كنت أتصبب عرقا، و أشعر بإعياء شديد، و بحاجة ماسة و فورية للاستحمام ، و النوم مباشرة...
عدت إلى المنزل منهك القوى شديد التعب، متوقعا أن يكون الجميع نيام في مثل هذا الوقت
لذا دهشت حين رأيت رغد جالسة في الصالة تقرأ كتابا !
" ألم تنامي بعد ؟ "
رفعت رغد عينيها عن الكتاب ، و قالت :
" ليس بعد "
و كانت نظراتها حادة توحي برغبة منها في الشجار !
و هو شيء أفضل الغرق في المحيط عليه، خصوصا و أنا بهذا الحال و التعب !
" تصبحين على خير "
قلت ذلك، و توجهت نحو غرفة نومي، لأنفذ بجلدي
و لكنني ما كدت أخطو بضع خطوات حتى سمعتها تناديني :
" وليــــد "
يا رب !
لست بمزاج جيّد لتلقي أي لوم و عتاب على تركك وحدك كل هذه الساعات !
أجّلي كل هذا للغد يا رغد ! و أعدك بأنني سأتلقى هجومك بأوسع صدر !
التفت إلى الوراء ، و لم أجب ... لكن لسان حالي أجاب : نعم ؟
أغلقت الكتاب الذي بين يديها، و وقفت ..
إنه التأهّب للهجوم ! رغد أرجوك الرحمة ! هذه الليلة فقط !
" أنا جائعة "
هل سمعتم شيئا كالذي سمعت ؟؟ تقول جائعة !
" ماذا ؟ "
" أنا جائعة ! "
تلفت يمينا و شمالا.. أبحث عن شخص يؤكد لي ما سمعت !
" ألم تتناولي عشاءا ؟ "
" كلا "
" حسنا ، لم لا تذهبين للمطبخ و تحضّرين وجبة لك ؟؟ "
قالت :
" أشتهي البيتزا "
" البيتزا ؟ "
" نعم ! البيتزا "
قلت :
" و لكن تحضيرها سيستغرق وقتا ! لم َ لم تعدّيها قبل الآن ؟ "
" لا أعرف طريقة لتحضيرها، و لا أريد أن أعرف
كما و أنني شعرت بالجوع الآن فقط "
و بالتالي ماذا ؟؟
قلت :
" حسنا ، حضّري شيئا آخر .. "
" أريد بيتزا "
" رغد ! و هل تعتقدين أنني أستطيع تحضير بيتزا ؟؟ "
" تستطيع شراءها من المطعم "
نظرت إلى الساعة ، كانت الواحدة ليلا !
" مطعم ؟ الآن ؟؟ "
" نعم ، لابد أنه يوجد مطعم واحد على الأقل مفتوح الآن "
و هذا يعني أن علي ّ أنا الذهاب للبحث عن مطعم و جلب البيتزا !
آخر عمل أفكّر في القيام به على الإطلاق !
" حضّري لك أي وجبة من الطبخ ، الوقت متأخر و أنا متعب .. "
" لا أشتهي غير البيتزا ! "
" كلي أي شيء الآن ، و غدا آخذك إلى المطعم "
قالت :
" معكما أنت و أروى ؟ "
و رمقتني بنظرة حادة .. ثم أضافت :
" هل تقبل العروس ؟ "






رد مع اقتباس
المفضلات