" نعم، فقد ذهبنا إلى المطعم.. و تنزهنا لبعض الوقت "
و ظهر الاستياء على وجهها، و قالت :
" و هل اشتريتما الخاتمين ؟ "
" أجل "
" هل أستطيع رؤيتهما ؟ "
قلت بحنق :
" نعم طبعا ، لكن غدا ، بعدما نلبسهما أنا و وليد لبعضنا البعض "
قالت :
" و أين وليد ؟ "
" في المزرعة ، سيعمل لبعض الوقت "
و استأذنت و ذهبت إلى غرفتي...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
تركتني في غيظي ، اشتعل نارا كجهنم.. أكاد أحرق أوراق المجلة التي بين يدي
و لكن لا
لن أفوّت هذا بسهولة ! و لسوف أفسد عليهما سهرة الغد
و أحرمهما من الهناء بخاتميهما !
نزعت الخاتم الذي ظل بنصري الأيمن محبوسا به لأربع سنين...
لم أكن قد نزعته قبل الليلة، كما لم أكن قد أبلغت وليد عن انفصالي الشرعي عن سامر..
رغم أن فترة قد مضت على ذلك..
لم أكن أريده أن يشعرني بأنه مهتم بي فقط و فقط لأنه ليس لدي من يهتم بي غيره..
كنت أود أن أشعر.. بأنه يهتم بي و يحبني و يريد بقائي معه حتى لو كان والداي على قيد الحياة
ليس فقط حتى مع وجود خطيب لي..
عندما سألني :
" ماذا بيدي ؟ ما حل المشكلة "
كدت أقول :
" تزوّجني ! "
و كم كنت سأبدو بلهاء غبية و أنا أعرض على ابن عمّي ، و المرتبط
و الذي نعيش في بيت خطيبته أن يتزوّجني !
أردت أن ألفت نظره إلى وجود حل اسمه الزواج ، فقلت :
" أتزوج حسام "
و انتظرت ردة فعله، انتظرت أن أرى مقدار اهتمامه بي ..
و رغبته في بقائي معه..كم تمنيت لو يهتف :
" مستحيل ! "
ألا أنه التزم الصمت، ثم غادر...
أحيانا.. أشعر بأنه يهتم بي و يحبني كثيرا.. لكن.. مثل حبه لدانة..
و أنا أريده أن يحبّني مثلما أحبه أنا.. و أن يعجب بي أنا.. و ألا ينظر إلى عيني امرأة غيري أنا !
و إن كان يريد رؤية عيون زرقاء، أو خضراء، أو حتى صفراء..
فأنا سأغير لون عيني و شعري و وجهي و كل شيء لإرضاء ذوقه !
لقد قال إنني رائعة منذ الطفولة ! كم أشعر بالسعادة كلما تذكرت هذه الجملة !
إنها كنزي الثمين الذي أفتحه و أنعش مشاعري به كلما أصابني اليأس ..
وليد و أروى يخططان لقضاء سهرة خاصة بهما ليلة الغد، للبس الخاتمين.. و أنا ..
أخطط لأن أمرض غدا، و أقلق وليد بشأني، و أصرف تفكيره عن السهرة الخاصة
و أحرم أروى مما تصبو نفسها إليه !
سترين يا أروى !
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
لأنني لا أحب تأجيل عمل اليوم إلى الغد، و لأنني سأضطر لاختصار ساعات العمل غدا أيضا
من أجل السهرة التي تريدها أروى احتفالا بوضع الخاتمين
فإنني قررت أن أقضي ساعات في العمل بالمزرعة الآن...
كنت متعبا، فقد قمت بعدة أشياء منذ الصباح، و كان يوما حافلا بالمهام التي كان علي إنجازها..
عدا عن هذا ، فهناك فتاة صغيرة تلعب في دماغي منذ الأمس، و تسبب لي صداعا رهيبا !
انتصف الليل، و أنا لا أزال في المزرعة أبذل مجهودا بدنيا لا يتناسب و الظلام و التوقيت
ألا أنني لم أشأ المغادرة قبل إتمامه...
كنت سأنقل بعض الأشياء إلى السيارة الحوض، ألا أنني حين وجدتها على مبعدة
تقاعست عن تحريكها، فآخر شيء أفكر به هو قيادة سيارة الآن
اذا قمت بحمل بعض تلك الأشياء بجهد إلى الحوض، و تركت البقية لأنقلها في اليوم التالي
فقد أرهقت كثيرا جدا...






رد مع اقتباس
المفضلات