" لماذا رفضتْ المجيء معنا ؟؟ هل... هل هي غاضبة؟ "
وليد نقل بصره إلى البحر... و قال بعد قليل :
" نعم... منّي "
لستُ شريرة و لا خبيثة ! لكن... يا إلهي أشعر بسرور غير لائق !
لم استطع كتمه و قلتُ باندفاع فاضح:
" هل أنتما متخاصمان ؟؟ "
التفتَ إلي ّ وليد مستغربا !
لقد كان صوتي و كذلك تعبيرات وجهي تنم عن البهجة !
شعرتُ بالخجل من نفسي فطأطأتُ رأسي نحو الأرض
فيما تصاعدتْ الدماء إلى وجنتيّ !
لم أسمع ردا من وليد... فرفعتُ بصري اختلس النظر إليه...
فوجدته و قد سبحتْ عيناه في البحر بعيدا عنّي... ثم سمعته يقول :
" تريد العودة إلى لمزرعة "
اندهشتُ ... و أصغيتُ باهتمام مكثف ... وليد تابع:
" مصرة على ذلك و قد فشلتُ في ثنيها عن الأمر...
اضطررتُ لشراء التذاكر و موعد السفر يوم الأحد "
ماذا ! عجبا ! قلتُ :
" أحقا ؟ ستتركها تذهب ؟؟ "
وليد أجاب و هو لا يزال ينظر إلى البحر:
" و الخالة كذلك... "
قلتُ مباشرة :
" و أنتَ ؟؟ و أنا ؟ "
التفتَ وليد إليّ و كأن هذه الجملة هي أكثر ما يثير اهتمامه!
ركز النظر في عينيّ لحظة ثم قال :
" سنرافقهما طبعا "
صمتُ و علامات التعجب تدور فوق رأسي !!!
قلتُ بعدها :
" نعود للمزرعة ! كلا ! و الكلية ؟ و الدراسة ؟؟ "
وليد تنهد ثم قال :
" سنرافقهما إلى المزرعة ثم نعود... مساء الثلاثاء "
بدأ قلبي يدق بسرعة ... نعود يقصد بها.. أنا و هو ؟؟ أم ماذا ؟؟
خرجتْ الحروف مرتجفة على لساني :
" أأأ ... نـ...ـعود أنا و أنتَ ؟ "
وليد قال :
" نعم "
عدتُ أسأل لأتأكد:
" و ... أروى و أمها... ستظلان في... المزرعة ؟؟ "
وليد قال :
" نعم ! إلى أن تهدأ الأوضاع قليلا "
أتسمعون ؟؟
أنا و وليد وحدنا ... و لا شقراء بيننا !
مدهش ! يا لسعادتي ! تخلـّـصت ُ منها أخيرا
أكاد أطير من الفرح ! بل إنني طرتُ فعلا ! هل ترون ذلك ؟؟
تعبيرات وجهي بالتأكيد كانت صارخة...
و لو لم أمسك نفسي آنذاك لربما انفجرتُ ضحكا...
لكن وليد مع ذلك سألني و بشكل متردد:
" ما رأيك ؟ "
آه يا وليد أ وَ تسأل عن رأيي ؟
ألا تدرك أنه حلم حياتي يتحقق أخيرا ؟؟
وداعا أيتها الشقراء !
و لئلا أفضح فرحي بهذا الشكل طأطأتُ رأسي و خبأتُ نظري تحت حذاء وليد !
و قلتُ مفتعلة التماسك :
" لا أعرف... كما ترى أنتَ "
وليد عاد يسأل و بشكل أكثر جدية و بعض القلق امتزج بصوته:
" هل تقبلين بهذا كحل مؤقت طارئ... حتى نجد الحل الأنسب ؟ "
قلتُ و أنا لا أزال أدعي التماسك و عدم الانفعال:






رد مع اقتباس
المفضلات