و بسرعة استدارتْ و هرولتْ نحو سريرها
و أخفتْ وجهها بين الوسائد و بكتْ بانفعال...
واقفٌ كعمود الإنارة المحروق... لا يملك قدماً تخطو للأمام و لا للخلف...
و مهما ثار يبقى منطفئا عاجزاً عن إنارة المنبت الذي يرتكز عليه...
و رؤية أين يقف... تسمّرتُ أنا بين الذهول و الفزع... و بين الإدراك و الغفلة...
و التصديق و الرفض... أنظر إلى أروى و أسمع دوي كلماتها الأخيرة يزلزل جمجمتي...
دون أن يكون لي من القوّة أو الجرأة ما يكفي لفعل أي شيء !
أخيرا تمكّن لساني من النطق ...
" أروى ... "
لم ترد عليّ، ربما كان صوتي جدا ممزقاً... لممتُ شيئا منه و ناديتها ثانية :
" أروى ... "
و هذه المرّة ردّتْ فجاء صوتها مكتوماً عبر الوسائد :
" اتركني وحدي "
و على هذا... عدتُ أدراجي إلى غرفتي أحمل أشلاء صورة محبوبتي الصغيرة بين أصابعي...
و أضمّها إلى صدري...
و مرة أخرى هويتُ برأسي المشحون بشتّى الأفكار على الوسادة...
و لكنني لم أرَ إلا سواداً أودى بوعيي إلى قعر الغياب....
-------------------------
نهايه الحلقه الـ42
لا تعليق بخصوص الـ43






رد مع اقتباس
المفضلات