قال :
" لا ، إنهم أناس طيبون جدا.. و كرماء لأقصى حد..، لن يزعجهم وجودك، أريد أن أعرف ..
هل يزعجك أنت ذلك؟؟ "
قلت :
" سأبقى حيث ما تبقى أنت..، ألست المسؤول عني الآن؟ "
بدا الضيق جليا على وليد، مال بجدعه للأمام و قال :
" رغد يا صغيرتي.. الأمر ليس متروكا لظروفي بل هو حسب رغبتك أنت.. إذا رغبت بأي شيء آخر فأبلغيني و سأنفذه حتما "
قلت :
" حقا وليد ؟؟ "
قال :
" طبعا، بدون شك.. تعرفين أنني من أجلك أفعل أي شيء..."
شعرت بالصدق ينبع من عينيه.. و آه من عينيه ..
لو تعرف يا وليد.. أنا لا أريد من هذه الدنيا غيرك أنت.. لقد فقدت كل شيء.. والداي ماتا.
.و تيتّمت مرتين.. و أختي رحلت.. و سامر تركته جريحا متألما.. و خالتي و عائلتها ظلوا بعيدين عني..
لم يبق لي إلا أنت..
أنت الدنيا في عيني..
أنا أريد أن أبقى معك، قريبة منك و تحت رعايتك و حبك ما حييت.. أينما كنت..
هنا أو في أي مكان في المجرّة.. فقط أبقني قربك.. و أشعرني باهتمامك و حبك..
" وليد .."
همست بصوت أجش... وليد أجابني مسرعا :
" نعم صغيرتي ؟ "
قلت :
" أنا.. أنا..."
و لم أتم، إذ أن أروى أقبلت الآن، تحمل أقداح الشاي...
" تفضلا.."
لم تكن لدي أدنى رغبة في احتساء الشاي ألا أنني فعلت من باب المجاملة..
أروى جلست على المقعد المجاور، قرب وليد...
تبادلا حديثا قصيرا، ثم قالت مخاطبة إياي :
" يمكنك استخدام غرفتي، و أنا سأنام مع أمي لحين ترتيب غرفة خاصة بك "
نظرت إلى وليد و قلت :
" و أنت ؟ "
قال :
" في غرفتي ذاتها "
هززت رأسي اعتراضا..
وليد قال :
" لا تخشي شيئا يا رغد.. المكان آمن هنا و موثوق كبيتنا تماما "
" لا ! لن أبقى وحدي هنا "
قال :
" يمكن لأروى البقاء معك في الغرفة.. "
قلت :
" إذن خذني لمكان آخر "
تبادل وليد و أروى النظرات، ثم نظر إلى المقعد الذي نجلس عليه، ثم قال :
" حسنا.. سأبات أنا على هذا.. داخل المنزل"
لم تعجبني الفكرة أيضا.. فنظرت إليه باعتراض و عدم اقتناع..
قال :






رد مع اقتباس
المفضلات