بصراحة، وليد يبالغ في اهتمامه بها و أنا منزعجة من هذا الأمر..
و أتمنى لو يأتي خطيبها و يعتني بها لبعض الوقت، حتى نتنفّس !
تجوّلنا كثيرا، بحثا عن طقم يناسبنا.. و وليد لم يكن مركزا معي جيدا
بل كان يقول عن أي كل عقد أسأله عن رأيه به :
" جميل، دعينا نشتريه ! "
اخترنا في النهاية طقما جميلا مناسبا، بالإضافة إلى خاتمي الخطوبة ..
و أراد وليد أن نعود للمزرعة لكنني ألححت علي بالذهاب إلى مطعم و تناول العشاء هناك..
إنها فرصة ذهبية بالنسبة لي، لا وجود لرغد معنا!
" فيم تفكّر ؟ "
سألته و أنا أراه شاردا، قال :
" أأ .. في المزرعة ، تعرفين أننا تركنا عمل اليوم غير منجز .. حالما أعود فسأنجزه "
قلت :
" أوه وليد ! أتفكّر بالعمل حتى و أنت معي هنا ؟ دع عنك المزرعة
و شؤونها و لنتحدّث في أمور تخصّنا "
لم تظهر عليه أمارة مشجعة ، تضايقت من شروده عني ، قلت :
" وليد ! أنا معك ! هل تراني ؟ "
الآن ابتسم و قال :
" طبعا أروى ! أنا آسف..، فيم تودّين الحديث ؟ "
قلت ببعض الخجل :
" في أمور بيتننا و خطط مستقبلنا ! "
قال وليد :
" أخبرتك بأننا لن نتزوّج قبل رغد "
رميت بالملعقة التي كانت بين أصابعي ، أتناول بها طبق المهلبية الباردة .. و قلت بانفعال :
" رغد ثانية ! أوه .. رغد ، رغد ، رغد ! وليد ! هللا توقفت عن ذكرها أمامي كل ساعة ؟؟ "
قال وليد و هو مرتبك :
" أروى ! ما حلّ بك ؟؟ "
قلت :
" ما حلّ بك أنت ؟؟ ألا تشعر بأنك تهملني من أجلها ؟ إنني خطيبتك ! "
قال :
" أنا آسف يا أروى، لكنك .. لا تعلمين ما تعنيه رغد بالنسبة لي .. "
قلت :
" ماذا تعني ؟؟ "
وليد غيّر الجملة و قلب السؤال ، إلى ما يعنيه هو بالنسبة لها ، إذ قال :
" إنها فتاة يتيمة، و بلا بيت و لا عائلة و لا ولي غيري
إن أهملتك أنت، فباستطاعتك اللجوء إلى أمك أو خالك
أما إن قصّرت مع ابنة عمي اليتيمة الوحيدة ، فإلى من ستلجأ ؟؟ "
أنا قلت مباشرة :
" إلى خطيبها "
و لا أدري لم انزعج وليد فجأة و قال :
" لنغيّر الحديث، ماذا كنت تودين قوله بشأن المزرعة ؟؟ "
قلت :
" أي مزرعة ؟؟ "
" المزرعة ! ألم تتحدثي عن المزرعة و مستقبلنا فيها ؟ "
اشتططت غضبا و قلت :
" بل عن عش الزوجية و خططنا المستقبلية فيه "
احمرّ وجه وليد ، و تمتم بجمل الاعتذار...
لكن ، أي اعتذار يا وليد؟ إنني أشعر بأنك لا تشعر بوجودي ...
و كأنني لست خطيبتك.. و كأننا لن نتزوّج ذات يوم !
عندما عدنا إلى المزرعة ، و لم أكن أنا سعيدة بالقدر الذي تمنيت
دخلت إلى المنزل مباشرة
أما وليد فذهب لينجز أعمال اليوم التي اضطر لتركها من أجل مرافقتي...
في الصالة، وجدت رغد جالسة تقرأ أحد الكتب..
" تأخرتما "






رد مع اقتباس
المفضلات