--------------------------------------------------------------------------------
" لا بأس "
تحركتْ قدم وليد قليلا باتجاه الجسر...
رفعتُ عيني عنها إليه فوجدته وقد عاد يغوص بأنظاره في أعماق البحر... و سمعته يقول:
" سنمر بسامر و أطلب منه العودة معنا... "
تعجبتُ و سألتُ:
" سامر ؟! "
أجاب :
" نعم. طلبتُ منه مرارا أن يأتي للعيش
و العمل معنا هنا و قد تكون هذه فرصة جيدة لإقناعه "
سامر من جديد ؟
لا أتخيل أن أعود للعيش معه تحت سقف بيت واحد ثانية !
لا أعرف بأي طريقة سنتعامل...
يكفي الحرج الذي عانيناه عندما اضطررتُ للمبيت في شقته أنا و وليد بعد حادث السيارة...
أتذكرون ؟؟
و رغم أني لم أحبذ الفكرة لم أشأ التعليق عليها...
و على كل ٍ لا أظن سامر سيرحب بها هو بدوره...
وليد تابع :
" أما الخادمة فسنجعلها تعمل ليلا أيضا و تباتُ في المنزل و نضاعف لها الراتب "
علقتُ :
" يبدو أنك خططتَ لكل شيء! "
استدار وليد إليّ و قال :
" لم أنم الليلة الماضية من شدة التفكير! هذه الحلول المؤقتة حاليا...
يمكننا تدبر بعض الأمور الأخرى بشكل أو بآخر... "
قلت ُ :
" و ماذا عن الطعام ؟ "
فأروى و والدتها كانتا تتوليان أمر المطبخ و تعدان الوجبات الرئيسية...
و الأطباق الأخرى و التي كان وليد لا يستغني عنها و يمتدحها دائما!
وليد رد :
" لدينا المطاعم "
ابتسمت ُ و قلتُ مداعبة:
" يمكنك الاعتماد عليّ ! البطاطا المقلية يوميا كحل طارئ مؤقت ! "
ابتسم وليد فأتممت ُ :
" لكن لا تقلق! سأشتري كتاب الطهي و أتعلم ابتداء من الغد !
سترى أنني ذكية جدا و أتطور بسرعة "
ضحك وليد ضحكة خفيفة كنتُ أريد أن أختم نزهتي الرائعة بها...
و مع خبر مذهل كخبر سفر الشقراء أخيرا ...
أصبحتْ معنوياتي عالية جدا و دبّ النشاط و الحيوية في جسدي
و ذهني و ألححتُ على نقل الصور من هاتف وليد إلى جهاز الحاسوب في مكتبه
و تنسيقها في تلك الليلة... قبل أن يكتشف صورته من بينها...
و رغم أن الليل كان قد انتصف و لم يبقَ أمامي غير ساعات بسيطة للنوم
إلى موعد الكلية إلا أنني أنجزتُ الأمر
و بدأتُ برسم أولي لوجه وليد بقلم الرصاص على بعض الأوراق...
الساعة تجاوزت الثانية عشر و النصف، و أخيرا انتهيتُ !
كنتُ على وشك النهوض عندما رنّ هاتف وليد و الذي كان معي
موضوعا على المكتب.
و لكن هل يتصل أصحابه به في ساعة متأخرة ؟؟
أتراه لا يزال مستيقظا؟ اعتقد أن الجميع قد خلدوا للنوم !
حملتُ الهاتف و أوراقي و شرعتُ بالمغادرة بسرعة، حينها توقف رنين الهاتف...
واصلتُ طريقي نحو السلّم و في نيّتي المرور بغرفة وليد
و إعادة الهاتف إليه إن كان مستيقظا قبل لجوئي إلى فراشي...
و فيما أنا أصعد السلّم عاد الهاتف للرنين... حثثتُ الخطى صعودا لأوصله إلى وليد...
و في منتصف الطريق رأيت ُ جسما يقف على الدرجات ينظر نحوي !
كانت أروى !
توقفتُ ثوانٍ و ألقيتُ عليها نظرة لا مبالية و صعدتُ خطوة جديدة...
و هنا سمعتها تخاطبني :
" أليس هذا هاتف وليد ؟ "
نظرتُ إليها و أجبتُ:
" بلى "






رد مع اقتباس
المفضلات