" هل لا أعطيتني ورقة صغيرة ؟ "
يبدو أن فكرة شكري لا تخطر ببالها أصلا !
تناولت مفكرتي الصغيرة الموضوعة على المكتب ، و انتزعت منها ورقة بيضاء ، و سلمتها إلى رغد
أخذتها الصغيرة و قالت بسرعة :
" شكرا ! "
ثم ابتعدت ...
ظننتها ستخرج إلا أنها توجهت نحو سريري ، جلست فوقه ، و على المنضدة المجاورة و ضعت ( الصندوق ) و الورقة ... و همّت بالكتابة !
أجبرت عيني ّ على العودة إلى الكتاب المهجور ... لكن تفكيري ظل مربوطا عند تلك المنضدة !
" وليد ... "
مرة أخرى نادتني فأطلقت سراح نظري إليها ...
" نعم ؟"
سألتني :
" كيف أكتب كلمة ( عندما ) " ؟
نظرت ُ من حولي باحثا عن ( اللوح ) الصغير الذي أعلم رغد كيفية كتابة الكلمات عليه ، فوجدته موضوعا على أحد أرفف المكتبة ، فهممت بالنهوض لإحضاره ألا أن رغد قفزت بسرعة و أحضرته إلي قبل أن أتحرك !
أخذته منها ، و كتبت بالقلم الخاص باللوح كلمة ( عندما ) .
تأملتها رغد ثم عادت إلى المنضدة ...
بعد ثوان ، رفعت رأسها إلي ...
" وليد ! "
" نعم صغيرتي ؟ "
" كيف أكتب كلمة ( أكبُر ) ؟ "
كتبت الكلمة بخط كبير على اللوح ، و رفعته لتنظر إليه .
ثوان أخرى ثم عادت تسألني :
" وليد ! "
ابتسمت ! فطريقتها في نطق اسمي و مناداتي بين لحظة و أخرى تدفع إي كان للابتسام !
" ماذا أميرتي ؟ "
" كيف أكتب كلمة ( سوف ) " ؟؟
كتبت الكلمة و أريتها إياها ، صغيرتي كانت مؤخرا فقط قد بدأت بتعلم كتابة الكلمات بحروف متشابكة ، و لا تعرف منها إلا القليل ...
بقيت أراقبها و أتأملها بسرور و عطف !
المفضلات