موضوع ذو شجون أختي أميرة المرح
....السادة من ولد فاطمة ع....
نظرتي الخاصة لهم إجلالهم بشكل عام واحترامهم وأراهم أفضل الناس نسبا ( صحيح لا فرق بين الناس ولكن أراهم حالة خاصة دمهم يختلف)وإن كانوا فاسدين أو غير ملتزمين أبقى محترما لهم مع تجنبهم فقط لانهم من ولد فاطمة هناك مقولة خيتو وأتمنى التحقق منها بأن كل السادة في الجنة إكراما لفاطمة ع سمعت الكثير في هذا الشأن ولما بحثت عنها الآن لقيت شيئا من هذا القبيل في التالي:

قال تعالى ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33))

تأملات في مولد الإمام الرضا

الشيخ جعفر النمر* - 6 / 12 / 2006م - 12:27 ص

(من ورث الكتاب؟

يبقى أن نعرف أن الذي أورث الكتاب هو كل الأمة أم لا ؟ الجواب: الذي أورث الكتاب هو قسم من الأمة. ولو تتبعنا كل النصوص لم نجد مجموعة يمكن أن يقال عنها أنها مصداق لذلك إلا أهل البيت ، استنادا الي قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ (الأحزاب، آية 33 ). هذه الإرادة الخاصة المتعلقة بالتطهير لأهل البيت تعنى أن أهل البيت قد اصطفوا من بين الأمة بشئ خاص. هذه الآية تبين أن الاصطفاء بايراث الكتاب، وأنهم أعطوا الكتاب. فإذا الذي أورث الكتاب هو عترة النبي .
أقسام العترة:
هذه العترة انقسمت في وراثة الكتاب الي ثلاثة أقسام:
- قسم ظالم لنفسه.
- قسم مقتصد.
- وقسم سابق بالخيرات.
معنى هذه الأقسام الثلاثة هو ما ورد في الأحاديث الشريفة عن أهل البيت أن:
القسم الظالم هو الذي لم يعرف الإمام من عترة النبي . والروايات تؤكد أن المقصود بهذه الآية هم ولد فاطمة . فهم الذين أورثوا الكتاب. ومن ولد فاطمة من لم يعرف الإمام، وهذا ظالم لنفسه.
ومن ولد فاطمة المقتصد، وهو الذي استوت حسناته وسيئاته، وهو الذي عرف الإمام. والمقتصد هو المعتدل.
ومن ولد فاطمة السابق بالخيرات، وهو الإمام نفسه.
بمعنى أن هذا التقسيم كله يدور حول الإمام. والإمام هو السابق.العارف به هو المقتصد. والجاهل بحقه هو الظالم.
استحقاق الجنة:
يبقى قسم من ولد فاطمة وهو الجاحد لحق الإمام، والرواية تقول: ليس من خرج داعيا الي نفسه مثيرا للفتنة في امة النبي من دون حق مندرجا في هذه الآية. وهذا مستفاد من روايتين أو ثلاث روايات. إذا الظالم لنفسه هو الجاهل بحق الإمام لا الجاحد، والمقتصد هو المعتدل. والسابق بالخيرات هو الإمام، وقد وعد الله عز وجل هؤلاء جميعا الجنة.
أما الجاهل فانه إذا كان جهله كما فرضنا يستند الي قصور في المعرفة لا الي الجحود فان الله سبحانه وتعالى يغفر له ويبين له الإمامة يوم القيامة، فان قبل بفطرته وطينته استحق دخول الجنة. وان كان جاحدا لم يستحق دخول الجنة. ولا إشكال عندنا انه لا يدخل الجنة جاحد للإمامة.
عداوة الأقربين:
وفي الناس في هذه الأيام من ولد فاطمة من هو اشد على الأئمة عداوة ونصبا من الأبعدين، وسائر المؤمنين. يوجد من ولد فاطمة من يعلن العداوة للائمة صلوات الله وسلامه عليهم. ويوجد من هؤلاء في العراق – وهم قلة ولله الحمد -. ومن القصص المعروفة أن العلامة الحلي أعلى الله مقامه لما ذهب الي إيران ليجادل العلماء ويثبت أحقية المذهب كان من أشدهم عليه رجل من ولد فاطمة . فقال ذلك الرجل للعلامة انك تتشدق بفضل علي على الشيخين، وسائر الصحابة، فما دليلك على ذلك وبرهانك؟ فقال العلامة: وأي دليل اشد وضوحا من أن تكون أنت من أبناء علي وتجهل حق جدك . فالجاحد لحق الإمام لا يدخل الجنة قطعا.
هذه الآية مخصوصة بالجاهل عن قصور، وعذر، وهو الظالم. والمقتصد وهو الذي يعرف حق الإمام. والسابق بالخيرات وهو الإمام. هؤلاء وعدهم الله سبحانه أن يدخلوا جنات عدن يحلون فيها أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير. وقالوا الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن لما كابدنه في الدنيا من خوف ومشقة من الأقربين والأبعدين، إن ربنا لغفور شكور.
هذا تفسير الآية، أما عن الفوائد المستفادة منها فنجملها في التالي:
الفائدة الأولى: حرمة أهل البيت:
إن حرمة أهل البيت عندنا الشيعة، وعند المسلمين المعتدلين الذين وفقهم الله لمعرفة الحق كما هي بحرمة الكتاب. بمعنى انه لا يمكن أن يفكك بين العترة الطاهرة وبني الكتاب في مستوى من المستويات، ولا في جهة من الجهات. بل كل ما يصيب العترة يصيب الكتاب، وكل ما يصيب الكتاب يصيب العترة.
ومستند هذا التلازم وهذا الربط هو قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا ﴾ بمعنى أن الله سبحانه وتعالى نبه على جهات اصطفائهم بتوريث الكتاب. أن القران الكريم يذكر معنى اصطفاء أهل البيت بأنه عبارة عن إعطائهم الكتاب فهم يقومون مقام النبي في القيام بحقوق الكتاب تلاوة، وتفسيرا، وتطبيقا، وبيانا لمجمله، وتخصيصا لعامه، وسائر ما يناط بالنبي . فكل ما يصيب الكتاب من تحديد، أو تأويل على غير علم أو تعطيل، أو غير ذلك فهو عبارة عن تحديد للعترة، وتعطيل للعترة، وإعراض عن هذه العترة. وفي المقابل كل مجال يفسخ للعترة من تأويل الكتاب هو عبارة عن توفير لكتاب الله عز وجل واحترام لكتاب الله سبحانه.
نحن لا نقول أننا لا نحب أهل البيت لأنهم أبناء الرسول من دون لا يكون لنبوة الرسول مدخلية في الحق الذي علمنا الله سبحانه وتعالى إياه. وهو أن الرسول ومن يرتبط به من هذه الجهة هم القواد والرواد والعارفون بالحق. بمعنى أن الله سبحانه وتعالى إنما قال أن أهل هذا البيت اعرف من سائر الناس بكتاب الله. لذلك قدرنا أهل هذا البيت، وإلا فمن جهة اللحم والدم – بمعنى اللحم والدم – فلا فرق بين الرسول وسائر البشر. الفرق هو أن لحم النبي طاهر وان دمه مقدس ومحرم. وهذا ليس في كل دم، وإنما هذا في دم خاص وفي لحم خاص. لا يمكن أن نتصور أن اللحم الذي نبت على جسم النبي لحم لا يقارنه تسديد من الله سبحانه في معرفة الحق. لا يمكن ذلك، هذا اللحم لا يمكن إلا أن يوفق صاحبه لمعرفة الحق حتى في النفس، حتى في اللفظ. لا يمكن أن يتقول النبي على الله سبحانه وتعالى بعض الأقاويل.الله سبحانه وتعالى قال: إن أهله ورثوا عنه هذه الصفة، وورثوا عنه مطابقة الحق، وورثوا عنه موافقة الحق. لذلك نحن نقدس أهل البيت . «يا عمار إذا سلك الناس واديا وسلك علي واديا آخر فاسلك الوادي الذي سلكه علي» لان عليا دائما مع الحق، هذه منزلة علي .
الفائدة الثانية: إعطاء المنزلة:
إن المنزلة التي ندعيها لأهل البيت إنما هي بإعطاء من الله سبحانه. بمعنى انه لا يمكن أن يصل اليها بشر عن طريق الانتخاب، والشورى، والتداول. لان وراثة الكتاب إنما تكون بإذن الله سبحانه وتعالى. لان الكتاب عبارة عن العلم الخاص. وهذا لا يعطيه الله تعالى إلا لمن يجد وتتوفر فيه الشرائط الخاصة. وهذه الشرائط الخاصة منها اصطفاء الله سبحانه وتعالى.
الفائدة الثالثة: وراثة الإمامة:
إن العلم هذا يمكن إن يورث، كما إن الملك عند كثير من الناس يورث، والمال يورث، والصفات تورث. الإمامة أيضا تورث. الإمامة يمكن أن تنتقل من أمير المؤمنين الي الإمام الحسن الي الإمام الحسين بالوراثة. هذه الوراثة ليست وراثة قائمة على تعسف وتزمت لان الله سبحانه هو المورث وسبحانه لا يفعل إلا ما يكون موافق للحكمة والخير. فإذا الله سبحانه وتعالى علمنا أن العلم الذي يحتويه القران الكريم وهو تبيان لكل شئ يورث من رسول الله وينتقل بالوراثة الي من بعده. فمن أمير المؤمنين الي الإمام الحسن الي الإمام الحسين ومن الحسين الي أبناءه . ولما كان الكتاب علما محيطا بالجزئيات ن والكليات. فمن أعطي الكتاب فقد أعطي الحكمة وهي الخير الكثير. والكتاب تبيانا لكل شئ.
نسأل الله عز وجل أن يزيدنا تمسكا، ومعرفة بهم ، وان يرزقنا شفاعتهم في الآخرة، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله.