صحت :
" سأذهب معه ... لا أريد البقاء هنا .. لا أريد البقاء هنا.. لماذا ذهب و تركني .. لماذا ؟ "
سامر أمسك بذراعي بقوة و بذهول قال و هو يحدّق بي :
" تذهبين معه .. و تتركيني ؟؟ "
ابتلعت لساني و لم أنطق بأي كلمة ... سامر كان يحملق بي بحدة ..
نظرات فاحصة مدققة مدركة مستنتجة .. قارئة لما اعترى وجهي من تعبيرات صارخة ...
" رغد ... تتركيني من أجله ؟؟ أليس كذلك ؟؟ "
صعقت .. و توقف قلبي عن الخفقان ...
و لم أشعر بالدنيا من حولي سوى عيني سامر اللاسعتين .. و يديه القابضتين علي بعنف ..
قال :
" تكلمي يا رغد ؟؟ أهذا هو السبب ؟؟ "
لم أجبه ..
بدأ يهزني بقوة .. و آلمني كثيرا ...
" رغد تكلّمي ... قولي ما تخفينه .. اعترفي هيا "
" دعني سامر "
لكنه هزني بعنف أقوى و بحدة صاح بوجهي :
" تكلمي يا رغد هيا..ماذا لديك؟ انطقي بسرعة..لماذا قررت التخلص مني؟ قولي هيا؟ "
فقد ت السيطرة على نفسي و صرخت :
" لأنني لا أحبك .. لا أحبك يا سامر .. هل ارتحت الآن ؟ "
سامر دار بي حتى رطمني بالباب .. و هتف صارخا :
" .. وليد ؟؟ "
تفجّرت لحظتها و صرخت بأعلى صوتي مطلقة سراح ما حبسته في صدري عنوة :
" نعم أحبه.. أحبه هو .. أحبه هو .. أحبه هو .. هو .. هو "
بعد هذا الانفجار .. و الذي خرج من صدري دون شعور و إدراك ..
و وعي ، وعيت على الواقع بصفعتين قويتين تلقيتهما من كف سامر الثائر..
أفقت فجأة فرأيت نفسي أقف مسنودة إلى الباب ..
و دموعي تجري كشلال ضخم.. و سامر يقف أمامي كأسد ثائر ... يكاد يفترسني ...
لم أدرك أنني أفصحت عمّا في قلبي إلا بعد حين ...
توقفت أنفاسي .. في حالة من الذهول مما أنا فيه ...
كالجمرة المتقدة كان وجه سامر محمرا متوهجا ..
و كانت يداه توشكان على الانقضاض علي ...
قال :
" لقد كنت أحمق إذ لم أعر ش#### اهتماما يومها ...
كم كنت غبيا ... لقد كنت تحبينه كل ذلك الوقت و تستغفلينني ؟ "
لم أستطع النطق بأي كلمة ..
تابع هو :
" نعم .. فأنت ركضت نحوه هو يوم كنا عند الشاطئ.. و تركتني أنا واقفا كالأبله جواره تماما.. "
ثم أطبق علي بيديه و قال :
" لهذا تريدين التخلص مني ؟؟ لن تفعلي هذا بي يا رغد.. لن أسمح لك بهذا أبدا "
و سحبني بعنف .. و سار يجرني إلى غرفتي
و دفع بي بقوة نحو السرير ... فارتطمت به بآهة ...
زمجر :
" لن أسمح لكما بذلك .. أتفهمين ؟؟ أبدا يا رغد "
و خرج من الغرفة و هو يصفع بالباب ...
~ ~ ~ ~ ~ ~
حينما وصلت إلى المزرعة.. كان ذلك قبيل أذان الفجر...
دفعت مبلغا كنت أنا الأحوج إليه إلى السائق الذي أوصلني...
و أخذت أعد ما تبقى لدي من جديد...
لزمت المسجد لحين ارتفاع الشمس في صدر السماء...
و ناجيت الله طويلا .. شاكيا له حالي و باثا إليه همومي و سائلا إياه الرحمة و اللطف ...
ذهبت إلى المزرعة بعد ذلك و استقبلني العم الطيب و ابنة أخته استقبالا حافلا ...
و علمت منهما أن السيدة ليندا عادت إلى المستشفى من جديد ، في نوبة جديدة ...