ما تحتويه خزائن الملك من كتب قيمة. عند قراءتي لهذا الجزء لم استطع أن أمر عليه مرور الكرام كما يقال. بالنظر إلى واقع العملية أرى عدم اختلافها عن الكتاب من حيث أن لها وجهين، ظاهر وباطن. الوجه الظاهر أنها عمل شريف رائع فيه جهد ومخاطرة لتحقيق مصلحة البلاد والعباد. أما الوجه الباطن فهي ليست إلا سرقة وسطوا على خزائن ملوك الهند لسلب
ما فيها، حتى مع كل محاولات النص في تجميل ذلك وعقلنته. قام برزويه بتحريض من الملك أنو شروان بسرقة ما في خزائن الهند من كتب. ولكن عملية غير شريفة كهذه كيف يمكن أن تتم ويتقبلها الناس؟ يجب أن تعطى تبريراً وسبباً. سيتم ذلك بأسلوبين: الخفض والرفع. الخفض من قيمة الآخر وعمله "وهو هنا الهند" والرفع من شأن الأنا وعملها "وهي هنا فارس".
لكي نعرف كيف تم الإقلال من شأن الهند يجب أن نعرف أولاً من هو بيدبا مؤلف كتاب كليلة ودمنه والذي طلب إخفاء الكتاب كما تقول المقدمة. منذ البداية يذكر نص المقدمة أن بيدبا هو رأس البراهمة. هو ليس رجلا عاديا، إنه كبير الطائفة التي تعتبر الطبقة الأولى في الهند وهم المسؤولون عن العلم والتعليم والكهانة... كما أنه كان وزيراً للملك. إنه رمز العلم والسياسة. إنه الرأس وإذا خرب الرأس خرب باقي الجسد. علماء الهند وحكامها خونة للعلم والحكمة والعقل وذلك من خلال إخفاء كبيرهم للعلم عن العالم!! هل يُفهم من ذلك أن الكتاب لم يكن في خزانة الملك وأنه كان مشاعاً؟ لا. لا يجب أن نستنتج ذلك. ربما كان الكتاب في خزائن الملك ولكن هناك فرقا كبيرا بين أن يوضع الكتاب في خزائن الملك وبين أن يتم إخفاؤه قصداً. كل أمم الأرض تحاول المحافظة على تراثها وعيون ممتلكاتها دون أن تخفيها. الحقيقة ان حكاية اخفاء الكتاب عمداً ليست بسيطة. لنتخيل عدم وجودها، ما الذي سيأتي بذكر فارس وملكها وبرزويه... إن هذه الحكاية هي أساس وجود أهل فارس، بل إنها تخلق لهم وجوداً وحياة أبدية في الكتاب، وهذا سيسهم في تحقق طريقة الرفع وهي الأداة الثانية في استراتيجية تبرير عملية ا
لسطو على خزائن الهند. الرفع من قيمة الأنا الفارسية، أجدها في تقديم العمليةعلى أنها عمل جليل، البحث عن الحكمة. بل إن المقدمة لا تنسى أن تذكرنا بأن العملية تمت بعد أن ألهم الله الملك الفاضل الماجد الرشيد السعيد... كسرى أنو شروان. لا يجب أن يستغرب أحد إذاً لماذا كانت المقدمة مليئة بذكر محاسن برزويه، والتأكيد على إنه رأس أطباء فارس. هكذا يفاضل النص بين رأسين وينزل كل واحد منزلة خاصة به. في الوقت الذي يوضع رأس الهند في خانة الخيانة كان رأس فارس يوضع في خانة الأمانة. كان من الصعب أن يقدم برزويه كمجرم وسارق له أخلاق اللصوص، كان ضرورياً أن يقدم رجلاً شريفاً حكيماً ذي عقل ودراية وفضل يسعى لخدمة مليكه ووطنه بالحصول على ذلك العلم، الذي أخفاه خائن العلم والمعرفة بيدبا عن العالم. وبما أن المقدمة لا تذكر أن أهل فارس حاولوا إخفاء الكتاب بعد ذلك، بل ترجموه للعالم، فإن فضلهم سيصبح على العالم بأسره. أصبح هناك صورتان، صورة الهندي الذي ضن بالعلم واحتكره، وصورة الفارسي الأمين الذي كشف العلم ونشره، وعندما يفاضل الناس بين من حرمهم ومن بذل لهم فسوف يميلون بالتأكيد إلى من بذل لهم. شخصياً أرى برزويه سارقا، كذابا، مخادعا.. ومحبا للظهور
بشكل سافر. وهذه الصفة الأخيرة مهمة جداً، ولكن ما الدليل عليها؟
عند قراءة حكاية إرسال برزويه لنسخ (لسرقة) كتاب كليلة ودمنه، وما حوته خزائن الهند ونقل كل ذلك إلى فارس، نقرأ أنه طلب من الملك قبل سفره ما يلي: "يعقد لي مجلس قبل سفري يحضره الخواص ليعلم أهل الطاعة والمملكة ما استخصني به الملك ورآني أهلاً له ونوه باسمي فليفعل ذلك منعماً على العبد الطائع". إن أول الشروط التي يجب أن تتم فيها هذه العملية هي السرية وهو هنا يطلب أن يعقد له مجلس يذكر فيه مهمته أمام الملأ. قد يقول البعض ولكن هذا مجلس من الخواص، سوف نعرف لاحقاً ما الذي يمكن أن يفعله الخواص. إن طلب نشر الخبر يتناقض مع خصال الرجل العاقل، التي تذكرها المقدمة، خصوصاً أن يعرف الرجل نفسه فيحفظها وأن يكون لسره حافظاً. هذا أول دليل على حب هذا الرجل للبروز والظهور. أما الدليل الثاني فنجده في طلبه بعد عودته من الهند. ترى ماذا طلب من كسرى؟ يطلب برزويه من الملك كسرى أن يجعل له في الكتاب باباً باسمه وأن يضع ذلك الحكيم بزرجمهر بن البختكان: "ويجعل تلك النسخة باباً يذكر فيه أمري ويصف حالي ولا يدع من المبالغة في ذلك أقصى ما يقدر عليه. ويأمره إذا فرغ منه أن يجعله أول الأبواب التي تقرأ قبل باب الأسد والثور". لم يطلب برزويه أن توضع شخصيته
كما هي بل طلب المبالغة القصوى في الحديث عنها ولا يكتفي بذلك بل يطلب أن يتصدر الكتاب، وأن يكتب عنه حكيم ووزير هو ابن البختكان. استغرب واسأل نفسي ما السبب الذي يجعل رجلا يوصف بأنه عاقل حكيم وشريف أن يطلب المبالغة في الحديث عن شخصيته؟ في هذه اللحظة وعندما كانت هذه السطور تمر أمام عيني توقفت، ذهبت أبحث بتأن في حياة برزويه بعد وصوله إلى الهند.
لا يوجد في النص ذكر للمدة التي بقيها برزويه في الهند ولا أجد غير عبارة بسيطة ومبهمة هي: "زماناً طويلاً"، هل هذا الزمان شهور، سنين... يكتفي واضع المقدمة بالقول أن الأيام مرت وبرزويه يغشى كل المجالس، العامة منها والخاصة. خلال هذا "الزمن الطويل" لم يتعلم شيئاً جديداً، ولنقرأ سوياً: "فلم يزل كذلك زماناً طويلاً يتأدب على علماء الهند بما هو عالم بجميعه وكأنه لا يعلم منه شيئاً". الذي يفهم من هذا القول أنه عالم بلغ من المعرفة ما لم يبلغه أحد، لكن هذه العبارة تخفي تحتها صفة قبيحة يمكن اعتبارها دليلاً ثالثاً على أن في شخصية هذا الرجل ما يشوبها، إنه الغرور، الغرور الذي جعله يقول إنه خلال فترة وجوده في الهند لم يستفد شيئاً من علمائها. لقد وصل حد الكمال!!! يعلم الجميع أن الغرور وحب الظهور صفتان متداخلتان تتناقضان مع صفات الحكيم العاقل ذي الدراية الحافظ للسر، ويمكن القول أنهما قد تقودان إلى التهلكة. واعتقد أن ذلك حدث مع برزويه. كيف؟ لنستمر في سرد بعض ما ورد في المقدمة عن فترة وجوده في الهند.
يقول النص المقدمة أنه (برزويه) عندما وصل بلاد الهند كان حريصاً على ألا يطلع على سره أحد وقد تعرف على الكثيرين من الهنود ولكنه اتخذ واحداً فقط صديقاً ملازماً له. في لحظة معينة يقرر أن يبوح بسره لصديقه الهندي وأن يخبره عن حقيقته وعن حقيقة مهمته. وهنا المفاجأة. كان هذا الصديق الهندي يعلم بالأمر كله. ترى كيف اكتشف الصديق الهندي هذا السر؟ قبل أن نتناول ذلك لنقرأ رأي المقدمة (دائماً رواية برزويه) في هذا الصديق. إنه عاقل، حكيم، ذو أدب، محل الأسرار الخطيرة ومأمون على ما يستودع... دعونا هنا نتساءل هل انكشف برزويه لأن صديقه عاقل وحكيم وذو علم وقدرة على الاستنباط والاستدلال... أم لسبب آخر؟ بالنظر إلى تلك الشخصية المغرورة الباحثة عن البروز، والتي لم تتردد في مطالبة الملك بالحديث عن مهمة خطيرة على الملأ قبل أن يشرع فيها، وبالنظر إلى ذلك التكرار لصفات الرجل الهندي وتقديمه على أنه صديق قريب، من الحكماء الذين يستطيعون الاستدلال إلى ما لا يستطيعه الآخرون، قادر على حفظ السر، ومسألة حفظ السر هذه تم تكرارها كثيراً، كل ذلك يجعلني أقول: يكاد يقول المريب خذوني. شخصية برزويه فيها صفات تدفعني إلى القول بأنه لم يستطع مغالبة نفسه وطبعه
ا الذي جُبلت عليه ففعل ما جعل أمره ينكشف لمن كان يلازمه دوماً، لصديقه الهندي. الحقيقة أنني لا أجد في حديثه المنمق عن صديقه هذا غير تبرير لانكشاف أمره وعدم قدرته على حفظ السر. هنا قد يطرح سؤال وجيه، ما الذي منع هذا الرجل الهندي، عندما اكتشف أمر برزويه وعلم هدفه، من أن يخبر السلطات الهندية؟ يمكن تأجيل الإجابة على هذا السؤال بعض الوقت فمن المهم هنا متابعة حكاية الوصول إلى الكتاب.
يستمر برزويه في وصف صديقه الهندي ومدحه حتى جعل منه شخصية عظيمة وكبيرة. لكن ما لم ينتبه له برزويه هو أن اللغة أساليبها في كشف المستور. كانت لغته تدل على أنه في اللحظة التي كان يبني صورة حسنة لشخصية الرجل الهندي الذي أسماه صديقه، كان في الواقع يهدمها. كيف فعل ذلك؟ لنرى ما هو الدور الذي اضطلع به هذا الصديق الهندي في الأحداث. لقد كان السبيل إلى الكتاب!!! وصل برزويه إلى كتاب كليلة ودمنه وغيره من كتب الهند عن طريق هذا الصديق. ولكن كيف استطاع أن يصل هذا الصديق الهندي نفسه إلى الكتاب؟ نتذكر جيداً قول المقدمة أن بيدبا طلب إخفاء الكتاب في دار الحكمة، هكذا أصبح الكتاب محمياً ولا يلحقه غير خاصة الخاصة كما أسلفنا. وهنا مفاجأة أخرى. إن الصديق الهندي، الذي يفاخر به برزويه، كان خازن الملك ومن بيده مفاتيح خزائنه!!! هكذا هدم برزويه الشخصية التي كان يبنيها، يخبرنا أن صديقه خائن. كان الرجل من خاصة الخاصة، ممن يستأمنهم الملك، ومع ذلك خان. خان الخازن ملكه ووطنه وهو الذي لا تنفك المقدمة تذكره بأنه كاتم للسر، بل ويقول هو نفسه إن: "رأس الأدب حفظ السر" ويزيد أن لمعرفة عقل الرجل ثماني خصال. يكفي ذكر اثنتين منها: الأولى طاعة الملوك والت
حري لما يرضيهم، وهو هنا أبعد ما يكون عن طاعة الملوك فلقد خان الأمانة. والخصلة الثانية هي أن يكون الرجل حافظاً لسره ولسر غيره، وهو هنا أبعد ما يكون عن حفظ الأسرار فلقد أشاع السر ووضع بين يدي برزويه كل ما في خزائن الهند من أسرار. تمت عملية سرقة وسطو على خزائن ملك الهند من قبل أهل فارس وبمساعدة خازنه، ولا تبخل المقدمة بالقول ان العملية تمت ليلاً، وهذه عادة اللصوص. بالتأكيد لا يمر ذلك دون الإشارة إلى الملك: "إنه فظ غليظ يعاقب على الذنب الصغير أشد العقاب"، وهل هناك تبرير يمكن تقديمه لخيانة السلطان غير وصفه بالسوء؟هكذا أقرّ برزويه الكتاب في خزائن فارس، تحت يد ملك حكيم محب للعلم حريص على الخير متقرب إلى الله... كل الصفات التي وردت بخصوص الملك هنا أو في أي مكان آخر هي من النص وليست مني!!
بقي هناك شيئان اثنان لم يتم تناولهما بعد: أولهما الإجابة على السؤال السابق وهو لماذا لم يخبر الرجل الهندي السلطان عن برزويه عندما اكتشف أمره؟ وثانيهما هو قول المقدمة أن برزويه غادر إلى الهند ومعه عشرين جراباً كل جراب فيه عشرة آلاف دينار، أي مائتي ألف دينار، فماذا فعل بكل هذا المال يا ترى؟ على السؤالين أترك الإجابة لمن يقرأ هذه السطور. أما أنا فأقول: الحمد لله على نعمة العامة.
مع تحيات القزويني
كليلة ودمنه لأبن المقفع
ما معنى كلمة " السجنجل "
- طائر مغرد أسود اللون
- المرآة
- عشب صحراوى صيفى
المرآة
المرآةُ. و- الذهَبُ. و- سبائِكُ الفضَّةِ. و- الزعفران
التعديل الأخير تم بواسطة القزويني ; 06-12-2007 الساعة 05:08 PM
مع تحيات القزويني
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
لكي لا نخرج عن الموضوع الاساسي وهو من مؤلف كتاب كليلة ودمنة
بيدبا الفيلسوف، كما قد يعلم أو يذكر القارئون منّا، هو الفيلسوف الهندي، الحقيقي أو المتخيَّل، الذي ترجم عنه عبد الله بن المقفع في منتصف القرن الثامن الميلادي كتاب “كليلة ودمنة”.
والاسئلة يجب ان تكون للاعلام (( من هو المقصود ))
مع كل التقدير والاحترام للجميع
محمود سعد
اين السؤال
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مع تحيات القزويني
من هو مؤلف كتاب
شنطح وصيدح
المؤلف, كيلانى كامل
مع تحيات القزويني
هو مرض يصيب الدماغ فيقضي على الخلايا العصبية
فما أسم هذا المرض ؟
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات