قالت بغضب :
" ليست دعابة يا وليد... منذ متى و ابنة عمّك تهوى مداعبتي ؟؟
إنها تقصد إهانتي بهذا الرسم ... لكنّي لن أسكت ! "
و من فورها خرجت من الغرفة متجهة إلى رغد...
و لم تفلح محاولتي ثنيها عن إثارة مشكلة و خصوصا في هذا الوقت...!
~~~~~~~
أقبلت أروى إلى غرفتي و كنت أرتب كتبي
و دفاتري على مكتبي الجديد و الذي اشتراه وليد لي مؤخرا...
وليد اشترى لي أشياء كثيرة...و غير طقم غرفة نومي كاملا...
و كان يود نقل أشيائي إلى غرفة دانة سابقا... فهي أكبر حجما...
و لكنني أصررت على البقاء في غرفتي الصغيرة الملاصقة لغرفته...
و منعت ُ أروى و أمها من استخدام أي ٍ من غرف النوم التي كنا نستخدمها سابقا...
فأقامتا في غرفتين من الناحية الأخرى لمنزلنا الكبير...
و لأنني أعرف أنها ماهرة في أعمال المنزل و خصوصا الطبخ
و أنها تتباهى بذلك أمام وليد و أمامي...
و أنها تريد أن تستعرض مهاراتها الليلة على العشاء ...
فقد اخترت المطبخ بالذات كي أذاكر فيه محاضراتي هذا اليوم !
يجب أن تعرف هذه الدخيلة أن هذا بيتي أنا... و مطبخي أنا...
و أنا حرّة في فعل ما أريد وقتما أريد !
" ماذا تعنين بهذا يا رغد ؟ "
كانت أروى تقول و هي ترمي بالورقة التي نزعتـُها من كراستي قبل قليل...
و فيها صورة لأروى الحسناء تنظف الأرض بشعرها الطويل !
أوه ! كيف وصلت إليها..؟ مستحيل أن يكون وليد !
كنت ُ غاضبة من تباهيها بمهاراتها... و وعدها وليد بتقديم وجبة لذيذة تبهر ضيوفنا...
و من شدة غيظي احتللت المطبخ و رسمتها بهذا الشكل!
لكني خجلة من وليد و الفكرة التي أخذها عنّي... و أريد أن أعتذر لها !
" أجيبي ؟؟ "
صرخت أروى و هي شديدة الغيظ... كنت بالفعل سأعتذر لولا أنها أضافت :
" أنا لست خادمة هذا المنزل بل سيّدته و إن كنت ستسخرين من شيء
فالأفضل أن تسخري من نكرانك للجميل
و عيشك مرفهة مدللة من نقود لم ترثيها و لم تتعبي لجنيها يا ابنة العز و الثراء "
شعرت بطعنة قوية في صدري أوشكت أن أرمي بالكتاب الذي بين يدي نحو وجهها
لكنني لم أملك إلا الألم...
و هل أملك ردا غيره ؟؟
بم أرد و هي الحقيقة..؟؟ ألست ُ أنا العالة على الغير...
أليست النقود التي يجلبها لي وليد... هي من ثروتها ؟
بعد أن انصرفت بفترة حضر وليد
و كعادته يأتي بعد انتهاء أي مشادة بيننا حتى لا يزيد تدخله الأمر سوء...
و لا بد أنه قضى الدقائق السابقة في استرضائها و جاء الآن ليواسني... أو ليوبخني!
" هل أدخل ؟ "
و هو يقف عند الباب... و ينظر إلى الورقة المرمية على الأرض...
ثم يلتقطها و يتأملها برهة، و يمزقها و يرمي بأشلائها في سلة المهملات...
قال :
" انتهى الأمر "
مسكين وليد! أتظن بأنه بتمزيقك للورقة تحل المشكلة؟
لا أظنها تحل إلا إذا مزّقت الفتاة المرسومة عليها في الواقع !
قال :
" لا تكرري ذلك ثانية يا رغد ... أرجوك "
نظرت إليه بحنق... أهذا كل ما لديك ؟؟
قال :
" انظري أي مشاكل تقع بسبب تافه كهذا...
نحن في غنى عن المزيد... دعينا نعيش في سلام "
و استفزتني جملته فقلت بغضب :
" و هل ترى أنني شارون أم بوش لتخاطبني عن السلام ؟ "
و ربما أثارت جملتي اندهاشه أو حتى لم يستوعبها إذ أنه حملق في ّ باستغراب
قلت بعصبية :
" هل أنا سبب المشاكل ؟ "
قال :
" لا ... لكن أروى لا تتعمّد مضايقتك يا رغد ... إنها طيبة و مسالمة جدا "