قال وليد في معرضها :
" لن تفعلي ما يحلو لك .. و أنا المسؤول عنك في غياب والدي شئت أم أبيت "
دانة ردت بحدّة :
" و من قال أنني أنتظر الإذن منك أو أتشرف بمسؤوليتك هذه ؟؟
سأسافر مع نوار يعني سأسافر معه.. و أنت عد من حيث أتيت فذلك أنسب لحالك و مثلك "
وليد رفع يده و كاد يصفعها ، ألا أنه توقف في منتصف الطريق.. و كتم غيظه..
لم أتمالك أنا نفسي ، فقلت غاضبة :
" ألا تحترمين شقيقك الأكبر ؟ ! "
قالت :
" اخرسي أنت..إنه شخص لا يستحق الاحترام "
جميعنا ننظر إلى دانة بغضب .. و هي تدور ببصرها حولنا ..
سامر نطق أخيرا و قال غاضبا :
" دانة ! يكفي "
" اجدر بك ألا تخشى على مشاعره ! أنسيت ما فعل بك ؟ "
هتف وليد :
" دانة "
صرخت هي :
" اضربني ! أليس هذا ما يتعلمه المجرمون في السجون ؟؟ "
وليد أمسك بكتفي دانة و هزّها بعنف و هو يصرخ :
" يكفي.. إياك و قول المزيد.. أتفهمين ؟؟ إن نطقت بحرف بعد فسأقطع لسانك ..
أنا خارج من حياتك فاهنئي بمن تريدين "
و حررها من بين يده و قال مخاطبا سامر :
" افعلوا ما تشاءون .. فأنا لم يعد يهمني من أمركم شيئا "
ثم التفت إلي ففزعت من نظرته المرعبة ... و زمجر هو :
" و هذه أيضا.. تزوجها بالمرة و خلصوني منكم جميعا.. "
و أسرع خارجا من الشقة ...
مرت الساعات و لم يعد.. و انتصف الليل و لم يعد.. قلقت كثيرا عليه..
خرجت من غرفتي في قلق فإذا بي أرى سامر يجلس في الصالة أيضا ...
" ألم تنم ؟ "
" أشعر بالأرق "
" هل عاد وليد ؟ "
" كلا "
" إلى أين ذهب ؟ "
" لا علم لي ... "
" ربما عاد للمزرعة ! "
قلتها و أنا أضع يدي على صدري خوفا من أن تكون حقيقة ...
سامر نهض واقفا .. و اقترب مني و قال :
" ما رأيك بما قال ؟ "
" ما ذا تعني ؟؟ "
أمسك بيدي و قال :
" بأن .. نتزوج نحن أيضا .. "
هنا احتقنت الدماء في وجهي و اضطربت تعبيراته... رأى سامر الرفض على وجهي و قال :
" أرجوك .. رغد .. "
هويت بنظري أرضا ...
لماذا يعود لفتح الموضوع الآن ؟ لماذا يا سامر لا تعتقني ..
سامر رفع وجهي بيديه كلتيهما و قال بصوت شديد الدفء و الحنان :
" كدت أجن .. لما حصل معك ..لا أريد أن تفترقي عني لحظة واحدة .. أحبك بجنون "
أبعدت وجهي عنه و استدرت و أنا أقول :
" كفى .. أرجوك ... "
و انهمرت دموعي ...






رد مع اقتباس
المفضلات