حاصرني سامر .. حاولت الفرار ألا أنه لم يدع لي المجال ..
" رغد .. لماذا ؟ بالله عليك أخبريني بصدق .. لماذا ؟ "
أردت أن أعود إلى غرفتي ألا أنه منعني ... كان مصرا على مواجهتي ...
قرع الجرس الآن... لابد أنه وليد...
فتح سامر الباب فإذا به وليد بالفعل...
كان وجهه حزينا كئيبا مهموما.. منظره يثير القلق و الحيرة ..
لم يتكلم.. نظر إلينا قليلا ، ثم ذهب إلى غرفته..
ثوان و إذا به يخرج ثانية ، ممسكا بمحفظته و مفاتيحه..
و سار نحو الباب ..
سامر استوقفه سائلا :
" إلى أين ... وليد ؟ "
استدار وليد إلى سامر و قال بنبرة نامة عن الحزن و الاستسلام :
" إلى المزرعة "
دهشنا و اشرأبت أعناقنا عجبا ..
قال سامر :
" ماذا ؟؟ "
قال وليد :
" فقد انتهى دوري "
و فتح الباب و همّ بالخروج ...
أسرع سامر إليه و أوقفه :
" وليد ! هل تعني ما تقول ؟؟ إلى المزرعة في هذا الوقت ؟؟ "
استدار إليه و قال :
" نعم ، فهي المكان الذي يناسب أمثالي "
و خرج ...
و رغم نداءات سامر و محاولاته المستميتة لإيقافه ألا أن وليد أبعده ، واستمر في طريقه ...
الجنون أصابني أنا لحظتها... ركضت نحو الباب و صرخت :
" وليد .. لا تذهب "
ألا أن وليد لم يلتفت إلي .. و تظاهر بعدم سماعه لي ..
" وليد ... وليد عد .. "
هتفت و هتفت ، ألا انه ابتعد... و اختفى عن أنظاري ...
سامر أغلق الباب.. و تنهّد بأسف ...
قلت بعصبية :
" ماذا تنتظر؟ الحق به ! امنعه ! "
ألا أن سامر هزّ رأسه بقلة حيلة ..
تفجرت دموعي و أغرقت وجهي كما الطوفان ، و زمجرت :
" الحق به يا سامر دعه يعود "
" لن يفعل يا رغد.. لن يفعل "
رفعت يدي و أمسكت بذراعي سامر و صحت :
" كيف تتركه يذهب ؟ ماذا إن أصابه مكروه ؟ الحق به سامر أرجوك "
سامر قال بضيق :
" ألم أفعل ؟ لا جدوى من ذلك .. أنا أعرفه "
هززت رأسي باعتراض شديد و صرخت :
" كلا .. كلا كلا ... "
نظر إلي باستغراب ...
قال :
" رغد ! ؟ "
قلت بانفعال :
" سأذهب معه "
ذهل سامر ، و قال :
" ماذا ؟؟ "






رد مع اقتباس
المفضلات