" و .. متى ستتزوج هي و أخوك ؟ "
قلت بسرعة و بغضب :
" ليس الآن، لا أعرف ، ربما بعد عام أو عشرة .. أو حتى مئة
لكن ما أعرفه هو أنني لن أتزّوج قبلها مطلقا "
و تركت أورى، و انصرفت قاصدا رغد...
نعم رغد، فهي من يشغل تفكيري هذه الساعة، و كل ساعة..
كنت أعرف أنني سأراها باكية.. و هكذا رأيتها بالفعل..
و قد نزعت العدستين الزرقاوين، و تحول بياض عينيها إلى احمرار شديد...
" صغيرتي.. يكفي ! "
طالعتني بنظرة غاضبة ، و قالت :
" كنتما تسخران مني ، أليس كذلك ؟ "
" لا أبدا ! لا يا رغد ! "
قالت بانفعال :
" لو كان سامر هنا ، لقال قولا لطيفا و لو من باب المجاملة.. "
و ذكر اسم سامر يجعلني أتكهرب !
قلت بدون تفكير :
" أنت ِ رائعة إن بهما أو بدونهما يا رغد "
و ابتلعت لساني بسرعة !
رغد تأملت عيني، و ربّما سرّها ما قلت..
فمسحت الدمعتين الجاريتين على خديها ، و قالت :
" حقا ؟ هل بدوت رائعة ؟ "
اضطربت، حرت في أمري.. بم أجيب ..؟؟
يا رغد أنت تثيرين جنوني.. ماذا تتوقعين مني ؟ أنا.. و للأسف، و بكل أسف..
لست زوجك حتى يحل لي أعجب بك و أبدي إعجابي لك..
كيف لي أن أصرّح أمامك : أنت رائعة، و أنت لست ِ ملكي..؟ أ
نى لي أن أتأملك و أنت لست ِ زوجتي أنا ؟؟
يا رغد.. أنت لستِ امرأتي و أنا لا أستطيع تخطي الحدود التي يجب أن تبقى بيننا..
و إن لم أر روعتك، و لم أتأملها و لم أعلّق عليها
فلتعلمي بأنك في قلبي أروع مخلوقة أوجدها الله في حياتي.. مهما كان مظهرك ..
لا تزال تنظر إلي منتظرة الإجابة.. كطفلة صغيرة بحاجة إلى كلمة طيبة من أحد.. قلت :
" بالطبع ! أنت دائما رائعة منذ صغرك ! "
رغد ابتسمت، أظن بفرح..
ثم قامت و اتجهت إلى أحد الأكياس التي تحوي ما اشترته من السوق
و أخرجت بعض الأشياء لتريني إياها !
أرتني أحد الفساتين، و هي تقول :
" هذا سيدهشك ! انظر .. ما رأيك ؟؟ "
الفستان كان أنيقا، و في الواقع أنا لست خبيرا بمثل هذه الأمور
لكني أظن أنه من النوع الذي يعجب النساء !
قالت :
" سيغدو أجمل حين أرتديه ! "
و قربته من جسمها و ذهبت لتشاهد ذلك أمام المرآة..
كانت تبدو سعيدة ..
قالت تخاطب المرآة :
" متأكدة سيبهر دانة حين تراه ! و ستشعر بالغيظ ! "
ثم اكفهر وجهها فجأة .. و شردت برهة ، و استدارت إلي ..
و رمت بالفستان على السرير..
قلت :
" ما الأمر ؟ "
قالت :
" أريد أن أرتديه "
قلت :
" إذن افعلي ! "
قالت و بريق من الدموع لمع في عينيها :
" أرتديه لأبقى حبيسة في هذه الغرفة ؟ "
و صمتت قليلا ثم قالت :